رجال أعمال أم رجال دعارة ؟
محمد العروقي / كثيرا ما نقراء و نسمع من خلال الانترنت ووسائل الاعلام , من التحذير للسفر الى اوكرانيا , بسبب عمليات غش و احتيال و نصب يتعرض لها العرب في اوكرانيا , و حقيقة لا استطيع انكار تلك الحالات الا انه وصلت لمراحل مبالغ فيها , جعلت منا ان نوضح للجميع بان هناك من العرب من يعيشون في اوكرانيا بطريقة محترمة و شريفة و هي الغالبية و متفوقون في مجال اعمالهم.
و لكن لو نظرنا للنصف الاخ من الصورة فلماذا كل هذه الدعايات و اسبابها ؟ و من اين الخلل ياتي بتلك الدعايات ؟ و هنا اعتقد جازما ان السبب الاكبر من تلك الاتهامات و الدعايات تاتي من مجموعة كبيرة من الزوار العرب لاوكرانيا , معتقدين ان كل شيئ سهل هنا و بامكانهم الحصول عليه بابخس الاثمان.
ما ان يتعرف ممن يطلقون على انفسهم رجال اعمال على شاب عربي من خلال الانترنت و يقيم في اوكرانيا ، الا و تبدا العلاقة اليومية بينهم فالاول و الذي يعيش باحدى الدول العربية يعرض على الاخر مجال الاستثمار و البزنس في اوكرانيا . اما الاخر و الذي في اوكرانيا فيتوسم خيرا و يقول لعل و عسى , و تنتهي تلك المقابلات من خلال الانترنت بترتيب زيارة لرجل الاعمال الى اوكرانيا , حيث يكون الثاني باستقباله بالمطار.
ماشاء الله انه زائر لطيف , صاحب لحية مهضومة , ان تحدث فما يخرج من لسانه الا اية قرآنية او حديث شريف , و يستعجل الوصول من المطار الى الشقة او الفندق الذي اختاره له صديقة لاداء الصلاة , جمعا او قصرا لانه مسافر , و يبدا الحديث من المطار للبيت عن الاستثمار بالبلد واسعار الحديد و الاسمنت و غيره من المواد الثقيلة , فبنتعش صديقنا المقيم في اوكرانيا و يقول فرجت و الحمدلله.
و ان راي و هو بالسيارة فتاة بلباس قصير غض البصر و استغفر الله فانه رجس من عمل الشيطان ؟ ماهذه البلد ؟ اين الكرامة اين الشرف ؟ يتسائل الزائر ؟ ليستمع من المضيف الاجابة , و لكن المضيف لا يعرف انها لجس النبض للتعرف اكثر على اخلاقياته.
و بعد الوصول يبدا الطرفان بالتقرب من بعضهما البعض اكثر فاكثر و حديث ياخد حديث و موضوع ياخد موضوع بين الزراعة و الحديد و الاسمنت و الحليب المجفف حتى تاتي سيرة الفتيات.
فان راى الضيف انه من الممكن الحديث بصراحة اكثر امام مضيفه فسوف يبادر فورا بالسؤال عن الديسكو و اماكن الاستجمام , و يمكن ان يسافرا معا لقضاء عطله في مكان ما و يخجل ان يقول له مباشرة بان يعمل معه خلال تلك الفترة التي سيقضيها باوكرانيا قوادا او داعرا.
و ان راى صديقه محافظ نوعا ما و متمسك باصالته و كرامته فيبدا الحديث من زاوية اخرى بانه يرغب بالزواج من فتاة مسلمة … عجيب و الله يرغب الزواج من فتاة مسلمة في اوكرانيا . يا اخي اذهب لاي دولة عربية و تزوج من هناك , و لماذا لا تتزوج من غير مسلمة و تستطيع ادخالها بالاسلام و تكتسب ثوابا عظيما, و ان فشلت تلك الاسطوانة فيبدا الحديث عن رغبته بفتاة لمعاشرتها اثناء وجوده باوكرانيا حتى لا يدخل بالحرام, عجيب كيف يتحقق ذلك؟ فيرد رجل الاعمال الكبير لا تتعجب فان طائفتي او مذهبي يحلل ذلك , و بارك الله في فضائياتنا ففيها تجد تحليل المتعة و المسيار و ملك اليمين , و ارضاع الكبير اطلب ماشئت و سوف تجد من علماء( الفيزا كارت) فتوة بذلك.
وفي اليوم التالي تجد ان الذقن قد تم حلاقتها بحذاء رجله لانها انسب شفرة تصلح له , و يختال و يتفاخر بملابسه الانيقة بالشوارع و معه صديقه المحلي الذي لا يعرف هل هو صديق بزنس , ام قواد , ام مترجم ام ماذا ، و للحق فان هناك انواع كثيرة من الاخوة المحليين , فمنهم من يرفض ذلك لان دينه و كرامته لا تسمح له , و منهم من يوافق على مضض لان ظروفه صعبة و منهم من هو العن من صديقنا الزائر و لما لا؟
و في نهاية الرحلة يعود ضيفنا العزيز الى بلده فان وفق بما اراد من المتعة و الجنس فسوف ينقل الصورة الحسنة كم هي بلد جميل , و بلد طيب , و متسامح ويبلغ اصدقائه بانه فتح بزنس هناك و تصبح زياراته دورية.
اما من لم يوفق بما اراد لسبب او لاخر فيتكلم عكس ماسبق. و يبقى اخونا المحلي بانتظار ضيف اخر.