غزة / خاص أسوار / تقرير ناصر أبو عيدة :
باتت فلسطين تستقطب أنظار العالم أجمع صوبها, لاسيما في ظل القضايا الوطنية والإنسانية والاقتصادية التي تعصف بها منذ سنين, وأصبح دور الفنانين الفلسطينيين بارزاً في تجسيد معاناة بلدهم وأهلهم عبر لوحات فنية مُعبرة, لكن هذا الفن لم يُحاصر بحدود فلسطين فحسب, فأضحى آلة تشكيلية مُقاومة تدافع عن القضية الفلسطينية وتراثها العريق في شتى المحافل الدولية.
الشاب محمد المدهون فنان تشكيلي فلسطيني من مدينة غزة, يحمل رسالة للعالم بأن فلسطين تتميز بوجوه متنوعه للحياة والجمال , حصل على منحة فنية مؤخرا لنقل الواقع الفلسطيني عبر لوحاته الفنية للعالم أجمع في باريس.
أسوار برس تحدثت مع المدهون عبر الانترنت وهو متواجد في باريس, وقال: “جاءتني منحة من عدد من المؤسسات : مؤسسة عبد المحسن القطان, ومؤسسة التعاون الدولي في القدس, والقنصلية الفرنسية في القدس ووزارة الثقافة برام الله, واختارتني لجنة خاصة من ضمن الفنانين الفلسطينيين للذهاب لفرنسا, وذلك للاضطلاع على تجارب فنيه عالميه تضيف ايجابيا الى تجربتي.
ويضيف: “فور وصولي فرنسا شاهدت عددا ضخما من المعالم الأثرية فائقة الجمال في باريس ، هذا الجمال الذي يحفز الحس الفني لدى كل فنان ، وكنت قد بدأت قبل وصولي لباريس باجراء بحث مطول حول العمران القديم في القطاع ، ولدى وصولي باريس باشرت برسم لوحات فنية ترصد مجموعة من المشاهد العمرانية الغزيه المرتبطة بمراحل تاريخية منوعه تقدم وجه جديد-قديم لغزه يعبر عن جمالية تراثنا العريق.
وأوضح الفنان المدهون أنه وبعد مجهود كبير نجح بتجهيز لوحات فنية تستعرض مشاهد عمرانية فلسطينية ؛ ليتم عرضها في معرض دولي في باريس, حيث أطلق على أعماله عنوان “عبق التراب” والذي أهداه لأطفال غزة المحاصرين والذين كانوا الأكثر شهداءً في حرب الأيام الثمانية الأخيرة على قطاع غزة وتجسد هذا الاهداء بالبوستر الافتتاحي للمعرض والذي قدم قسوة وقتامة العمران الذي دمره العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وعن اختياره لهذا العنوان, قال ل أسوار : “عبق التراب يعني الأرض النقية التي صُنعت منها حضارة فلسطين, وهي تعتبر خامة من الطين والكركار والرمل, تكونت منذ عصور سابقة لآلاف السنين, ومنها الحضارات الرومانية والإغريقية والبيزنطية والإسلامية التي مرت ببلادنا.
ويضيف: “حاولت ربط الحضارة الفلسطينية بالفرنسية من خلال معرضي, فاقامة المعرض بالقرب من أكبر معالم باريس التاريخية كمتحف اللوفر وبرج إيفل ونهر السين والعديد من المعالم التاريخية الأخرى قدم تقاربا تراثيا بين بلدين مختلفين لكن حضارتيهما عريقتين.
وذكر المدهون أن رئيس مدينة الفنون الدولية “ييف لانجليه” والعديد من الشخصيات البارزة في فرنسا كانت من بين رواد المعرض, حيث أبدوا إعجابهم بالاعمال المعروضه ، وبدؤوا نقاشا مطولا مرتبطا بالتراث وصولا الى الوضع السياسي في غزة اليوم ، كما عبروا عن شديد أسفهم لما رأوه من قتل وتدمير خلال الحرب الأخيرة على غزة.
من جهة أخرى , أُعجِب الفنان الفرنسي العالمي عبد الرازق عكاشة رئيس صالون الخريف بفرنسا بأعمال الفنان الفلسطيني التي تعبر عن حقيقة شعبه , حيث رأى من خلال لوحاته الفنية أن غزة بحضارتها موجودة بباريس لتحاورها وتتماثل مع جمالياتها.
وعبر هذا المعرض الذي حمل اسم “عبق التراب”, نجح الفنان الفلسطيني محمد المدهون في ايصال رسالته ورسالة كل الشعب الفلسطيني للعالم في أضخم مؤسسة دولية في العالم وهي مدينة الفنون الدولية بباريس, التي تحتضن الفنانين من جميع المجالات الثقافية العالمية.
والجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي محمد المدهون قام بعدة زيارات فنية , وجهت له دعوات من عدة دول أجنبية وعربية.