20110405dirarabuseesi
20110405dirarabuseesi

بعد عام من اختطافه:أبوسيسي مازال معزولا في زنزانته

بعد عام من اختطافه:أبوسيسي مازال معزولا في زنزانته

حصار وعزلة واجراءات رقابة مشددة يخضع لها الاسير ضرار موسى يوسف أبو سيسي (42 عاما ) منذ اختطاف السلطات الاسرائيلية له من اوكرانيا في 18-2-2011 ،ورغم معاناته من عدة امراض خطيرة وتدهور حالته الصحية رفضت سلطات الاحتلال وقف عزله الذي يجري تمديده كل 6 شهور بقرار من المخابرات الاسرائيلية التي تحتجزه حاليا في زنزانة انفرادية في عزل سجن “عسقلان “.

الاسير ضرارالفلسطيني الاصل والذي يحمل الجنسية الاردنية والاوكرانية ، كشف لمحامي “نادي الاسير” خلال زيارته له في سجن “عسقلان “،ان سلطات الاحتلال تمدد توقيفه وترفض الافراج عنه رغم ادانته لكافة التهم المنسوبة اليه حتى تمنع كشف ملابسات قضية اختطافه والانتهاكات الخطيرة التي ما زال يتعرض له خاصة على صعيد عزله ورفض علاجه بشكل متعمد .

قبل الاعتقال

الاسير ضرار عاش ودرس في الاردن رغم ان عائلته تنحدر من فلسطين،وقال لمحامي نادي الاسير”بعدما انهيت دراسة الهندسة وحصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير، حصلت بسبب تفوقي على منحة دكتوراه تخصص محطات نووية في مدينة أوكرانيا التي سافرت عليها وبدات دراستي وخلالها تعرفت على زوجتي الأوكرانية وارتبطت بها، وتابعت دراستي وبعد حصولي على شهادة الدكتوراه في المحطات النووية بدات البحث عن عمل”، واضاف ” سمعت عن وجود وظيفة شاغرة مع شركة أمريكية تتعلق بوظيفة مدير عام لمحطة توليد الكهرباء في غزة ، فقدمت لها وحصلت عليها وحضرت إلى غزة مع زوجتي وأولادي الستة في عام 1999،ولاني أردني ولا احمل هوية فلسطينية كنت مضكرا للسفر كل ثلاث شهورللاردن لتجديد الإقامة، وبعدها تغيرالقانون وأصبحت بحاجة إلى تجديد كل 7 شهور “.

الاقامة في غزة

نجح ضرار في عمله ووظيفته ، واستقر في غزة وبدات حياته المهنية برفقة زوجته وابناءه والسعي للحصول على هوية فلسطينية،وتابع حديثه لمحامي النادي “بالفعل حصلت زوجتي وأولادي على هوية فلسطينية عندما تقرر منح هوية لحوالي 300 أجنبي معظمهم من أوكرانياوكانت اسرتي ضمنهم ،بينما لم احصل انا على الهوية واستمريت في السعي للحصول عليها دون فائدة، وبعد جهود طويلة حصلت على جواز سفر فلسطيني يمكنني من السفر والتنقل خارج مدينة غزة”.

الاختطاف من اوكرانيا

لدى حصول الأسير ضرار على جواز السفر الفلسطيني قرر السفر إلى أوكرانيا للحصول على الجنسية الأوكرانية من زوجته،ويقول” سافرت إلى مصر في شهر( ايلول) عام 2010،وبعدها سافرت إلى أوكرانيا لكن الطائرة توقفت في محطة الاردن وهناك اعتقلت من المطار لمدة اسبوع وبعد التحقيق سافرت الأسير إلى أوكرانيا،وفي 18-2-2011 وبينما كنت في قطار في أوكرانيا بطريقي إلى هولندا لمقابلة شقيقي الذي لم اراه منذ حوالي 16 سنة ، تم اختطافي من قبل أشخاص أوكرانيين”.رحلة الاعتقال والعذاب القاسية التي تعرض لها ضرار في سجون الاحتلال لم تمسح من ذكراته تفاصيل تلك اللحظة،وقال لمحامي النادي” هاجموني وكبلوا يدي وعصبوا عيني ونقلوني إلى شقة مجهولة وهناك تم تسليمي إلى الإسرائيليين ونقل بعدها إلى إسرائيل”.

التحقيق والعزل

فور وصوله للمطار،اقتادت سلطات الاحتلال ضرارللتحقيق،ويقول”احتحزت في التحقيق لمدة شهرين ،ومورست بحقي كل أشكال التعذيب سواء النفسي أو الجسدي ،وكنت اتعرض للشبح لساعات طويلة وكذلك يتم ربط قدماي ويداي على السرير بحجة انني انوي الانتحار وهي كذبة لاخفاء حقيقة ما تعرضت له من عذاب نفسي وعدم السماح لي بالنوم والصراخ علي لفترات طويلة من مجموعة من المحققين كأحد وسائل التعذيب الأمر الذي تسبب في اصابتي بضعف سمع في احد إذني”.لم تنتهي محطات العذاب بحق ضرار التي انعكست على وضعه الصحي،وافاد محامي نادي الاسير انه خلال حديثه”بدت عليه علامات التعب والاعياء الشديد”،ورغم ذلك تابع يقول”نقلوني إلى العزل الانفرادي في سجن أيشل، فثم لعزل سجن عسقلان بشكل انفرادي حتى تاريخ الزيارة”.

اجراء شكلي

ورغم احتجاجه وطلبه المستمر بوقف عزله ، لكن سلطات الاحتلال ترفض وتجدد قرار العزل بناء على توصية المخابرات ،وقال ضرار” في الجلسة الأخيرة لتمديد العزل في 12/10/2011 حضر معي المحامي الذي يمثلني تل كوفتيش، ودافع عني وطالب باخراجي من العزل،وقدم مرافعة قويه جدا،وحاول بكل إمكانياته تخليصي من العزل لكنهم رفضوا طلبي وجرى تمديد عزلي “،مشيرا إلى أنه في المحكمة ليس للقاضي رأي بل هو وسيلة لتنفيذ أوامر المخابرات ،وأن القرار يكون جاهز بخصوص تمديد العزل وما الجلسة إلا إجراء شكلي فقط ، ففي كل مرة يرددون عبارة أنني اشكل خطر كبير على أمن الدولة “.

عزلة تامة

وافاد الاسير ضرار،انه معزول بغرفة لوحدة وليس معه أحد مطلقا وهو بعيد عن أي أسير أمني ،ورغم احتجاز الأسيرين عاهد أبو غلمي وحسن سلامة في نفس القسم لكنهما بعيدان عنه ولا يستطيع الحديث معهما لانهم يريدون عزله بشكل كامل عن العالم ،واضاف “وحتى عندمااحاول الحديث مع الأسرى المدنين الجنائيين الموجودين حولي يمنعونني ويهددونني بفرض عقابي قاسي و مخالفتي في حال التكلم معي”.

واوضح محامي نادي الاسير،ان ضرارمعزول في زنزانة بطول مترين ونصف وعرض متر وأربعون ، تفتقر لكل مقومات الحياة الأساسية، ويعاني من الطعام سيئ للغاية ولا يوجد فيها سوى نافذ صغير جدا مغلق معظمها بعامود حديدي ويمنع منعا باتا من الحديث مع احد.

معاناة المرض

في ظلال هذه الظروف ، تدهورت الحالة الصحية للاسير ضرار بشكل خطير،واكد لمحامي النادي ، انه لدى اعتقاله في اوكرانيا تعرض إلى ضربة قوية على ركبته اليسرى ولا يزال يعاني منها ،اضف لذلك انه قبل الاعتقال كان يعاني من مشكلة بسيطة في القلب ولكن بسبب ما تعرضت له من تعذيب وضغط زادت لديه مشكلة القلب وأصبح يحتاج لتناول حبه دواء للقلب يوميا،ويقول”كان لدى مشكلة في غضروف الظهر ولكن كانت خفيفة وجراء ظروف التحقيق نجم عنها مضاعفات تفاقمت نتيجة الاعتقال والظروف التي مررت بها فا صبت بارتفاع ضغط الدم وبسبب اهمال ورفض علاجي تطور الوضع الى فقر شديد في الدم وفقدت من وزني منذ اعتقالي حتى تاريخ الزيارة حوالي 47 كيلو “،ويضيف ” امام ضعف مقاومة جسمي والتدهور المستمر في صحتي أصبحت اعاني أيضا من حصوة في الكلى والمرارة و مشكلة في الجهاز التنفسي تزايدات منذ نقلي لعزل سجن عسقلان وذلك بسبب الرطوبة الشديدة والزنزانة التي احتجز فيها ، وبعدما تبين معاناتي من الشقيقة والتي تسبب لي ألم غير محتمل بالرأس ، اصبحت مؤخرا اعاني من مشكلة ارتفاع السكري في الدم “.

