حوار مع حمار (4)
30 يونيو, 2015
مقالات, منوعات
بقلم / أحمد أبو خطاب / قل لي يا حماري كيف لمثلي أن يخرج من دائرة التفكير في الدولة والدويلة .. الثابت والمتغير .. النسبي والمطلق .. الحق والمنحة ..
كيف لمثلي أن يتحرر من نظرية المؤامرة الساكنة فيه وكل ما حولي يشير إلى أن الوطن يتحول الى وطنين وحلم الدولة الى دويلتين .. كيف لمثلي أن يُشفى من داء التفكيرِ والتفكيرُ في عهدنا سرطان ان أصابك استباحك ..
حماري يرد : يا لكم من قوم تعساء بؤساء إن فكرتم مرضتم وان خسرتم حلمكم نسبتم الخسارة الى المؤامرة .. هزائمكم ونكساتكم .. نكباتكم وانكساراتكم أبناء القدر لا حول لكم فيها ولا قوة فبئس ما تعتقدون .. ترون حلمكم أمامكم يُسرق ولا تصرخون ..
تشاهون مشروعكم وأنتم أصحاب رأس المال فيه يضيع ولا تثورون ..
ياحماري .. مالي أراك جلادي ومالي أراك لاترى ما أرى .. ألا ترى الطلقاء في وطني يبيعون فينا ويشترون .. ألا ترى أن الثعلب عاد يحكم من جديد بثوب الواعظين .. لست ممن يعشقون تبني نظرية المؤامرة ولكن ماذا تُسمي من يشترى بموت شعبه الفُتات من تبنى نظرية حرق الوقت حتى لو كان وقود هذا الحريق أبناء جلدته .. ماذا تسمي من يدعي امتلاك ألف طريقة لدب الحياة فينا ولا يستخدم أياً منها ..
حماري يرد .. يا هذا قديماً قالوا “من اعتقد بحجر فقد نفعه رب هذا الحجر ” فمالي أراكم أنت والعدم سواء لاشيء تعتقدون فيه سوى ضعفكم وعجزكم وقلة حيلتكم .. حتى لو سلَّمت معك بنظرية المؤامرة فالمؤامرة ليست قدراً ولا مفر منها ..
بداية الايمان كفر .. فاكفروا بمعتقدارت الضعف والعجز والهوان لكي تصلوا الى مرحلة الإيمان بذواتكم وإراداتكم وقدرتكم على التغيير .. فكما قلت بداية الإيمان كفر.