%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A1 أوكرانيا

حين إنتهى حفل الزفاف

هادي جلو مرعي / هذا بالضبط هو التوصيف الملائم لما يقوم به البعض من السياسيين والمثقفين العرب حين تسقط العروش وتتهاوى أحلام القومية واليسار والشعارات الزائفة ،ومثلهم كمثل الذين يحضرون الى العرس بعد الإنتهاء منه،وحيث يكون العريس قد دخل بعروسه ،والضيوف قد ذهبوا كل في حال سبيله هادي1 أوكرانيا،وبدأ المضيفون بتنظيف المكان وغسل أوعية الطعام ( هذا إذا كان من طعام ) حينها يأتي هولاء ليقدموا التهان مشفوعة بالقبل والأمنيات، متمنين للعريس وعروسه السعادة الدائمة والذرية الصالحة ،غير إن فرق السياسيين عن أولئك المهنئين أنهم لايبشرون بالسعادة، ولايدعون لها، بل يحرضون ويتوعدون ويستنسخون ذات الأفكار والتوجهات التي أطاحت بوجودهم وأنهت تسلطهم المقيت على شعوبهم المضطهدة.

وأسمع لكثير من السياسيين في المعارضة ،أو الذين يتبنون فكرا قوميا أو سياسيا بعينه وهم ينادون بالعودة الى الأفكار القديمة التي لم تحقق من مجد ،ولم تأت بتغيير يذكر في واقع الشعوب ،خذ مثلا اليسار العربي الذي يكافح لوحده بحثا عن وجود في زمن الإسلام السياسي وصعود قوى التطرف ،ومثله القوى الإشتراكية والناصرية والقوميين وبعض الحركات الدينية التي تدعو لفكر بعينه لم تسمح له الظروف في مضى ليكون حاضرا ،وهو ماقد يكون علامة على نوايا هولاء التي قد تكون جزءا من الرغبة في التربح والتكسب بإسم هذا الفكر وتلك العقيدة البالية.

مثل هذا يحدث في العراق حيث يتوفر الكثير من الكلام والقليل من الفعل وهو ماحصل من أيام حين توجه ( عزت الدوري ) أحد أركان النظام السابق في العراق بخطاب الى الشعب لم يكن موفقا فيه الى حد بعيد خاصة وإن طيفا واسعا من الشعب العراقي لايطيق سماع تسمية البعث، ولايريد له من وجود ويمكن أن يؤدي ظهوره وآخرين من أعضاء هذا الحزب  الى توتير الأجواء وشحن الشارع حيث يكاد يجني على تظاهرات أهل الأنبار التي تطالب بجملة من التغييرات والسلوكيات السياسية، ولم يكن منتظرا أن يخرج عزت الدوري لهم من بين الأنقاض ليتحدث بإسمهم ،ويعيد ذات الخطاب الطائفي المشفوع بعبارات (الفرس المجوس) و ( الحكومة الخائنة ) التي هللت للخطاب خاصة وإنه أثار حفيظة قوى سياسية كانت التظاهرات تظنها الى جانبها  مادعاها الى المطالبة بالتنديد بالخطاب وصاحبه .

هذا الخطاب تحول الى أداة بيد الرافضين للتظاهرات والمنددين بها ،وهو ماسبب حرجا بالغا للمنظمين لها في المناطق الغربية الذين أصبحوا الآن بمعرض الدفاع عن سلوكهم وسلمية تظاهراتهم وعدم إرتباطها بالمجموعات المسلحة والسياسية التي نادت بحمايتها وتعضيدها ومثال ذلك ( أتباع الطريقة النقشبندية ) و(هيئة علماء المسلمين) و( حزب البعث)،فحزب البعث مارس دوره في الحكم لسنوات طويلة ،ومضى عنه رمزه السياسي الذي أعدم جهارا نهارا ومثل إنموذجا لحقبة قاسية من تاريخ العراق السياسي ولايصلح أن يكون مساندا لأي حراك في المناطق التي تنادي بالتغيير والعدالة والحقوق..

بعد نهاية العرس لاتنفع التهان.

المقالات التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها و ليس بالضرورة عن رأي الموقع

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …