%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A أوكرانيا

تطور الجهاز الصحي الفلسطيني في لبنان يصطدم بعواقب مرتبطة بالوجود الفلسطيني..

توسيع استقبال الوفود الطبية الأجنبية لمساعدات ومعالجة مرضنا الفلسطينيين…

الطبي أوكرانيامما لا شك فيه بان ملف الطبابة والاستشفاء هو من أصعب الملفات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في الشتات، وخاصة في لبنان.نظرا لارتباط هذا الملف بمؤسسة الاونروا والهلال الأحمر الفلسطيني وغياب السلطة عن الساحة، فالشتات الفلسطيني يعاني من أزمات عديدة ويدفع فواتير عالية وباهظة الثمني ،فالمراكز الصحية والمتشفيات قليلة والأمراض كثيرة ومكلفة بظل أزمة اقتصادية واجتماعية تفرض نفسها على المواطن الفقير عن هذا الموضوع يحدثنا دكتور رياض أبو العينين مدير مشفى الهمشري في صيدا وكان لنا الحوار التالي:

– اخبرنا عن الوضع الصحي الفلسطيني في لبنان ؟

الوضع الصحي الفلسطيني في لبنان صعب جدا بما يشمل التغطية الصحية للمريض الفلسطيني، و المسؤول عن صحته هي مؤسسة “الاونروا” ،المسؤولة المباشرة عن الإعانة الصحية للشعب الفلسطيني. وبالرغم من التنسيق المباشر مع مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني الذي تمده منظمة التحرير الفلسطينية لكن الفراغ كبير اذ يعتبر الملف الصحي من أصعب الملفات التي تواجه شعبنا في الشتات.

تبقى المشكلة  في الحالات المرضية المزمنة هي التي تشكل صعوبة بحد ذاتها مثل أمراض السرطان والقلب المفتوح ،وأمراض الكلى، وشلل الأطفال ذوي ألإعاقات المزمنة التي لا يتم تغطيتهم من قبل “الاونروا” ويحاول الهلال الأحمر الفلسطيني توفير بعض التغطية بالإضافة إلى مساعدات المؤسسات الاجتماعية فإذا كانت منطقة صيدا تغطى نفسها نسبيا لكن المشاكل تتراكم في المناطق الأخرى. مما يعرض شعبنا لازمات تكاد لا تحل بسبب الضيق المالي وغياب المساعدات الدولية .

-دكتور رياض بصفتك مديرا لمشفى الهمشري اخبرنا عن وضعه الحالي؟

 يعتبر مشفى الهمشري، هو المركز الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان و ينبثق عنها خمس مستشفيات وثمانية مراكز صحية توزع على كل مناطق الشتات في لبنان.

فالجمعية لها علاقاتها الدولية بالمؤسسات الاجتماعية التي توفر لها بعض الدعم الذي يذهب لتغطية حاجات صحية في لبنان. وكذلك تدريب للكوادر الطبية وتعليم وتدريب ممرضين وشراء بعض الأجهزة التي تحتاجها مراكزنا الطبية والمشفيات. وهناك تنسيق مع مشروع دعم الدم  لمرضنا من خلال (بنك الدم السويسري).  وبالرغم من قلة وشح الإمكانيات لكن المشفى في تطور مستمر ويودي واجباته أمام مرضه بكل تفاني .

  -اذكر لنا ما هي الحالات التي يستقبلها المركز ؟

– يستقبل مشفى الهمشري كل الحالات المرضية ما عدى حالات القلب المفتوح التي نفتقد لأجهزة خاصة تساعدنا بذلك بالرغم من وجود أطباء أخصائيين ذوي وكفاءة عالية، و في القريب العاجل يوجد لدينا مشروع إنشاء غرفة عمليات خاصة لإجراء عمليات قسطرة القلب وسيتم تجهزها كاملة.

في مركزنا كوادر ذات كفاءة عالية فلسطينية وبعض الكفاءة اللبنانية التي تعمل عندنا باجر رمزي كمساهمة منهم في مساعدة شعبنا الفلسطيني.

والمركز يستضيف دائما وفود طبية أجنبية ذات خبرات وأطباء زائرين متطوعين كمساعدات أجنبية شخصية لمعالجة مرضنا الفلسطينيين في لبنان وخاصة العمليات الجراحية والعلاجات المستعصية والمكلفة التي لا يستطع أبناء شعبنا تحمل أعباءها الزهيدة.

 – ما هي إمكانيات المشفى المالية :

بالرغم من الإمكانيات البسيطة التي بالكاد تغطي مصاريف المشقى. لكن المشفى ينجز أعمالا كبيرة من خدمة المرضى والمعالجة ،فالفلسطيني في لبنان يغطى بشكل كامل من قبل وكالة “الاونروا” ،إلا أن هناك عمليات وفحوصات وأدوية لا تغطى من قبل “الاونروا”، والتي لا تغطي منها حوالي 30% من كلفتها وكذلك بعض الأدوية التي لا تضمنها مؤسسة الصحة العالمية وتغطى ايضا بنسبة 30% .

-دكتور رياض من هي الكوادر الطبية التي تعمل في المشفى؟

–  اغلب كوادرنا الطبية التي تعمل في مشفى الهمشري والمراكز الأخرى هي من خرجي الكتلة الشرقية والاتحاد السوفياتي السابقين، الذين تسنى لهم التعليم على حساب هذه الدول وتقديم المساعدات الطبية لشعبنا.بالإضافة إلى إمكانيات التواصل لهؤلاء الخريجين مع معاهدهم وجامعاتهم التي تؤمن بدورها العديد من الاستشارات والتعاون المشترك بيننا وبين دول الخريجين الذي يستفيد به شعبنا ومرضنا ومؤسستنا الفلسطينية الطبية التي دوما بحاجة لمساعدات مختلفة.

– ما هو دور (جهاز الإسعاف) في مشفى الهمشري؟

-يعمل جهاز الإسعاف ضمن فريق إسعافي كبير  ومجهز بسيارات ومعدات من اجل خدمة المصابين والمحتاجين إلى خدمات وفريقنا دائما في حالة جهوزية طوال 24 ساعة في المخيم لنا خط ساخن للتواصل مع أهالي المخيم . يتم نقل المصابين والمرضى إلى المشفى والى المستشفيات الأخرى في مدينة صيدا والجوار. 

– دكتور بصفتك مديرا لهذا الصرح الطبي كيف ترون تطوير هذا الجهاز الصحي؟

-إن تطور الجهاز الصحي يصطدم بعواقب عديدة مثل تطوير الطبابة الفلسطينية نفسها من خلال تطوير القرارات الخارجية المواكبة للتطورات العلمية والطبية كمؤتمرات، ورفع الكفاءات والتعاون مع مؤسسات خارجية تزيد الخبرة والكفاءة للكوادر الطبية من خلال الدورات، والتعرف على كل الجديد في عالم الطب والأدوية والأجهزة الجديدة والحديثة .

أما بالنسبة للمشقى يتطور تدريجيا وفقا للإمكانيات الموجودة والتي نسعى من خلال عملنا باستحداث أجهزة متطورة وآلات متطورة لكي تساعد جهازنا الطبي بمعالجة أبناء شعبنا.وبدئنا بإجراء عمليات متطورة في المشفى كعملية الجراحة المنظارية ،وعمليات الليزر للعيون الخ …

أما بالنسبة للدواء فإننا نعتمد على تزويد المركز من خلال مستودعات الهلال الاحمر الفلسطيني من خلال تزويد شهري للمشافي والصيدليات في المراكز ،وبحال النقص يتم شراء النواقص من الصيدليات القريبة .

-كيف يتم رفد المشفى والمراكز الأخرى، بالكوادر الطبية والإدارية ؟

– يأتينا الروافد دائما من خلال جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المسؤولة مباشرة عن الجهاز الصحي الفلسطيني،من خلال قرار مركزي لكونهم المعنيين بهذا الموضوع مباشرة ،ونحن جزء من هذا الفريق الذي تم من خلاله تزويدنا بالنواقص بحسب الحاجة الفعلية لعملنا والتي تطلبها إدارتنا من المركز،وهناك حوافز خاصة توزعها إدارة المشفى على الكوادر الطبية والصحية خلال أداء الفريق أثناء العمل الشهري،وهذه الحوافز توزعها الإدارة  من خلال الإرباح الشهرية التي يتم جمعها وطبعا الزائد في الجدول الشهري يتم توزيعه للجهاز بناءا على جدول يحدد نشاط كل شخص وبحسب عمله في المشفى.

