هادي جلو مرعي / يفرح الرجل أنه ضاجع واحدة وثانية وثالثة، ويتجاهل في تلك اللحظة أنه ضحية تلك المضاجعة.
يتحدث بشراهة وهو منتش عن تلك اللحظات الحميمة، ويصف لأصدقائه كيف فعل ذلك، وكيف كانت هي معه؟
هو يتحدث، ولايفكر أن الأمر أشبه بتبادل أدوار. فقد يكون رجل ما يضاجع أخته في تلك اللحظة ،أو إبنته ..أنا لاأتحدث عن سوء مايفعل، بل عن سوء أفكاره التي يتصورها إنتصارا لأنه فعل ماكان يحلو له، ونسي أن رجلا ما في مكان ما يصف لأصدقاء كيف كانت بنته، أوأخته ودودة ولطيفة وحارة، أو كما يقول المصريون، سخنة قوي..وكل يروي للكل عن الكل كيف هي المضاجعة تلك ولذتها…الأرض تلف حول نفسها وحكاويها واحدة..ذات الدورة لإرضاء الله الجبار.يأكل الناس. ينامون مع بعض. يسكرون. يأكلون. يفعلون الأشياء السيئة، وكذلك الحسنة، وتمر أيامهم متشابهة، ويدعوهم ربهم الى التغيير، ويريدهم أن لايتركوا أيامهم متشابهة.
في لحظة اللذة ننسى أن الغاية هي التكاثر وليست اللذة، ولكن التكاثر بحاجة الى إغواء ليصل الذكر الى الأنثى وتكون دورة الحياة مستمرة بتلاقح يحدث وعنفوان جنسي يتلاشى بمجرد أن يمطر ذلك الرجل في داخل أمرأة ما وينتهي كل شيء، ولكن سرعان ماسيدرك هذا الرجل، وتلك المرأة أن ماظناه سينتهي ويزول قد تحول الى جنين قابل للحياة ومستمر، وينتظر لحظة الدخول الى عالم النور.
تنوعت أساليب الحكام والقادة ورجال الدين والتجار والعيارين وذوي المواهب المحدودة في إصطياد النساء والجري خلفهن من أجل الحصول على أكبر قدر من اللذة معهن، وفي العصور الوسطى في أوربا وفي العالم الإسلامي ومع توسع المسلمين، وإمتداد نفوذهم كانت المرأة، وكان الجنس في متناول اليد خاصة في أثناء السيطرة على المجتمعات المغلوبة على نفسها وهي سلوكيات تتصل بالعصور الغابرة منذ أيام البابليين والفراعنة والإغريق والأمم التي إندثرت، وكانت الجواري سلعة رائجة في سوق النخاسة حيث تشترى وتباع أجمل نساء الأرض بعد أن يقعن أسيرات في أيدي الجنود والقادة، ومنهن من يتم نقلها الى المدن البعيدة والى قصور السلاطين والحكام والوزراء ليكن في خدمة دائبة، ويقدمن اللذة والراحة للسادة الكبار.
تتغير الأزمنة، ويتبدل الناس بغيرهم، ويتوسع العمران، وتزداد الحاجات، لكن حمى المضاجعة تبقى تلح على الجسد والروح وتدفع الناس ليبتكروا المزيد من الأساليب في الوصول الى غاياتهم التي لاينقطعون عنها إلا بإنقطاع النفس ومغادرة الروح لذلك الجسد الضعيف.