أوكرانيا اليوم / كييف / وسط تفاقم الاحداث الدامية والهجمات الاسرائيلية في قطاع غزة من جهة والاضطرابات السياسية والامنية والتدخل الروسي في اوكرانيا من جهة اخرى شكل تباين مواقف وردود افعال الاتحاد الاوروبي في كلا الملفين استغرابا واستهجانا سياسيا وشعبيا في بروكسل في اشارة على تناقض السياسة الخارجية للتكتل الأوروبي.
وتحرك الغرب بعد نجاح روسيا في ضم شبه جزيرة القرم الى سيادتها سريعا لإبعاد موسكو عن مجموعة الدول الصناعية الكبرى (جي 7) وفرضت عليها عقوبات واسعة النطاق تستهدف القطاعات الاقتصادية والمالية والطاقة كما أدرجت عددا من كبار الشخصيات الروسية على القائمة السوداء.
وعلاوة على ذلك فرضت بروكسل حظرا على استيراد وتصدير الأسلحة إلى روسيا ودانت بشدة موقف “زعزعة” روسيا للوضع في اوكرانيا كما قامت بإلغاء قمة الاتحاد الأوروبي مع روسيا معلنة عن عدم عقد قمم ثنائية منتظمة مع موسكو.
الا ان بروكسل لم تتخذ الحدة ذاتها في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي راح ضحيته اكثر من 1700 شخص اغلبهم من الاطفال والنساء اضافة الى اكثر من تسعة الاف جريح ودمار مستشفيات ومدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الامر الذي اثار استهجان بعض السياسيين الدوليين لاسيما وان الاتحاد الاوروبي يصنف نفسه في خانة “المدافع عن حقوق الانسان والقانون”.
ومؤخرا اكد مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي في بيان حق إسرائيل في استخدام القوة في غزة قائلا ان “اسرائيل تملك الحق الشرعي في الدفاع عن نفسها” مدينا في الوقت ذاته “تصرفات (حماس) غير المبررة وتتحمل مسؤولية اطلاق الصواريخ العشوائية على اسرائيل”.
ومن ابرز المنددين بمواقف الاتحاد الاوروبي المتباينة عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التي اعربت عن استيائها إزاء قرارات بروكسل تجاه غزة.
ووصفت عشراوي في بيان قرارات بروكسل بانها نهج انفصامي مشيرة إلى أن الاتحاد الاوروبي مشترك مع اسرائيل في اخفاء الضحية الحقيقية من الصراع.
وقالت ان الاتحاد الاوروبي يظهر الاحتلال الاسرائيلي على انه ضحية في حين تتهم اسرائيل اهالي غزة باستخدام انفسهم كدروع بشرية الا ان تل ابيب المسؤولة عن التحريض على الاعتداء والتصعيد واثارة رد الفعل الفلسطيني كسياسة نمطية متكررة من الاحتلال ضد اهالي القطاع المحاصرين داخله.
وطلبت الناشطة الحقوقية من الاتحاد الاوروبي اتخاذ موقف انساني وسياسي واخلاقي وقانوني ثابت ومستمر عوضا عن تبني الرواية الاسرائيلية من الاحداث الدامية في قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل دانت كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الاوروبي “صمت الاتحاد المهين من العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة”.
وتساءل رئيس الكتلة جياني بيتيلا في تصريخ صحفي “ماذا ينتظر الاتحاد الاوروبي ليتخذ خطوات جادة.. استمرار الصمت والتحركات الهشة الضعيفة ادى الى استمرار المعاناة والدمار ووقوع المزيد من الضحايا”.
ولم تكن كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين الوحيدة التي اعربت عن استيائها حيث وجهت مجموعة من النواب الاوروبيين رسالة الى كل من رئيس البرلمان مارتن شولتز ورئيس المفوضية جوزيه باروسو والممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية كاثرين اشتون ورئيس المجلس الاوروبي هيرمن فان رومبوي طالبوا فيها بايقاف فوري لاطلاق النار وضمان وصول المساعدات الانسانية والطبية الى قطاع غزة.
كما طالب النواب الاحتلال الاسرائيلي بالتوقف عن جميع التحركات والمواقف التي من شأنها زعزعة مساعي حل الدولتين عبر مفاوضات عملية السلام معربين ايضا عن قلقهم ازاء تداعيات الهجمات الاسرائيلية في القطاع.
ولم يقتصر الاستهجان على المستوى السياسي او البرلماني في اوروبا فقد انتقل الى شوارع عدد من الدول الاوروبية على شكل مسيرات غاضبة ضد مواقف الاتحاد “غير الجادة” من حمام الدم في قطاع غزة.
واللافت ان شريحة كبيرة من نشطاء حقوق الانسان والسلام من مختلف الجنسيات والخلفيات العرقية والمعتقدات الدينية شاركت في المظاهرات المناهضة لمواقف الاتحاد الأوروبي في غزة.
وكالة الانباء الكويتية(كونا)