يعود فلاديمير بوتين اليوم الاثنين إلى عرش الكرملين ، بعد غياب لا يرى إلا القليل من الروس أنه حدث بالفعل.ونجح السياسي الأقوى في روسيا في الفوز بالانتخابات التي جرت في الرابع من آذار/مارس الماضي بنسبة 6ر63%. وبأدائه اليمين الدستورية غدا يصبح بوتين أول شخص ينتخب لرئاسة أكبر دولة في العالم لثلاث فترات، وإن لم يكن هذا على التوالي.
وأكد بوتين في حملته الانتخابية بوضوح وصراحة على الالتزام بما يريده الروس إذ ما صوتوا له ألا وهو “الاستمرارية” ، حيث أكد في خطاب في حملته :”ما زال لدينا الكثير من العمل لإنجازه .. لم يحن الوقت لنتوقف”.
وشغل الرئيس المنتهية ولايته دميتري ميدفيديف الحليف السياسي لبوتين منصب الرئيس في الفترة 2008 – 2012 ليكون “محللا” لبوتين ، وبالفعل رفض ميدفيديف الترشح لفترة ثانية في تصرف وصفه الكثيرون من المراقبين الغربيين بأنه “ترقيع”.حسبما ذكرت الألمانية.
ويعد بوتين هو الحاكم المطلق في بلاده منذ توليه الرئاسة للمرة الأولى عام 1999 وحتى الآن ، حتى في الفترة الذي كان فيها رئيسا للوزراء تحت رئاسة ميدفيديف.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد بوتين على ضرورة استمرار العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين بلاده والصين وإضفاء المزيد من الثقل للدور الروسي في القرارات الدولية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقيام بحملة محسوبة لزيادة الطلب على الطاقة الروسية في أوروبا.
أما داخليا ، فتوقع منتقدو بوتين عدم حدوث تغيير حقيقي فيما يتعلق بالفساد المستشري في البلاد ، كما توقعوا أن تستمر حملة تهميش وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة للنظام الروسي.
ورجح المراقبون استمرار حملة قمع تمرد المسلمين في القوقاز المستمر منذ نحو عقدين مع شن المزيد من الغارات والاعتقالات لمن يشتبه في انتمائه للمتمردين ، وفي المقابل توقعوا تفجيرات وأكمنة ينصبها المتمردون.
وربما يكون التحدي الأكبر الذي يواجهه بوتين في فترته القادمة هو تزايد حالة السخط بين الشباب والمتعلمين في المدن الكبرى ، وبين من ضاقوا ذرعا بصورة أكبر بكثير من البيروقراطيين الفاسدين وتضييع أموال الضرائب وكلام الكرملين المنمق بدلا من الحكم الرشيد.