بَغْـداد ….
2 يونيو, 2016
ثقافة و فنون
محمود جاسم النجار
بَغْـداد..؟
أَصبَحتِ عنوانَ قهرٍ وزَهقٍ ومَوتْ
وعناوينَ دَمعي وآلامي ..
كلَّما صَدَّعوا رَأسكِ القُدسي
أوجعني القلب مَكلوماً وبتُّ أَئِنُ في ضَجعي
….
كيف أُبكيكِ يا بغداد ..
ودُموعُكِ أغرقت مقلتيّ بأدمعي ..
وبَساتينُ عطركِ تنثُ هوىً
وذكرياتُ ظلالكِ أصابَتْ مَضْجَعي
….
كيفَ أنسى
ظلَّ الرَصافي ومَعروفَ القوافي
وروجاتِ دجلةَ والأماسي
والكًرخي إذا طَربْ
وسابَت قوافيه تترى تغفو على سَجْعِ
****
كيفَ أهربُ من عينيكِ
ونورُكِ أولُ ما بَدَّدَ ظُلْمتي
وقدماي أولُّ ما وطأتْ شوارِعَكِ
والبَسْمةُ كانت لمُحيّاك رَمزاً يَسطَع
*****
منذ مَرِضْتِ يا بَغْـداد ..
أصابَ أياميَ الوَهَنْ
والشَوكُ صاهَرَ النومَ قنيت *
وأدْمَنت نَبضاتي الصَهيل والهَلع
*****
بغدادي الحَبيبَة ..
أواهُ .. تآمرَت عليكِ ذئابُ الليل
والجَراد يَنهشُ ويَنهشُ ..
بمقلتيك وبخَصْرِكِ وأجسادِنا معاً
ويَضرِبُ المُكابرَةَ فينا ويَلعبُ الوَدَع
*****
بغدادُ، يا قلباً وحبّاً يُراوِدُني ..
يا دَماً يجري في الشريانِ وأُسايرهُ
يا حُلوةَ الطَبائعِ ومَصْدرَ الطيبة
ذكراكِ بالأنفاسِ ..
وحُبك وَلَعٌ فيه أحلى من زوادةِ الوَلعِ
****
مَريضٌ أنا بكِ وبحُبكِ …
ومريضةٌ أنتِ بالدُخلاء والسُرّاق
ومن أنكرَ الجَميل ومن بحُبكِ كَذبْ
والقتلةُ والجَهالةُ ومن بروحِكِ طَمعْ
*
قنيت .. ماسكا به لا يفارقه