كما يوجد في المشفى مدرسة تمريض يدرس فيها الطلبة الفلسطينيين من كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان بمساعدة من اليونيسيف وهؤلاء يتم الاستعانة بهم في مراكزنا الطبية المتنوعة وفي  مشفى الهمشري.

-صف لنا طبيعة المشفى وأقسامها؟

-مشفى الهمشري، هي مشفى طبية وجراحية فلسطينية تخدم بالدرجة الأولى أبناء شعبنا في المخيمات الفلسطينية في صيدا والجنوب،يوجد عندنا العديد من الأقسام الطبية وهي :(الأطفال، العناية الفائقة ،نسائي وتوليد، الجراحة العامة ،الأشعة  المزودة بالتصوير الطبيعي والحديث ،قسم العلاج الفزيائي، قسم القلب والأمراض الباطنية، قسم غسيل الكلى).

يوجد في المشفى أكثر من خمسين طبياً مفرغا بالإضافة إلى 15 طبيبا متعاقدا من خلال عمل خاص ويبلغ عدد الموظفين حوالي 184 موظف في كل الأقسام الإدارية والتقنية. بالاضافة الى الصيدلية وجهاز الإسعاف.

-ما هي مشاريعكم القادمة ؟

مشاريعنا القادمة العمل الجاد على إيجاد توأمة فلسطينية –أوروبية مع جمعيات طبية وصحية أخرى ترفع مستوى عملنا وتساعد أهلنا، من خلال وضع إستراتيجية جديدة تقوم على دعوة أطباء غربيين مشهورين في عملهم الطبي والقيام بعمليات نوعية يستفيد بها شعبنا الذي لا يمكنه العلاج في الخارج بالإضافة إلى تدريب أطباءنا في مراكزنا على أجهزة حديثة من خلال هذه الوفود.

وفي هذا المجال كانت هناك محطة لوفد طبي أوروبي قام بأربع زيارات إلى مشفى الهمشري ولأجرى العديد من العمليات الصعبة بحضور أطباءنا الذين تم الاتفاق على تدريبهم على هذه الأجهزة الجديدة والتي تترك لنا بعد الانتهاء م التدريب.

– كيف تتعاملون في المشفى مع الحالات اللبنانية والأطباء اللبنانيون؟

يستقبل المشفى كافة الحالات بما فيها الحالات اللبنانية لان مهمة ورسالة المشفى تقديم الخدمات الطبية لكل المحتاجين دون النظر إلى هويتهم وانتمائهم وهناك الكثير من المرضى اللبنانيين في صيدا والجوار يأتون إلى المشفى لتلقي العلاج بسبب وجود أطباءهم  عندنا أو بسبب الحالة المالية الصعبة ،وادراة المشفى تترك للأطباء المختصين اللبنانيين استقبال مرضهم في المشفى لتسجيع المواطنين اللبنانيين بتلقي الاستشفاء عندنا ، وللأطباء مارسة العمل مع مرضهم .

يوجد في المستشفى أطباء لبنانيون ذات شهرة واسعة يجرون عمليات كبيرة مثل:” الدكتور عصمت غانم” يختص بعمليات التشوه الخلقي .ويجري في الشهر حوالي 20 عملية جراحية في التشوه الخلقي  تستفيد المشفى وشعبنا من خبراته الرفيعة وقدراته العالية  . وكذلك الدكتور ألأرمني “دتتشي” المختص بالأنف والإذن والحنجرة وكذلك الدكتور “اغوب” المختص بالعيون واللذان يقومان بتقديم خدمات طبية شبه مجانية في مشفى الهمشري  بالإضافة إلى أطباء آخرون ذات شهرة واسعة في لبنان والشرق الأوسط يقومون بمساعدة شعبنا.

حاوره من صيدا :د.خالد ممدوح العزي،وعصام الحلبي 

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …