نائل أبو مروان/ بما إنه لا يمر يوم إلا ويذكر تنظيم ” داعش” وعلى كل القنوات الفضائية وفي الصحف العربية والعالمية . أنا لا أحب أن أكتب مثل هكذا موضوع.. ولكن ألكل مهتم , لأنه ” مالئ الدنيا وشاغل الناس” و مـدوّخ الحكومات العربية وصولاً الى أوروبا وأمريكا . كنت في نقاش حاد مع صديق كان يستمع الى ألفضائيات ” فكان صديقي يصـر على إن ” داعـش” من صنع إيراني وطالما كنت ومن خلال قناعاتي بدحض ما يقوله .. لأنني أنظر الى ما وراء الأحداث وأحاول أن أسبر أغوار وأسرار هذا التنظيم الإرهابي , وبقيت مصـراً على إن ليس لإيران علاقة به ليس دفاعاً عن إيران فأنا لا ألتقي مع النظام ” , الى أن جاء يوماً ليكف عن ترديده بعد أن زادت جرائم هذا التنظيم وأخذ يوزع جرائمه على الجميع , والى أن جاءت ” نكسة الموصل” والتي وصفها بعضهم ب ” ثورة العشائر” فإذا بهذه العشائر تنصهـر في داعش و داعش لهم حاكمون وللناس قاتلون خاصة من لم يدين بدينهم وأفكارهم التكفيرية المتطرفة , هجـّروا آلاف المسيحيين – أصحاب الأرض الأصليين- دون رحمة بعد تجريدهم من ممتلكاتهم , وسلّوا سيف الإضطهاد على مكون آخر في تلك المنطقة وهم الأيزيديون فنالهم ما نالهم , جعلنا نحزن ونستنكر وغيرنا في هذا العالم المتمدن يفعل ذلك أيضاً , والحكومة العراقية عاجزة والقوات الأمنية تقتل وتعتقل منهم وتعلن بالأرقام ولم نعرف لحد الآن ماهية داعش ؟! أين صار التحقيق معهم ؟ لم يخرج مسؤول أمني أو مسؤول سياسي أو مسؤول دولي يقول لنا من هي داعش ! مجلس الأمـن ” يحارب ” داعش ويعلن الحرب عليهم ! بعضهم قال بأمريكية ” داعش” وأمريكا تحاربهم وتقصفهم , أوروبا ترتجف وتتوجس شراً بكل ملتحي بلحية ” داعشي ” السعودية ” ” ودول ألخليج وكل ألدول ألعربيه. تعلن ألحرب على داعش , الى هنا الجميع متخوف من إرهاب “داعش” ولكن لحد الآن لم يقل لنا أي أحد من هو ” داعش” ! وكيف نشأ و كيف أصبح قوة ” مخيفه ! قيل إن داعش صناعة صهيونية والدليل على إنه لا يحارب ” إسرائيل” أو يدوس على طرف فيها أو ينتقد ما تفعله في غـزة من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية ولكن لا داعش و لا غيرها ينتقد أو يحاول أن يقول لإسرائيل كفى ولوغاً بدماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة المحاصرة والمزدحمة ! لم يقل لنا أي ” عبقري” أمني أو سياسي ماهية هذا التنظيم الذي خرج على حين غـرة ليحتل جزء من سوريا وجزء من العراق ويعيث فساداً في هاتين الدولتين ” القويتين” . السؤال الذي أكـرره وألح عليه هو الى ماذا توصل التحقيق مع ” الدواعش” الذين وقعوا في قبضة القوات الأمنية ؟ ولماذا لا نعرف الحقيقة عن أوضاعهم في السجون ! لماذا لا يشركون محققين من الدول المهددة أو الدول المتضررة لكي يكشفوا الغطـاء عن سـر الأسـرار ؟
لا أستطيع أن أجيب عن سؤال حيّرني هل داعش سنية أو شيعية ؟ لا أعرف لأنهم يقتلون الجميع المسيحيين و الأيزيديين , الشيعة و السنة العرب والكرد لا أحد بعيد عن حد سيفـهم , لهذا نحن في حيـرة لا يقـر لها قـرار عن ” داعش” وخليفة دولتها الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي لم يكن إسمه وارداً في قائمة المطلوبين بقرار مجلس الأمـن الدولي !؟ , إنهم خليط من كل الدول , فالداعشي الذي خرج ليقطع رأس الصحفي الأمريكي ” جيمس فولي ” حللت صوته مخابرات بريطانيا وخرجت بنتيجة أولها إسمه ” جون” و عينيه ” زرقاء” ولكنته الإنكليزية بريطانية يعني كل سمعة و ثقل المخابرات الأمـريكية ( السي آي أي ) و أم آي 6 وغيرهما من مخابرات كلها لم تكتشف ماهية ” داعش” التي جعلت رؤوس تدور وتدور ! و هناك تساؤلات تراودني في كل الإحيان لأنني أسمع عن جرائم إرهابية هنا وهناك , القاعدة وجرائمها , جبهة النصرة في سوريا , الجبهة الإسلامية , داعش , أنصار بيت المقدس في مصـر وصولاً الى بوكو حـرام في نيجيريا كلها أسماء لتنظيمات إرهابية مجرمة تحمل إسم الإسلام وتقتل بإسم الإسلام وترهب الناس بإسم الإسلام……الى أن تتوضح حقيقة لغـز ” داعش” سنبقى حائرون فيه نرنو بأنظارنا الى ما ستتمخض عنه التحقيقات مع الذين ألقي القبض عليهم .. كذا ؟! سنبقى نستنجد بكل الشرفاء أن يكونوا عوناً لشعبهم ووطنهم ضد الإرهاب , من لا يستنكر جرائم ” داعش” ويسكت كرهاً بالحكومة أو يشمت لضعف القوات الأمنية , فهذا ” العار” يغطي الجميع من الحكومة وقواتها وحتى الشعب بمختلف مكوناته , كل مواطن مسؤول و يساهم بدحر الإرهاب سواء باليد أو الكلمة أو حتى التمني وهو أضعف الإخلاص للوطن والشعب , الحكومة مدعوة للمصارحة مع الشعب عن كل المشاكل والأخطار وسبل حلها والتصدي لها بكل قوة , يجب على كل الأحزاب والكتل أن تقف مع الوطن والشعب وتغّلب مصالحهما على مصالحها الأنانية خاصة وإنهما في خطر داهم , كلنا في سفينة تصارع الأهوال في بحـر متلاطم الأمـواج وغرقها يؤدي بالجميع الى القاع , لذا نحن مدعوون الى لَمْ الشمـل ونسيان الصراعات السياسية والدينية لكي نعيش ونبني ونتنفس بحرية وديمقراطية حقيقية ونتمتع بثرواتنا الطبيعية من أجل سعادة الجميع…….