تركيا ومعادلاتها الاستراتيجية الجديدة:التطلع الى دول الجوار لحل الأزمة السورية…!!!1-2

د.خالد ممدوح العزي / منذ اندلاع الثورات العربية في العام الماضي فرضت على تركيا وسياستها حالة سياسية  في الداخل والخارج ، فهذه الحالة فرضت عوائق داخلية وخارجية حدت من تحركات أنقر وفرضت khalid al ezzi2 أوكرانياعليها اليوم إعادة النظر في سياستها الجديدة.

مواقف تركيا المختلفة:

منذ اندلاع الثورة السورية كانت لتركيا مواقف عديدة سادتها النبرة الحادة بالتعاطي مع نظام دمشق فبد الفشل التي كانت تمارسه في البداية الثورة في وساطاتها من الطرفين من خلال معادلة كانت تقوم على إشراك” حركة الإخوان” المسلمين في السلطة إلى الانحياز المباشر وتبني الثورة والثوار من خلال فتح أراضيها لهم واستقبال العدد الكبير من اللاجئين السوريين في مخيماتها ومساندة المعارضة السياسية والعسكرية التي كانت تامين حرية حركتها على أراضيها. لقد  عرف الخطاب الترك بقوة النبرة الخطابية بالرغم من التهديدات  الدائمة بعدم قبول مجزرة حماة جديدة أو عدم استقبال لاجئين فوق المائة ألف لكن الحالة الداخلية فرضتها الخلافات الداخلية التركية والتحرش العسكري السوري الحدودي . لكن تركيا على الرغم من قوتها المحورية كدولة إقليمية شعرت بضعفها إزاء الأزمة السورية عدم استطاعتها من لعب الدور الريادي  في حسمها ، وكذلك عدم استطاعتها من إقناع حلفائها في ذلك.

اليوم بات الساسة الأتراك الذين يرون ان الحل يكمن من خلال الحوار الإقليمي ،وهذا ما أكده السيد رجب ارد وغان بالتوجه نحو روسيا وإيران ،أثناء لقاءه الرئيس الايراني   محمود احمدي نجاد  في العاصمة الآذرية باكو الشهر الماضي  ،مع العلم ان تركيا التي كانت ترفض أي حوار أو حلول مع الدول الإقليمية وخاصة روسيا وإيران بسبب دعمهما المفرط للنظام السوري .

اليوم تؤكد الدبلوماسية التركية على العودة الى تطبيق نظرية عميد الدبلوماسية التركية داود احمد اغلو القائمة على “صفر مشاكل”، مع دول الجوار التي انتهت فور اندلاع الثورة السورية وتوتر العلاقات السياسية والأمنية والدبلوماسية والإعلامية  بين البلدين.

اليوم تركيا التي ترى نفسها غير قادرة على الاستغناء عن دول الجوار بسبب الملفات الداخلية والخارجية المرتبطة بالأزمة السورية والتي تؤثر فليها  وفي سياستها .

حلول تركيا المحورية:

فاليوم تركيا تحاول التطلع إلى روسيا وإيران من اجل التوصل إلى حل سلمي ينهي لمشكلة السورية العالقة وقطع امتداد لهيب الأزمة إلى داخل تركيا وجوارها بالرغم من توتر العلاقات الروسية التركية عقب حادث تفتيش الطائرة السورية ومصادرة العديد من الأجهزة الخاصة بوزارة الدفاع السورية، لكن البلدين حاولا تغليب المصالح الخاصة ولملمة المشكلة ،تركيا التي تخوض مواجهة مع سورية تحاول أن تكون في موقع إيجاد الحلول السلمية من خلال طرح إلية ثلاثية بين” تركيا وسورية وروسيا “، من ناحية ومن ناحية أخرى من خلال علاقات مستمرة مع ثلاثية “مصرية تركية إيرانية “،وثلاثية أخرى “مصر السعودية وإيران “وبخاصة بان تركيا تتحرك كما ينص اتفاق الرباعية “السعودية ،مصر ،إيران ،تركيا “التي تحال إيجاد حل إقليميا للمشكلة السورية وإخراجها من نفق المجهول  .

تركيا التي ترى بان المشكلة السورية تغيب عن الحلول الأميركية بسبب الانتخابات الرئاسية وبسبب الأزمة الاقتصادية الناقمة في أوروبا .فإنها أضحت  مقتنعة بأنها لن تدخل في معركة عسكرية منفردة دون تكليف أمريكي وأطلسي وغطاء لوجستي وسياسي  من قبلهما، وبمباركة عربية.

 تحاول ان تنعكس الأزمة الداخلية على إضعاف مواقفها الدبلوماسية والسياسية لذلك تتجه نحو الحوار الإقليمي،والجدير ذكره بان تركيا لم تطرح نهائيا استعدادها القيام  بأي عمل عسكري ضد النظام السوري طوال الفترة السابقة بالرغم من كل التحليلات والفرضيات القائلة بتوفير مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بمشاركة تركية ،ولكن الجميع كان يرتكز على” اتفاق اضنة” الذي يخول تركيا الدفاع عن منطقة بحدود 10 كلم وطول 850 كلم  ،ولكن تركيا مرة وحيدة هددت بالعمل العسكري في العام 1999 أثناء اندلاع مشكلة عبدالله أوجلان الذي كان موجدا في سورية ،ويستخدم مناطق من الأراضي السورية انطلاق لحزبه ضد تركيا، ولم يكن السيد رجب اردوغان في السلطة وقتها ، طبعا لم يبقى لنا سوى الانتظار لمعرفة جدوى هذا التوجه التي بدأت تركيا من بممارسته في سعيها الى  التفتيش عن حل للازمة السورية عند دول المحور.  

نقلا عن جريدة الرواد اللبنانية العدد75 الصفحة 14 التاريخ 5 تشرين الثاني  نوفمبر 20012

كاتب وباحث مختص بالإعلام السياسي والدعاية

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …