%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3 أوكرانيا

حماس بعد ربع قرن

تحتفي حركة “حماس” الفلسطينية هذه الايام بذكرى مرور ربع قرن على تأسيسها، وقد أصبحت خلاله حماس أوكرانياواحدة من أبرز الفصائل الفلسطينية، وحركة تحكم وتسيطر على قطاع غزة الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني.

لكن، ورغم قدرة “حماس” على الاستمرار في الحكم منذ عام 2006 في ظل مقاطعة دولية وانقسام فلسطيني، إلا أنها باتت بحسب مراقبين تعيش اليوم أصعب وأحلك أيامها.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة يرى بأن “حماس” تعيش أسوأ أوقاتها منذ نشأتها قبل 25 عاماً بسبب حالة العزلة السياسية والحصار المزدوج من مصر وإسرائيل، وبسبب الضغوط الداخلية من الشعب في القطاع الذي يعاني من الحصار والفقر والبطالة.
وعزا أبو سعدة في حديث لـ “أنباء موسكو” أسباب العزلة التي تعيشها الحركة الاسلامية إلى فقدانها لحلفاء تاريخيين مثل إيران وسوريا وحزب الله، وأيضاً فقدانها لمساندة الإخوان المسلمين في مصر بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، الأمر الذي شكل ضربة قوية للحركة، خاصة بعد قدوم نظام مصري جديد قام بإغلاق الأنفاق ومعبر رفح، مما حرم “حماس” من الحصول على الضرائب التي كانت تجمعها من الأنفاق، وهو ما شكل لها بالتالي أزمة مالية خانقة.
أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، والمستشار السياسي السابق لإسماعيل هنية رئيس الوزراء في الحكومة المقالة، يوافق على أن انتكاسة الربيع العربي، وخسارة حليف استراتيجي هو مصر، وتوتر العلاقة مع سلطتها الحالية شكل انتكاسة للحركة، لتضاف إلى انتكاسة سابقة هي خروج “حماس” من سوريا، وتأثر العلاقات مع إيران وحزب الله، مما أثر ذلك على الدعم المالي والعسكري الذي تقدمة إيران وحزب الله لحماس.
ويرى القيادي في “حماس” في حديث لـ”أنباء موسكو” أن العلاقة بين حماس وإيران بدأت تتحسن وتعود إلى ما كانت عليه، مستبعداً تأثر العلاقة بين حركته وإيران بعد توقيع الأخيرة اتفاقاً بشأن برنامجها النووي.
ويؤكد يوسف إن إيران طمأنت حركته بعد توقعيها الاتفاق، وأن وفوداً من قيادات حماس زارت إيران والتقت مع القيادة الدينية والسياسية، وناقشت تخوفاتها، وخرجت بتطمينات بأن ملف العلاقة مع إيران ملف سليم ولن يتأثر بما تم التوقيع عليه في جنيف ولا تداعيات الملف السوري.
لكن المحلل السياسي عدنان أبو عامر يرى أن علاقة حركة “حماس” وإيران باتت تبتعد رويداً رويداً في ظل تشابك الأحداث الجارية بالمنطقة وموقفها من الأحداث الجارية في سوريا والنظام المصري الجديد.
ويقول إن لإيران إشكالية جديدة على “حماس” ولا أحد يعلم كيف ستدير قطاع غزة، وتحافظ على حركتها بدون دعم إيران المالي والعسكري.
ويوضح أبو عامر أن الاتفاق الإيراني مع الغرب يجعلها تأخذ مسافة بعيدة نسبية عن حركات المقاومة الفلسطينية والمعادية لإسرائيل مما يجعل حركة “حماس” في بحث حقيقي عن حلفاء جدد.
وحول محاولة حماس إيجاد حلفاء جدد، أكد القيادي في حماس أحمد يوسف أن حركته لن تستسلم لتداعيات الأوضاع بعد انتكاسة الربيع العربي وستظل تتحرك وهناك دائرة واسعة من العلاقات، مشيراً إلى أن حركة حماس شاركت في احتفالات الحزب الحاكم بماليزيا، وهي تسعى باستمرار وتدخل وساطات من جهات أخرى مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وغيرهم من أجل فتح أبواب في علاقاتها مع بعض الدول التي تحاملت على حماس وأخذت مواقف سلبية منها على حد قوله.
أما على الصعيد الدولي فأشار يوسف إلى أن هناك محاولة تركية لتقديم حركة “حماس” بصورة أفضل للولايات المتحدة الأمريكية وتجتهد في هذا المجال، لكن القيادي في حماس يرى أن الموقف الدولي لا زال يتخوف من العلاقة مع الحركة بسبب بقاء اسمها على قائمة الإرهاب.
ويتفق المراقبون على أن “حماس” باتت أمام عدة تحديات، أبرزها قدرتها على الاستمرار في حكم قطاع غزة، في ظل الأزمة المالية والحصار الاسرائيلي، وتوتر العلاقات مع مصر وإيران.
ويرى أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة إن “حماس” على مدار السبع سنوات الماضية استطاعت أن تحكم سيطرتها الأمنية على القطاع، ولكنها  فشلت في التعاطي مع الأزمات اليومية ومشاكل الفقر والبطالة والحصار خاصة مثل أزمتي الكهرباء والوقود التي ما زالت عالقة ولم تستطع التغلب عليها.
ويقول “الأمور تزداد تعقيداً ما لم تجد حركة حماس حلولا وأن غضب الشارع يجب أخذه بعين الاعتبار لأن الأوضاع في غزة وصلت إلى مرحلة مأساوية ولا أعتقد بأنه يمكن السيطرة عليه كما فعلت حماس خلال السنوات الماضية على الرغم من قوتها العسكرية والأمنية.
من جانبه يقول المحلل السياسي عدنان أبو عامر إن حركة “حماس” تتجه إلى قراءة جديدة للواقع السياسي الفلسطيني والإقليمي والدولي وإلى محاولة التماس بعض الجوانب الايجابية وتعزيزها.
ويرى إن الحركة بعد سبع سنوات من السيطرة على غزة، من الممكن أن تسلم إدارة القطاع لجهات مدنية غير حكومية، في الوقت الذي تبقي سيطرتها الأمنية والعسكرية، في محاولة للتخفيف من الأعباء التي تتحملها.

أنباء موسكو

شاهد أيضاً

غزو

أول غزو لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية

أوكرانيا اليوم / كييف / في تقرير ” بلومبرج”، تم تسمية الاختراق الأوكراني للحدود الروسية …