فادي عيد / كما خصص نواب حزب العدالة و التنمية التركى جلسات برلمان 2003م لتاييد الغزو الامريكى على العراق، و فتح المجال الجوى التركى للمقاتلات الامريكية المنطلقة من قواعدها العسكرية فى انجرليك و سيونوب، و تأمين عمليات انزال القوات الامريكية على الحدود العراقية التركية، ثم دور تركيا فى تنفيذ خطة ” تركيع العراق ” و أتمام مشاريع ” سدود نهر الفرات ” و مشاريع ” سدود الغاب ” الذى يشمل اكثر من 20 سدا مدعوم من سبعة و ستون شركة اسرائيلية، بجانب شراء اسرائيل اراضى على ضفاف نهر مناوغات، و هو نفس الامر الذى يتكرر ضد مصر الان عبر مشروع ” سد النهضة الاثيوبى ” كذلك خصص نواب حزب العدالة و التنمية اولى جلسات البرلمان الجديد للهجوم على مصر، و جائت اولى تصريحات ” أردوغان ” سبا و قذفا فى القضاء المصرى، ثم عاد العثمانى التعيس ليدخل فى اتفاق جديد مع حاكم قطر فى محاولة لكسر الحصار المفروض عليها و كمحاولة جديدة لخروج العثمانى بأى مكسب فى الشرق الاوسط ، فكما قدم كل شئ للولايات المتحدة فى الجيل الثالث من الحروب و حصدت ايران وحدها المكاسب، تكرر نفس الامر فى الجيل الرابع من الحروب و خرج العثمانى خالى اليدين . فما اذا استراتيجية اردوغان و تميم الجديدة ضد دول الخليج .
بداية جاء استخدام تركيا كآداة لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد عام 2004م عندما عقد حلف الناتو اجتماعا باسطنبول و اعلن قادة الحلف عن مبادرة اسمها ” تركيا و الشرق الاوسط الجديد ” و تم تحديد دور تركيا فى الخريطة الجديدة للمنطقة و رسم النفوذ العثمانى بها، و كيفية تصدير صورة اعلامية عالمية جيدة عن الاسلاميين فى تركيا و هو ما قامت بة قناة الجزيرة على مدار السنين السابقة من تلميع لحكومة حزب العدالة و التنمية .
و الان بدئت كلا من قناة الجزيرة القطرية و قناة TRT التركية فى اتباع منهج جديد بعد
اعداد العديد من الكوادر الاعلامية فى الشرق او الغرب المحسوبة على التنظيم الدولى لجماعة الاخوان بعد تذويدهم ببرامج تدريبة و افلام وثائقية جديدة تبرز للعالم ان ما حدث فى مصر هو انقلاب و ان ما يحدث من شغب فى شرق السعودية هو ثورة شعب و ان ائتلاف 14 فبراير و سرايا الاشتر حركات سياسية سلمية و أن معتقلى جماعة الاخوان بالكويت و الامارات قمع للحريات و ضد الديمقراطية، و هذا ما تم اعتماده فى مؤتمر ” العالم فى ظل الانقلاب على إرادة الشعوب ” الذى اشرف على تنظيمه المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين بالمشاركة مع منتدى المفكرين المسلمين ( كلاهما محسوب على جماعة الاخوان ) بحضور رجال مدير المخابرات القطرية ” غانم الكبيسى ” و قيادات حزب العدالة و التنمية و مندوبين من 200منظمة من مختلف الدول العربية و الاسلامية تابعة للتنظيم الدولى لجماعة الاخوان . و هو المؤتمر الذى عقد مؤخرا بتركيا و تولى الامير ” تميم ” دعمه المادى بالكامل و هى ليست المؤتمرات الاولى من نوعها التى تقام بأسطنبول بدعم قطرى و ليست الاخيرة ايضا .
و بعد ان انشئت قطر مركز ” SITA ” للدراسات بتركيا و الذى يقوم باعداد كوادر الاخوان السياسية و الاعلامية من مختلف دول الخليج و مصر، اصبحت قطر الان تفكر بعمق فى اعادة صنع نماذج جديدة على غرار ” سعد الفقية ” و ” المسعري الدوسري ” الذين اعتادو التطاول على المملكة العربية السعودية خاصة بعد هجوم صحف تركية موالية للحزب الحاكم على قرار تعيين ” سمو الامير مُقرن بن عبد العزيز آل سعود ” و ليا للعهد، ثم تكرر نفس الامر بعد تعيين الفريق اول ” يوسف بن على الادريسي ” رئيسا لجهاز الاستخبارات السعودية العامة دون ابداء اى سبب .
فمن الواضح بتحركات ” اردوغان ” و ” تميم بن حمد ” الحالية أن الاشارة قد خرجت من البيت الابيض لتنفيذ حرب الخليج الثالثة التى يكون فيها طرفى الصراع الانظمة الحاكمة و شعوبها كاستمرار لتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة فى الاقليم، و كل ما هو على السطح من محاولات للتصالح لعودة السفراء و العلاقات و الظهور بوجة الملاك البرئ ما هى الا خدعة جديدة .