حوار مع حمار(2)
10 يونيو, 2015
مقالات, منوعات
بقلم : أحمد أبو خطاب
بخلاف العادة … وكم أنا أكره العادة … حماري هذه المرة يبدأ الحوار متهكماً .. ساخراً .. ساخطاً : يا هذا مالي أراك لا يعجبك العجب ودوماً ناقداً ناقماً حاقداً كافراً وكاره ..
أما آن الأوان أن تستريح فتريح .. وتستسلم فتسلم أن الخلل يكمن فيك لا في الزمان ولا في المكان .. أجبته بنفس لغته وما تحمل من تهكم وسخرية : نعم أنا السبب .. أنا من شق الوطن إلى وطنين .. وأنا من ادعى نزول الوحي عليه فحكم وقمع وقسم .. تحت اسم الحكومة الربانية .. أنا من باع الحلم وغير الهدف من قدسٍ الى معبر !
أنا من حكم على آلاف الشباب بركوب البحر بحثاً عن الحياة فوجدوا أنفسهم قوتاً للأسماك .. أنا من أجلس الطاقات والإبداعات في البيوت .. أنا من خلق المصطلح الجديد “باما” !! فما عاد أطفالنا يدركون كيف ينادونا وما عدنا ندري أين وكيف وفي أي مكان نكون .
اعترضني حماري صارخاً في وجهي .. يا أنت !! عدت كما كنت .. باكياً متذمراً لاعناً .. ألا تعلم أن الحقوق تنتزع ولا تمنح .. ألا تدرك أن من التناقض تولد الأشياء .. أوَ تجهل أن أسمى وأعظم المعاني تلك التي نحارب الجميع من أجل اقتناصها .. قم وقاوم .. تمرد وحارب .. أصرخ وأسمع الجميع صوتك .. اليوم ملكك وأنتَ من يصنعه فلا تدعه لغيرك يرسمه عكس ارادتك حتى ولو كان الثمن موتك ..
ياحماري .. لماذا عدت إليَّ بعدما وعدتني ألا تعود .. لماذا ذكرتني أن الحياة بدون بصمة ليست بحياة .. فأنا من كان همه وشغله الشاغل التفريق بين الكمالي والأساسي .. التنسيق الخائن والتنسيق الوطني .. أنا المشغول في متابعة ماهية الثوابت فبدأت بالقدس وحق العودة ووصلنا إلى مرحلة التفريق في السلع الخاضعة لضريبة التكافل الاجتماعي ..
ياحماري … امضِ ولا تعود فأنت عبئاً على العقول ….