khalid al ezzi أوكرانيا

خرجت القوات السورية لكن أجهزتها ظلت حاضرة..!!! (1-2)

تضيق الخناق على لبنان من خلال مسلسل الاغتيالات …

العلاقة- اللبنانية السورية:

د.خالد ممدوح العزي / منذ 30 عاما والسياسة والساسة في لبنان في قبضة النظام السوري khalid al ezzi أوكرانيا ،مواقف استقلالية بامتياز وهي مواقف تدافع عن الكيان اللبناني ،وتأسس لاستقلال فعلي للدولة اللبنانية والرئاسة اللبنانية التي كانت مسلوبة من نظام الأسد بالرغم من اللهجة الدبلوماسية الرفيعة التي تكلم بها في محافظته على العلاقات مع الرئيس الأسد  ، وبالرغم من وجود حكومة لبنانية  تدير شؤون البلاد  والعباد موالية للنظام السوري ، لقد تم تشكيلها بأمر مباشر من سورية للمواجهة خارجية وداخليا مع الأطراف المعرضة للنظام ، وخاصة بان لبنان منذ عام 2005 يعاني بالأصل من انقسام سياسي عامودي بسبب مواقف بعض القوى المؤيدة للنظام السوري والأخرى المعارضة له…لكن الثورة الشعبية الداخلية في سورية زادة الطين بله لجهة تعميق  الانقسام السياسي ألعامودي في داخل المجتمع  اللبناني بسبب محاولات النظام السوري الدؤوبة التأكيد الدائم للعالم  بأنه يمتلك قرار الحرب والسلم في لبنان بواسطة حلفاءه ،ويستطيع أن يكون عامل إزعاج للقوى التي يعتبرها مؤيدة للثورة والشعب السوري من خل خلخلة الأمن في لبنان ونقل نار المعارك إلى لبنان التي تسعر فيه الجمر تحت الرماد  .  

 لبنان في قبضة الاستخبارات السورية :

سؤال يطرح نفسه بقوة منذ العام 2005 عندما رفع الغطاء العربي والدولي عن هيمنة الاستخبارات السورية المسيطرة على جميع مفاصل الحياة السياسة والاقتصادية والأمنية اللبنانية ،عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ،وخروج الجيش السوري  من لبنان بناء على القرار الدولي ذو الرقم 1959 ،ولاستكمال صورة واقعية عن مستقبل العلاقات بين البلدين لابد من تناول المرحلة التاريخية لهذه العلاقة :

عبد الحميد السراج و الكيان أللبناني :

المرحلة الأولى من تجربة الاستخبارات السورية في لبنان تعود لما قبل الوحدة السورية –المصرية وصولا إلى ثورة يوليو عام 1958.والتي تميزت تلك المرحلة بحالة  من الفتور السياسي ابرز ميزاته تحولت تدرجيا تلك الفترة إلى تدهور في العلاقات وخلاف على النزاع العقائدي والإيديولوجي ،إضافة إلى خلاف سياسي بين الرئيسين كميل شمعون وجمال عبد الناصر الذي انعكس سلبا على العلاقات اللبنانية – السورية ،لاسيما وان سورية لم تعترف يوما بوجود كيان للبنان وإنما هو جزء طبيعي لحدودها الجغرافية الطبيعية ونفوذها السياسي انطلاقا من المرض السوري المزمن الذي يرى في جيرانه أعداء ومصدر قلق على تركيبة نظامه السياسي ألاستخباراتي ،وقد لعب في تلك المرحلة من العام 1961-1962 عبد الحميد السراج دورا بارزا في الضغط على لبنان من خلال سيطرته على جهاز الاستخبارات الوجه ضد كيان الدولة اللبنانية بغطاء من الحالة القومية والعربية التي كانت سائدة حيينها على كافة العقول والقلوب العربية .ولقد تميزت حالة السراج بحالة من الفوضى المعتمدة في العديد من المناطق اللبنانية للضغط على الدولة  اللبنانية  بعد تهريب أسلحة بكميات كبيرة واستباحت مناطق واسعة تخللها عمليات تفجير عبر الحدود أللبنانية السورية شمالا وبقاعا،تولى إدارة تلك المرحلة رجال السراج مباشرة ،الأمر الذي تزامن مع أعمال تخريب في عدة مناطق لبنانية ساهم فيها سوريون وفلسطينيون ولبنانيون بإيعاز من دمشق ،واليوم كان التاريخ يعيد نفسه نظرا لما يشهده لبنان  من أعمال إرهابية وتخريبية و اغتيالات سياسية ليست بعيدة عن أيدي رجال المخابرات في دمشق ،ابتداء من عمليات اغتيال الحريري ورجال الاستقلال مرورا بعصابة :”فتح الإسلام وزعيمها شاكر العبسي السوري الصنع والمصدر” ،مرورا بالحوادث الأمنية اليومية التي يعيشها لبنان وأخرها اعتقال سماحة واعترافاته المثيرة التي قالها بفمه :”هكذا يريد بشار”.

طبعا منذ العام 1958 بداء التدخل السوري ألمخابراتي والعمل بتضييق الخناق  على لبنان  كدولة ،فأغلقت الحدود اللبنانية السورية بعد الوحدة السورية المصرية التي بات الخناق واضحا على لبنان من خلال الضغوط المختلفة التي مارستها أجهزت الاستخبارات على حلفائها في لبنان وخصوصا في المناطق الشمالية والبقاعية ،فاستمر الوضع على هذا الشكل من التضييق والعربدة السورية على لبنان  حتى وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي استطاع أن يسيطر على بيد من حديد على كافة الأجهزة الاستخباراتية و الجيش أيضا وعلى الأوضاع الداخلية السورية ،الأمر الذي انعكس ايجابيا على الاستقرار السياسي في  سورية.

الأسد الأب والسيطرة السورية على لبنان:

المرحلة الثانية من سيطرت المخابرات السورية على لبنان بظل قوة الأسد الأب  مما ازداد التأزم بين لبنان  و سورية مما عزز تدخل المخابرات السورية في كافة الشؤون اللبنانية ،واستمر الوضع على حاله حتى عام 1976  ،  ولكن عند   دخول الجيش السوري إلى  لبنان مما ساهم بقوة في سيطرت المخابرات السورية على كافة مفاصل الحياة اللبنانية،في العام 1976 دخل الجيش السوري لبنان على أعقاب اندلاع حرب أهلية في العام 1975 بتفويض أمريكي وعربي ،فكانت فرصة الأسد الأب التاريخية لأحكام قبضته على كافة مرافق الحياة في لبنان فأصبحت هذه المرحلة من أهم  مراحل   الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لسوريا في حين كان لبنان يعيش تحت وزر الهيمنة الاستخباراتية  والعسكرية السورية .

التحولات العالمية في التعاطي مع لبنان:

المرحلة الثالثة التي من مراحل العلاقة السورية اللبنانية والتي ابتدأت عام 2000 والتي تعتبر مرحلة التحولات الجذرية في التعاطي مع سورية ولبنان والتي وضعت بدورها أسس التغير الاستقلالي على المستوى الوطني عموما ،فجاء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ،،ثم وفاة الرئيس حافظ الأسد ،فمصالحة الجبل التي وضعت حدا نهائيا للخلاف الدرزي الماروني ،فانتجتها تفاهما بين البطريرك  الماروني ،السابق مار نصرالله صفير وقيادة الصف الأول من الشارع المسيحي “قرنة شهوان “من جهة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بموافقة ضمنية مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ،هذا التفاهم انتج حجر الأساس لمعارضة لبنانية بوجه النظام الأمني ألاستخباراتي الذي عملت سورية على أنتاجه على مدى 30 عاما ،أثمر هذا النظام بإيصال رجلها الأول في لبنان إميل لحود إلى سدة الرئاسة في قصر بعبدا ،أما في سورية تولى الأمور الرئيس الجديد بشار الأسد الذي حاول منذ بداية  عهده متابعة سياسة والده مخ خلال الاعتماد على الحلول الأمنية في التعاطي مع كافة الملفات الداخلية والإقليمية ،لقد غاب القراءة الصحيحة  للمتغيرات الدولية والإقليمية والعربية عن الرئيس الأسد الابن ،فبدأ تراكم الأخطاء السورية في الملف الداخلي ،فما كان على الأسد البن إلا إعطاء الضوء الأخضر لصهر العائلة عاصف شوكت والشقيق ماهر الأسد قائدا الاستخبارات السورية والعسكرية والأقوياء في الدولة لترتيب الوضع اللبناني  بعد المتغيرات التي ظهرت على الساحة اللبنانية  ،ولكن هذه المرة الأمريكي أضحى في حالة طلاق مع السوري على خلفية الملف العراقي ،فما كان على الإدارة السورية سوى تعزيز وضع حلفاء إيران في لبنان لكسب الدعم الإيراني الرسمي ،واعتبرا الأسد إن العمائم الإيرانية ستتمكن من حمايته دوليا لاستمرار تواجده وهيمنته على لبنان ،لكن المتغيرات الدولية والعربية حالت دون ذلك ،فتوجه النظام ألاستخباراتي إلى ممارسة الترهيب من خلال صناعة منظمات إرهابية لتنفيذ اغتيالات سياسية في لبنان بهدف تخويف القادة أللبنانين وإرغامهم على تنفيذ أوامر “لحود- غزالي ” وهما الرجلان اللذان كانا يمسكان بالملف الأمني اللبناني بأوامر من عاصف شوكت وماهر الأسد وبرعاية من بشار الأسد .

اغتيال الحريري مرحلة جديدة في تأزم العلاقات:

-المرحلة الرابعة من العلاقات السورية اللبنانية :انتهى العام 2005 بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في رسالة واضحة إلى النائب وليد جنبلاط وتحالفاته في “قرنة شهوان” وتأسيس ما عرف فيما بعد

“بالبريستول”، لكن قوى المعارضة لم ترضخ للترهيب فجاء اغتيال الرئيس الحريري ليقلب الطاولة رأسا على عقب ،وينتفض الشعب اللبناني بكافة طوائفه وفئاته ضد مشروع الدولة الأمنية اللبنانية المدعومة من الاستخبارات السورية ،عندها حدث انتفاضة 14 آذار لتضع حدا لمرحلة الهيمنة السورية على لبنان ،خرجت القوات السورية والعسكرية من لبنان لكن أجهزتها وأزلامها وعصاباتها استمرت بمسلسل المتفجرات والاغتيالات بهدف إزالة لبنان عن الخريطة السياسية ،وإعادة الإمساك بزمام الأمور لكن الموقف الدولي والعربي الداعم للبنان السيادي من خلال مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة يحبط كل عملية إرهابية هذه الممارسات الانقلابية على النظام الديمقراطي العربي اللبناني .

نقلا عن جريدة الرواد اللبنانية العدد 66 الصفحة 17 بتاريخ 3 أيلول سبتمبر 2012 .

د.خالد ممدوح العزي

كاتب وباحث إعلامي مختص بالإعلام السياسي والدعاية .

شاهد أيضاً

عدنان

رحيل الدكتور عدنان كيوان.. والجالية السورية في كييف تنعى الفقيد

عمت حالة من الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره أوساط الجالية السورية والعربية والإسلامية في أوكرانيا …