وذكر محامي النادي ، ان الادارة استمرت في المماطلة والتسويف في طلب تحويله للمستشفى لفترة طويلة،وقبل 4 شهور جرى تحويله إلى المستشفى لاجراء فحوصات لكن لم تتم واعيد للعزل،ويقول” استغرق الأمر 4 شهور حتى تم تحويلي إلى المستشفى ولكن لم تجري لي فحوصات واعادوني للعزل حتى يتم تحديد موعد للفحص من جديد ، وهذا يؤكد على أن هناك إهمال طبي واضح بملفي.

وقال الاسير ضرار”بسبب تدهور وضعي نقلوني بتاريخ 12/2/2012 للمستشفى ولكن لم يتم فحص القلب بالرغم من طلبي ذلك،وبخصوص فحص الأمعاء أخبرني الطبيب أنه لن يستطيع تشخيص المشاكل إلا بعد إجراء فحص دم وتحاليل له ، ولا زلت انتظر واعيش الالم والمرض دون اهتمام او متابعة من الادارة “.

رفض التهم

وحول وضع قضيته القانوني،افاد محامي نادي الاسير، ان سلطات الاحتلال حولت ضرارإلى المحكمة التي وجهت له عدة تهم امنية لكنه لم يعترف بأي منها،ورغم ذلك يواصلون اعتقاله وتمديد توقيفه،وذكر الاسير انه في الجلسة الأخيرة طلب محاميه من المحكمة الإطلاع على ملفه السري كون معظم التهم المنسوبة اليه تتعلق بتهم مبنية على مادة سرية ترفض المخابرات إبرازها،لكنها رفضت ليدخل عاما في الاسر والاعتقال التعسفي،ويقول الأسير “أن ما لفق لي من تهم كلها غير صحيحة ، وتم تأسيس جميع التهم على أساس انني حاصل على دكتوراه في المحطات النووية وكذلك ربط موضوعه بقضية الجندي شاليط حيث كنت اتوقع أن لا تحل إلا بإخراجي من السجن ولكن هذا لم يحدث بالرغم من أن المفاوضين كانوا يعرفون أن سبب اعتقالي هو الجندي شاليط وأنه في حال لم اخرج في الصفقة فإنني لن اخرج أبدا”.

حملة لنادي الاسير

من جهة أخرى،قال الأسير ضرار لمحامي النادي ” أن سلطات الاحتلال لن تخرجه من العزل الانفرادي ولن تقبل اعلان براءته من التهم التي نسبوها له حتى وبعد انتهاء قضية شاليط ،والسبب أنهم لن يفضحوا أنفسهم بعد أن قاموا باختطافه من داخل قطار بوسط مدينة أوكرانيا وإحضاره إلى إسرائيل، لذلك دعا النادي لاثارة قضيته القانونية والصحية والضغط للافراج الفوري عنه لرفع كاهل المعاناة عن زوجته وابناءه ولانقاذه من الامراض التي تفتك به “.

محامي النادي ، اكد ان الأسير بحاجة ضرورية جدا للمتابعة الصحية ،لذلك اعلن رئيس النادي قدورة فارس عن حملة واسعة للضغط على سلطات الاحتلال لتوفير العلاج والرعاية الصحية له فورا ودون تاجيل حتى الافراج عنه ، واشار الى ان اللجنة القانونية باشرت بدراسة القضية لوضع الحلول الاسرى لحمايته وضمان حقه المشروع في الحصول على الدواء ومتابعة مسالة اعتقاله.

صحيفة القدس

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …