211 أوكرانيا

بزنس الاعتراف بالجامعات الاوكرانية

محمد العروقي / اوكرانيا اليوم / حقيقة و دون مقدمات فكرت كثيرا باختيار عنوان لتلك المقالة فلم اجد انسب مما اخترت , و بدون مقدمات و اسهابات طويلة ,سوف نتطرق لموضوع اعتراف دولنا العربية بالجامعات الاوكرانية.
ابوحسين أوكرانياكثيرا ما نسمع بالاخبار و وسائل الاعلام عن تبادل زيارات رفيعة المستوى بين مسؤولين من اوكرانيا و من الدول العربية , و في النهاية نقراء نتائج الاجتماع بان الطرفان اتفقا على تطوير التعاون فيما بينهما في مجالات البحث العلمي و الفضاء , و تبادل الكوادر ….الخ.
مقابل هذه الزيارات و التي من شانها تعميق العلاقات العلمية بين اوكرانيا و الدول العربية نجد موشحا دراسيا كل عام حول الاعتراف بالجامعات الاوكرانية , حتى يشعر الطالب بمتاهة في اي جامعة يقرا و هل مضمون استمرار الاعتراف بها من عدمه حتى نهاية فترة دراسته.
الكل يعرف ان اوكرانيا احدى ورثة الاتحاد السوفياتي السابق , وورثت عنها جامعات رصينة و بتخصصات علمية قوية تخرج كفاءات يمكن الاعتماد عليها بالمستقبل ,و ان جميع الجامعات الاوكرانية و الخاصة كذلك تعمل تحت سيطرة وزارة التعليم العالي الاوكراني , حسب مخطط علمي واضح , و ان كل قسم او تخصص باي جامعة يخضع للجان مراقبة و فحص كل عام لاعطاءه التصريح بالاستمرار من عدمه.

مقابل ذلك نجد ان دولا عربية لا تعترف بالدراسة في اوكرانيا نهائيا .

كمان نجد ان بعض الدول العربية تعترف بالدراسة في اوكرانيا حتى درجة البكالوريس فقط.

و هناك دولا عربية تعترف بالدراسة باوكرانيا ان كانت فقط بالروسية او الاوكرانية.

من هذا المنطلق نتسائل لماذا كل هذا؟ و على اي اساس تم بناء ذلك و اتخاذ القرار حتى نجيب عن هذا التسائل علينا تحليل بعض الامور واقعيا كالتالي:

– الامر الاول : عندما ياتي مسؤول كبير من دولة عربية لزيارة اوكرانيا ، لاترغب بالاعتراف بالدراسة في اوكرانيا , كيف لهذا المسؤول ان يقرر و كيف عليه ان يعرف ، قد يكون هذا المسؤول ليس تكنوقراطيا من الاساس و انما اصبح مسؤولا بفضل حزبه و انتمائه و ليس له علاقة بالتعليم من اصله , فزيارة المسؤول غالبا ماتكون بروتوكولية لمقابلة كبار المسؤولين مثله يتناول من خلالها اشهى انواع الطعام و الشيكولاته و يتبادل الهدايا التذكارية , لم اجد هذا المسؤول خلال زيارته , اغلق ع نفسه باب غرفة الفندق الذي نزل به و معه مساعديه , لدراسة التقارير حول الجامعات الاوكرانية , او كلف نفسه بزيارة بعض الجامعات , مع ان زيارة معظم الجامعات يتحاج لشهر او اكثر , و اكثر مايفعله ذلك المسؤول هو احالة الموضوع و تشكيل لجنة , و اللجنة تشكل لجنة اقل منها , و هكذا , و بالنهاية ياتي الموضوع عند الموظف الصغير الذي ينتظر الراتب اخر الشهر بفارغ الصبر و لا تفرق معاه معترف بها او غير معترف بها , فترفع التوصيات حسب الرغبات.

الامر الثاني: هناك نسبة كبيرة من طلاب بعض الدول العربية يدرسون بنظام الانتساب باحدى الدول العربية و عددهم بالمئات فقط سجل و ادفع الرسوم و تعال وقت الامتحان و بفلوسك تنحل كل الامور , فلماذا لا يتم تدارس هذا الموضوع ؟ المصيبة الاكبر ان هناك جامعات في امريكا و اروبا ينتسب اليها الطالب عن طريق الانترنت و ياخد المساقات التعليمية عن طريق الانترنت , و ترسل اليه الامتحانات عن طريق الانترنت و ينجح عن طريق الانترنت و ياخد لقب دكتور عن طريق الانترنت و تملا التهاني الصحف و الجرائد فهل هذا يعقل ؟, ام انه تخرج من دولة اموالنا و نفطنا و مقدراتنا حلال عليها فيجب الاعتراف بكل شيئ ياتي منها.

الامثلة كثيرة جدا و تحتاج لاكثر من مقال لتوضيحها و لكني اعتقد جازما , ان هناك من هو مستفيد ماديا وراء تلك القضية , من هو مستفيد من توجيه الطالب للدراسة بتلك الدولة دون الاخرى ، بل الامر وصل اكثر استخفافا من وزارات التعليم العالي بدولنا العربية , لتحديد اسماء الجامعات التي يجب الدراسة بها عن غيرها ، و الله يستر ما يحددوا لنا بعد بضع سنوات اسماء المدرسين التي يجب الدراسة عندهم ،فالامر واضح هناك بزنس وراء تلك الامور.
لماذا لا نترك الطالب بان يدرس اينما يريد و كيفما يريد و عند الانتهاء من الدراسة و عودة الطالب لوطنه , يمكن اخضاعه الى امتحان المعادلة ,او امتحان مزاولة المهنة , او اي نوع من الاختبارات التي يتم من خلالها التاكد من انه يستطيع مزاولة مهنته . و لكن كيف سيستفيد و قتها من استغل الحجر و الشجر و البشر؟

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …