المهندس /أحمد منصور دغمش من أهم مقومات الحياة الناجحة هي تنمية الطاقات البشرية لأن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية التي يتم عبرها وبها بناء الوطن على أسس سليمة قوية تتحمل كل ما يتم البناء والتراكم عليه حسب تطور العالم الذي تزداد فيه التجديدات والإختراعات في كل يوم ومن غير المنطقي أن يصل غيرنا للقمر ونحن ما زلنا نُناشد ونأمل ونعمل من أجل الحياة الناجحة على الأرض ، لكن أن تأتي متأخر آخيّر من أن لا تأتي أبداً ، وعندما نُطالب المجتمع بأن يكون منتجآ فلا بد أن تتوفر عناصر النجاح من خلال قيادة حكيمة تنمي المواهب ، ولنأخذ النموذج الماليزي بعين الإعتبار ، ففي عقد السبعينات والثمانينات من القرن العشرين كانت المملكة الماليزية تعيش بفقر كما هو حال بعض الدول الفقيرة لدرجة أن النساء الماليزيات كن يعملن خادمات في بيوت الخليجيين وحتى في البيوت المصرية “وهذا ليس عيبآ” أما اليوم فإن المواطن الماليزي يفتخر بنفسه وبوطنه وأصبح لقب “نمور آسيا” يطلق على الشعب الماليزي الذي يمتلك إقتصادآ قوي يتم ترتيبه من الخمس الأوائل في آسيا وذلك بفضل إرادة الشعب هناك وحكمة ورؤية قيادتهم وعلى رأس أصحاب الفضل في إزدهار ماليزيا هو رئيس وزرائهم الأسبق “مهاتير محمد” وبمنظومة متكاملة من الأشخاص الغيورين على بلادهم المُحبين لأوطانهم وبفرض القانون وعلى رأسه مبدأ المحبة أصبح الشعب مؤهلآ للنجاح وبالعمل المشترك وبنبذ الخلافات وبتغليب المصلحة العُليا على المصالح الشخصية أصبحت ماليزيا وفي زمن قياسي لا يتعدى العقدين من الزمن وتلك الفترة بسيطة جدآ في عمر الشعوب حيث أصبحت رائدة السياحة والتعليم والإقتصاد علمآ بأن تركيبة الشعب الماليزي صعبة من حيث الديانة الإسلامية هي الديانة الرسمية للدولة إلا أن الشعب الماليزي ينقسم لثلاثة أجزاء وديانات مختلفة منها الجزء الصيني الماليزي وديانة ذلك الجزء هي”البوذية” وجزء آخر من أصول هندية ومعظمهم “مسيحيون” والثلث المتبقي تقريبآ هم أهل البلاد الأساسيين الذين وصلوا قبل قرن أو أكثرمن دولآ عربية وآسيوية كأندونيسيا وغيرها وديانتهم هي”الإسلام” وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع هو أن هذا الخليط من المُعتقدات والديانات والثقافات وحتى اللغات ومن حيث العادات والتقاليد المتناقضة هناك إلا أننا لا نسمع عنهم إلا النجاح وقوة الإقتصاد وجودة الصناعات أما نحن فإننا نسيج واحد وشعب واحد منذ نشأة الكون وعقيدتنا واحدة ولغتنا واحدة وأبعد من ذلك أن الصداقة والمصاهرة وروابط العمل والجيرة تربط كل مجتمعنا الفلسطيني وبرغم ذلك لا نستطيع أن نتفق على تسمية شارع أو مدرسة أو موعد إنتخابات “مثلآ” ونتمسك بصغائر الإمور ونترك المصلحة العُليا للوطن لدرجة أن أصدقائنا قبل أعدائنا يتهموننا بأننا لا يوجد في شعبنا شخصين يتفقان على رأي واحد ! وهذا للأسف من السلبيات التي يجب على شعبنا أن يتخلص منها فورآ كي يستطيع أن يتقبل الديمقراطية مهما كانت نتائجها وليس أن أكون راضيآ إذا كانت النتيجة في مصلحتي وأما إن كانت عكس ذلك فأقوم بمحاربتها والتحريض عليها وعدم القبول بها ، وذلك لا يجب أن يحصل أبدآ لأن الوطن لنا ولغيرنا وفي النهاية ما لم يروق لي سيروق لغيري والعكس صحيح ، أما المعارضات وتصحيح المسارات فيجب أن تكون ضمن طرق شرعية وبسيادة القانون وقدسية الدستور وشفافية السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية كي نتمكن من العيش في وطن يتسع للجميع وبمجتمع يرفض السلبيين والمنبطحين وحتى الكسولين لأن العمل عبادة والسياسة الواضحة أساس كل نجاح والأهم من كل شيئ هو مخافة الله في الوطن وعدم العمل بسياسة الأخذ فقط فإن كان الجميع هدفه الأخذ فقط فمن سيعطي ويضحي ويبني ؟ ولتكن سياستنا قائمة على إحترام من يحترمنا والتسامح مع من يُخطئ بحقنا كأفراد ، أما من يُخطئ بحق الوطن فلا تسامح معه ولا تهاون ليكون عبرة لغيره ممن يُحاولون العبث بمقدار وإنجازات شعبنا البطل الذي يستحق أن يكون له وطنآ آمنآ يعيش فيه الجميع مع بعضهم سواسية ولا يكون لأحد فضل على أحد إلا فيما يخدم الوطن وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وعلى من لا يحب العمل أن لا يضع العثرات والعراقيل في طريق المخلصين الذين يعملون من أجل نهوض وطننا وليطبق القانون بحزم مع أعداء الحياة .. رحم الله شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم زعيم هذه الأمة ورمز عزتها وكرامتها “أبــــو عمــــار” ، والشفاء الكامل لجرحانا البواسل ، والحرية العاجلة للوطن ولأسرى الحرية ، والعودة القريبة للمُشتتين والمُهجرين عن أوطانهم ، وعهدنا دومآ يتجدد أمام الله ومن ثم شهدائنا الأبطال أن نبقى على دربهم سائرين ولدمائهم مُنتقمين ولذويهم أوفياء ومُخلصين حتى ننال إحدى الحسنيين أو الإثنتين معآ . وآخـــــر دعوانــــــا أن الحمـــــدلله رب العالمــــــين …