الاعلامي مهند عبيد- لبنان/ الربيع الحقيقي في فلسطين الان.. الشعب يريد الحرية فلسطين.. كل فلسطين تنتفض… من البحر الى البحر… ما عادت غزة وحدها تنزف الدم… الجميع، في الضفة والقدس وغزة الان ثائرون… ما عاد بامكان اهالي الضفة تحمل مشهد سقوط الشهيد تلو الشهيد في غزة. ما عاد بامكان اهالي القدس السكوت على مناظر الذبح اليومي بحق اهالي غزة. ترى ما سبب هذا الانفجار؟ هل هو اندفاع عاطفي حرك الناس في الضفة والداخل؟ الحقيقة ان جميع المبادرات سقطت حتى الان… فلا حديث عن هدنة جديدة قادمة من شرق وشمال وفلسطين. ولا كلام عن ورقة جديدة من غربها. الكل يتمسك بموقفه. ارض الكنانة ترى في تنازلها لصالح اي مبادرة اخرى يعني التنازل لخصومها في قطر وتركيا. فكيف تتنازل وهي الاولى بالجار الغزي وعمقه الاستراتيجي ومفتاح الحل والربط في هذا القطاع. كيف تتراجع وتعطي فرصة لحلفاء الاخوان المسلمين بتسجيل نقاط عليها. تركيا وقطر يرون انهم الاقوى في الميدان، فحماس اليوم هي معهما في الخط السياسي وبيدها قوة النار القادر على اسقاط اي مبادرة ليست فيها بصماتيهما. وحتى حلفاء اسرائيل وعلى راسهم الولايات المتحدة تبدو غير قادرة على احداث اختراق في ظل هذا الانقسام. تكتفي فقط باعطاء الشرعية لاسرائيل في استمرار عدوانها على القطاع. مصادر مطلعة تقول ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الموجود في القاهرة جل ما يحاول التوصل اليه الان هو التوصل الى هدنة قصيرة الامد لا تتعدى اصابع اليد الواحدة. وهو يجري اتصالاته مع جميع الدول المذكورة اعلاه لهذه الغاية. وفي حال فشله – تقول المصادر- فانه سيغادر المنطقة سريعا، بما يعني اعلان فشل مساعيه للتهدئة. قرأ محمود عباس المشهد جيد، هو ضمنيا قطعا مع المبادرة المصرية. فمن غير الوارد ان يكون على الضفة المعارضة لمصر. تريث بداية، ظن ان حماس لن تصمد طويلا امام الحمم الاسرائيلية. صمدت حماس، لا بل وجهت الضربات الموجعة لاسرائيل واحرجتها بعد اسر الجندي الاسرائيلي. وجد عباس ان الاستمرار خارج المضمار سيعجله خارج اللعبة السياسة. يعلم ايضا ان الشارع في الضفة مهيأ للانفجار. فأعطى الاشارة لافلات الشارع في الضفة. اليست الاية القرآنية الكريمة: “أُذن للّذين يُقاتَلون بأنّهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير”. التي قالها في خطابه الاخير اشارة واضحة لافلات الشارع من عقاله؟ ماذا يعني ايضا حديث القيادي في فتح توفيق الطيرواي عن ضرورة دخول الضفة في انتفاضة مسلحة؟ زمن طويل مرّ قبل ان نسمع قادة فتح يتحدث عن السلاح. دخول الضفة على خط المواجهة سيعيد خلط الاوراق من جديد، التحرك الان مازال في بداية. اسرائيل لن تقبل بانتفاضة ثالثة. وعباس هذا ما يريده تحديدا. يريد ان تطرق اسرائيل ابوابه لايجاد مخرج. جميع المصادر تؤكد ان خالد مشعل قال لعباس خلال اللقاء الاخير ان حركته مستعدة لاعطاء السلطة الضوء الاخضر لاستلام زمام المفاوضات شريطة تبني مواقفها وهي فك الحصار البري والبحري، فتح المعابر، اطلاق سراح الاسرى في السجون الاسرائيلية. ترى هل وافق عباس على طرح حماس؟ ام له غايات اخرى؟