حسن خبيز/ كثر من عايشوا الازمة السورية بمختلف وجهاتها ، بغض النظر لاية جهة انتموا لا يستطيع احد ان ينكر احقية السوريين المشردين في اصقاع الأرض بأن يعاملوا كبشر على اقل تقدير.
هؤلاء السوريون ذاقوا الأمرين في وطنهم ليدفعهم الضيق والعذاب للتشرد علهم يجدون سقفا دافئا امنا يعيشون تحته. ناهيك عن القتال في سوريا تأتي” الكسا” لتضرب بهم عرض الحائط من جديد وتعيدهم الى العصور الوسطى حيث كان البشر يموتون من البرد.
اللافت في الأمر ان مواقع التواصل الإجتماعي عجت بالإحتجاجات و الحملات التي دعت السوريين لخلع ابواب المساجد والكنائس والنوم تحتها كونها بيوت الله و هم اولى بها. ايضا عجت هذه المواقع بحملات التبرعات والمساعدات من كل مكان لتأمين ابسط الأمور البديهية لهؤلاء المهجرين ايمانا بأننا، كلبنانيين، كنا مكانهم يوما ما.
من المسلم به ان موت طفل من البرد في زمن كزمننا جريمة بحق ضمائرنا الانسانية و بحقنا ككائنات عاقلة تمتلك حدا ادنى من التفكيروالانسانية. الا ان هذه المسلمات اليوم اصبحت موضع شك فهناك بعض الأشخاص الذين يتصرفون بحقد سياسي على اشخاص تهجروا من بلادهم خوفا من الموت ليدركهم الأخير تحت اسم “الكسا”. هؤلاء الأشخاص لا يلامون فكل يتصرف بحسب اهوائه و رغباته، ولكن الملام فعلا ان يتصرف اعلامي ما بطريقة لا تمت لوظيفته بصلة. احدى اعلاميات هذا العصر الانساني كتبت على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي، واقتبس عنها، :” سؤال محيرني كل ما بدعس خيم النازحين كيف الن نفس ع بعض و عم يخلفواااا لازم بعد اليكسا بدل البطانيات يوزعوا مانع حمل” . من غير المستغرب ان يصدر كلام متعصب كهذا من شخص عادي كونه لا يمت للإعلام بصلة ولم يدرس ابسط مبادئ الصحافة، فالاعلامية التي كتبت هذا القول لم تنتبه ان وظيفتها الأساسية ان تنقل الحقيقة و ليس الكيد والتعصب الأعمى الذي يغلغل في نفوس البشر. هذه الاعلامية التي اغفلت ابسط قواعد الصحافة ، و التي على ما يبدو لم تمر بجانبها حتى، لم تعلم ان الصحافي وظيفته ان يكون محايدا وينقل الحقيقة كما رآها و ليس كما يريد ان يراها.لا يمكن لأي شخص ان يزور مخيمات النازحين و يكتشف ان المشكلة الوحيدة التي يعانون منها انهم ينجبون كثيرا ، فكيف لو كان اعلاميا.
هذا الاعلام الموجه نحو التعصب والحقد على اشخاص جل ما اقترفوه انهم لم يتماشوا مع خطهم السياسي ان افترضنا انهم ينتمون الى هذه الجهة يجب ان يعاقب كونه يقترف جريمة بحق اناس يموتون من البرد و يغرقون من السيول التي تصيبهم في حين ان هذا الاعلام لا يكتفي بعدم تحريك ساكن لا بل يتعداها الى الشماتة ونظرات الاحتقار نحو هؤلاء النازحين الذين لا حول لهم ولا قوة علما انه في مراحل سابقة كان قد مر بها لبنان عاش اللبنانيون جميعا كنازحين في اوطان ما .