د.أسامة الفرا في حديث خاص للمنتدى الفلسطيني للحوار الديمقراطي: فتح اثبتت دوما انها قادرة على استعادة وحدتها وقوتها في المحطات المهمة
28 يوليو, 2016
مقالات, ملفات خاصة
لعل الحدث الأبرز الذي يشغل بال الشارع الفلسطيني بشكل عام في هذه الآونة هو الانتخابات البلدية و المحلية القادمة ، تلك الانتخابات التي يأمل الكثيرون منها ان تكون بداية ومقدمة لمصالحة فلسطينية حقيقية تنهى الإنقسام البغيض و ترسى أسس ديمقراطية في إختيار الشعب لممثليه .
و لكن ماهي استعدادات كل حزب او فصيل لتلك الانتخابات ، و كيف يمكن إقناع الناخب بذلك البرنامج او ذاك بعد ان فقد الشعب تقريبا الثقة بجميع التنظيمات و الأحزاب ، وماذا أعدت كبرى الحركات الفلسطينية (حركة التحرير الوطني الفلسطيني –فتح)،لتلك الانتخابات لضمان فوزها و إعادة ثقة الناخب بها .
من اجل ذلك و من اجل الهدف الأسمى للمنتدى الفلسطيني للحوار الديمقراطي في أوكرانيا و الذي يعبر عن رأي الشارع الفلسطيني ، إستضفنا في لقاء صحفي خاص أحد رموز حركة فتح في قطاع غزة و شخصية لها وزنها و ثقلها النضالي و العملي الدكتور أسامة الفرا كي يجبنا على الأسئلة التي تدور في خلد كل فلسطيني.
الدكتور أسامة الفرا
-
عضو المجلس الثوري لحركة فتح
-
محافظ خانيونس سابقا
-
رئيس الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية سابقا
-
رئيس بلدية خانيونس سابقا
– هل تم اختيار آلية مناسبة لأختيار مرشحي حركة فتح في الانتخابات البلدية القادمة؟
كنّا نتمنى ان تكون هنالك مشاركة واسعة من قبل كوادر وعناصر الحركة في اختيار المرشحين على نمط انتخابات تمهيدية لكن لعدة اعتبارات لا يمكن للحركة ان تلجأ لذلك وفي الوقت ذاته لا يمكن للحركة ان تسقط قوائمها دون ان يكون للكادر الفتحاوي رأيا في ذلك، لذا ستعمد الحركة الى تشكيل لجنة للانتخابات في كل محافظة من محافظات الوطن لتشرف على المراحل المختلفة لعملية الانتخابات وسيكون هنالك لجنة في كل هيئة محلية، وسيكون من مهامها اختيار قائمة المرشحين لانتخابات الهيئة المحلية بمشاركة الكادر داخل نطاق البلدية ايمانا بأن أهل مكة ادرى بشعابها.
_ حسب إعتقادكم ألم يكن من الاجدر الدعوة لأنتخابات شاملة لأن الشارع الغزي يتسائل عن جدوى الانتخابات البلدية ان لم تغير شيئ من واقع الحال.؟
كنّا نتمنى ان يسبق الانتخابات سواء كانت بلدية ام تشريعية ورئاسية مصالحة فلسطينية حقيقية تضع حدا لحالة الانقسام الفلسطيني التي اضرت كثيرا بالقضية الفلسطينية، وكانت هناك دعوات متكررة من حركة فتح لتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية، الا ان حركة حماس اصرت على التعاطي مع ملفات المصالحة حزمة واحدة وهو ما عرقل تنظيم الانتخابات التشريعية، وبالتالي جاء قرار الحكومة بتنظيم انتخابات الهيئات المحلية، وإذا ما نجحنا في تنظيم انتخابات بلدية حرة ونزيهة فانه بالمؤكد انها ستشكل دافعا لتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية لتجديد الشرعيات من قبل الشعب الفلسطيني باعتباره انه صاحب الحق الحصري في ذلك .
– هل فتح الان جاهزة للذهاب الى انتخابات بقوائم موحدة ؟ أم ان رهان أصحاب القرار فقط هو على سلبيات حماس؟
راهن البعض على ان حركة فتح لا يمكن لها ان تشارك في الانتخابات البلدية بقائمة واحدة اعتقادا منهم ان الاختلاف داخل الحركة سينعكس في الانتخابات البلدية بوجود اكثر من قائمة لحركة فتح، وقد يكون هذا الاعتقاد من الأسباب الجوهرية التي دفعت حماس للموافقة على تنظيم الانتخابات البلدية في قطاع غزة أسوة بنظيرتها في الضفة الغربية، لكن ما بات واضحا اليوم ان حركة فتح ستخوض الانتخابات بقائمة واحدة وموحدة وسيعمل الكل الفتحاوي على إنجاح هذه القائمة، وهو ما بات ملموسا في عملية فتح باب التسجيل للناخبين حيث نشط الكل الفتحاوي في هذا المجال، واعتقد ان هناك تصرف مسؤول من كوادر الحركة في تغليب العام ومصلحة الحركة على ما سواها من مصالح ذاتية وفئوية.
– ألا تتفق معي أن هناك حالة إهمال متراكمة لقطاع غزة من قبل صناع القرار في رام الله .. قطع العلاوات عن المدنيين ..و العسكرين ووقف التوظيف منذ الإنقلاب ، وملف موظفي 2005 ووقف الترقيات وقطع الرواتب ..ألم يكن من الاجدر حل هذه القضايا قبل التفكير في خوض أي إنتخابات؟
لا شك ان قطاع غزة عانى كثيرا خلال السنوات السابقة، وهنالك جملة من القضايا الملحة التي كان يجب ان تحل منذ فترة طويلة سواء تلك المتعلقة بنفريغات ٢٠٠٥ او ما يتعلق منها بقطع الرواتب ومنع الموظفين استحقاقاتهم، والعمل على حل الكثير من القضايا والمشاكل التي تزيد من معاناة شعبنا في قطاع غزة، وبالتاكيد ان سكان القطاع يشعرون بتجاهل لقضاياهم وهمومهم، ولا بد للحركة وهي مقبلة على الانتخابات البلدية ان تعالج جملة هذه الملفات العالقة منذ سنوات، سيما وان الحركة بحاجة اليوم لأصوات ناخبيها، لذلك أتمنى ان تسارع الحركة الى التعامل الجاد مع هذه الملفات وإيجاد الحلول العاجلة لها، سيما وان العديد من تلك القضايا تم مناقشتها سابقا داخل مؤسسات الحركة وصدرت قرارات عنها الا ان تلك القرارات بقيت دون تنفيذ.
– المناطق و الاقاليم التنظيمية لاتشكو من شح الامكانيات بل تصرخ من انعدامها ..هل هناك موازنة مادية جاهزة؟
لا شك ان اي مشاركة في العملية الديمقراطية تتطلب توفير الأموال اللازمة لذلك، خاصة اذا ما قلنا ان الانتخابات البلدية في أكتوبر القادم تستحوذ على اهتمام الكثير محليا واقليميا ودوليا لما لنتائج هذه الانتخابات من أهمية في قياس توجهات الرأي العام الفلسطيني، لكن من الواضح حتى تاريخه ان الحركة لم ترصد المبالغ المالية الضرورية لانجاح حركة فتح ، ونأمل ان تسارع الحركة في تأمين الأموال المطلوبة لهذه الانتخابات، سيما في ظل منافسة شديدة ستعمل الأطراف الاخرى على توفير ما يلزم العملية الانتخابية من أموال ودعم لوجستيكي.
– هل فتح جهزت خطابا واضحا وخطة مدروسة للتعامل مع الشارع الذي فقد ثقته بالتنظيمات؟
لا يمكن لنا تجاهل حالة الامتعاض التي يعيشها شعبنا وبخاصة في قطاع غزة من جراء الفشل في معالجة ملف الانقسام الفلسطيني، وقد يبحث الناخب الفلسطيني عن مرشحين من خارج حركتي حماس وفتح عقابا منه لهما، ولكن في الوقت ذاته الشعب الفلسطيني يعرف جيدا من يتهرب من استحقاقات المصالحة ومن يتنصل ويرفض تطبيق البنود التي جاء بها اتفاق القاهرة ووثيقة الأسرى، تدرك الحركة هذا وهو ما يتطلب منها العمل بجدية كبيرة مع الناخبين لحثهم اولا على التسجيل.
– الواقع التنظيمي في فتح يعاني من حالة تشرذم و انقسام (محاور-كوتات-خلافات)هل هناك رؤية للتعامل مع هذا الوضع؟
تاريخيا امتازت حركة فتح عن غيرها من القوى الفلسطينية بإعطاء مساحة اكبر للنقد والذي وصل في محطات عدة من تاريخ الحركة لحالة من الاختلاف تطفو على السطح لتعطي صورة وكأن الحركة تعيش في فترتها الاخيرة، لكن الحركة اثبتت دوما انها قادرة على استعادة وحدتها وقوتها في المحطات المهمة، وبالتاكيد ان المرحلة الحالية ازدادت حدة الخلاف والذي وصل الى حد الاصطفاف خلف الأشخاص بعيدا عن الفكرة والجوهر التي تحملها الحركة، لكن ما يبعث على التفاؤل ان الجميع تحرك بجدية ودون الالتفات الى التصنيفات التي يطلقها البعض على كوادر الحركة، الجميع استشعر بأن المرحلة تتطلب أقصى درجات الاستعداد للمرحلة المقبلة وما تتطلبه من الابتعاد كليا عن المهاترات الداخلية، دون ان نلغي المساحة التي دوما ما حافظت عليها الحركة من حرية القول والنقد والتصويب.
– ملف الشؤون الاجتماعية المتداول حاليا ووقف مستحقات الكثير ..ألسنا كفتح بحاجة الى إعلام قوي يوضح أسباب وقف تلك المستحقات؟
اعتقد انه تم توضيح الامر من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والتي أكدت على ان الحالات التي تم إيقاف مخصصاتها الاجتماعية هي تلك الحالات التي لها مصدر دخل اخر، واتفق معك على القصور الواضح في الجانب الإعلامي للحركة والذي عليه مسؤولية كبيرة في توصيل المعلومة الدقيقة للشعب الفلسطيني، وايضاً لا بد للحركة ان تعمل على ضبط إيقاع قيادتها ومتابعة كل ما يصدر عن الحكومة من قرارات تمس حياة المواطن وتنعكس بالسلب على جماهيرية الحركة.
– كلمة أخيرة؟
تحياتي وتقديري لكم و لكل الإخوة في أوكرانيا ، وفقكم الله وسدد خطاكم