أوكرانيا اليوم / وكالاتت/ فيينا/ منحت قيادة شرطة فيينا شابًا فلسطينيا وسام (نيشان) الشرطة الذهبي تقديرًا لشجاعته وإنقاذ حياة ضابط نمساوي، في أعقاب وقوع الهجوم الإرهابي قرب كنيس يهودي وسط العاصمة فيينا.
ونشر الفلسطيني خالد جودة،(23 عاما) عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، منشورًا يقول فيه “قيادة شرطة فيينا تمنح ابني أسامة نيشان الشرطة الذهبي؛ تقديرًا لشجاعته في إنقاذ حياة ضابط نمساوي في الهجوم الإرهابي الليلة الماضية. حفظك الله ولدي، وشكرًا النمسا”.
جودة الذي غادر مدينة جباليا في قطاع غزة وهو في عامه الرابع عشر، عايش وجعا وإرهابا مختلفا ومنظما منذ نعومة أظفاره، وهو إرهاب دولة الاحتلال بحق أبناء شعبه، التي أوغلت قتلا وظلما وحصارا.
شكلت هذه الذكريات القاسية والمؤلمة دافعا إنسانيا وفطريا لديه، أن يكون في مواجهة إرهاب من نوع آخر يستهدف الآمنين في شوارع العاصمة فيينا، ليؤكد للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني يصنع الحياة، وهو نقيض الإرهاب والقتل، فمن تجرع الوجع والظلم لا يقبله لأحد.
وقال جودة، إن قيادة شرطة فيينا منحته نيشان الشرطة الذهبي تقديرا لشجاعته في إنقاذ حياة الضابط في الهجوم الإرهابي وسط فيينا، مضيفا أنه يعتز بهذا التكريم، ومؤكدا أن ما قام به يعكس القيم الدينية والثقافية والإنسانية التي تربى عليها الشعب الفلسطيني.
وعن حيثيات الحدث، أوضح جودة أنه يعمل مساعدا لمدير مركز ماكدونالدز في العاصمة فيينا، وبينما كان في الخارج هو وزميله، تفاجأ بوجود مسلح يطلق النار باتجاههما من بندقية كلاشينكوف، فانبطحا أرضا، وحضر رجلا شرطة وأبلغهما عن مطلق النار، وسار معهما لإرشادهما إلى مكانه.
وتابع أنه خلال المسير أطلق المسلح الرصاص باتجاههم فأصيب شرطي وسقط عليه، وقام بالمساعدة في إسعافه بينما قام الشرطي الآخر بالتغطية عليهما، إلى أن وصلت مركبات الإسعاف والتعزيزات الأمنية .
وأكد أنه “من المهم أن يعرف الجميع أنني فلسطيني من جباليا، وأنا افتخر أنني فلسطيني، ورأيت هذه المشاهد والحالات في الحروب على قطاع غزة، ولا بد من أن يعرف الجميع من هو الفلسطيني”.
والد أسامة الذي غادر قطاع غزة عام 2010، أبدى اعتزازه بما قام به نجله، وقال:” غادرت قطاع غزة عام 2010 للدراسة في أوكرانيا ومن ثم انتقلت إلى فيينا، وفي عام 2012 التحقت عائلتي بي، ولدي تسعة أبناء، ستة ذكور وثلاث إناث”.
وأضاف: ” كانت الحياة صعبة في البداية، واستطعنا خلال فترة وجيزة أن نتخطى صعوبات الحياة، وبدأ ابنائي بالاندماج في المجتمع والتحقوا بمعاهد وتخرجوا منها، والتحقوا بسوق العمل كما هو حال أسامة الذي حصل على شهادة دبلوم كهرباء”.
وتابع الوالد: “أسامة عاش طفولة قاسية في قطاع غزة، وشهد حروبا ومجازر، واستشهد أناس من أقاربنا، ورأى الظلم بعينه، وما قام به من مساعدة وإسناد للشرطة ما هو إلا نتاج ثقافة تربينا عليها، فهي من عاداتنا وتقاليدنا وديننا وأخلاقنا”.
أسامة الذي لا تغيب فلسطين عن باله لحظة، قال: “نحن كشعب فلسطيني محب للسلام، وننبذ الإرهاب مهما كان شكله ومصدره، وهذا الشعب يستحق أن تكون له دولة تعترف بها دول العالم”.