%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF أوكرانيا

اوكرانيا وخارطة الاحزاب السياسية 2-2

دراسة سيسيولوجية علمية للأحزاب الاوكرانية الحالية… الجزاء الثاني  

خالد أوكرانياد.خالد ممدوح العزي ./ في الجزاء الاول لقد استعرضنا  سبع احزاب اوكرانية ذات القدرة العالية والفاعلية في الحياة السياسية الاوكرانية،  اضافة الى تمثيلها الفاعل في البرلمان الاوكراني الذي تم انتخابه عام 2012 ونتابع في الجزء الثاني من هذه الدراسة التي نكمل فيها استعراضنا لباقي الاحزاب التي  لا تقل اهمية  عن الاخرى في الحياة السياسية الاوكرانية .

ولكن مع ظهور الاحتجاجات الاخيرة  في ساحة الميدان كان بروز الحزبان القويان في تمثيل وتسجد قوة المعارضة .حزب الوطن  اذي تتزعمه الرئيسة السابقة يوليا تيموشنكو الذي تمضي فترتها القضائية في السجن والذي اشرن الى حزبها في القسم الاول من الدراسة .

والحزب الثاني هو حزب الضربة الذي يتزعمه المصارع الاوكراني فيتالي كلوشكو والذي سنستعرضه في هذا الجزء،وقد حاول الغرب ابرازه كشخصية اوكرانية قريبة من الغرب ،ربما في محاولة جديدة لتعويم دوره السياسي كبديل لتيموشنكو واستعداد لخوض الانتخابات الرئيسية القادمة ،في محاولة غربية لإيجاد شخصية اوكرانية تجسد طموح الغرب والتواصل الى ايصال رئيس للدولة ضعيف كما حال كلوشكو  .

8-حزب الشعب الأوكراني: هذا الحزب بتزعمه فلاديمير ليتفين رئيس البرلمان السابق لقد غادر هذا الحزب التوجه الاشتراكي ويلعب دور القوة الثالثة في حسم التوجهات بين الأزرق والبرتقالي يمثل الحزب في البرلمان في قوة تسمى مجموعة ليتفين،أضحى الخصم الحقيقي للحزب الاشتراكي يتميز هذا الحزب بإجادة فن الدبلوماسية في إدارة المعركة.

9- الحزب التقدمي الاشتراكي : تأسس هذا الحزب في العام 1996 يرأسه “نتاليا فترينكا”، حزب يساري متطرف راديكالي يروج لفكرة إعادة انبعاث الاتحاد بين روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء الجمهوريات السلافية الثلاث ،يمارس سياسة في أوكرانيا ضد إي حلف سياسي أوكراني يحاول التقرب من الغرب والانضواء في اي حلف مع حلف الأطلسي وينتقد اي محاولة للحلف في التمدد إلى دولة أوكرانيا .يعمل دائما على إبعاده من الندوة البرلمانية جماهيره تمتد في الجنوب الشرق والجنوبي لأوكرانيا.

10-حزب الحرية : تأسس في العام 1995 يتزعمه “اوليغ تينابوك” ،يمثل الحزب توجه متطرف في القومية الأوكرانية من خلال برامج تجبر أوكرانيا على الوقوف أمامها من خلال الحرية والحب حب الوطن والانتماء مما ساعده بالوصول إلى الندوة البرلمانية عام 2012.

11-حزب أوكرانيا إلى الإمام :تأسس هذا الحزب عام 2011 وتتزعمه “نتاليا كرالوفسكيا” هو حزب وريث للحزب الاشتراكي الأوكراني التي انضوى في حزب أوكرانيا إلى الإمام مع حزب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يعتبر من أقدم أحزاب أوكرانيا قبل الثورة الشيوعية ،وحزب من تبقى من حلف يوليا تمشنكو الذي أسس 1998، وحزب الحركة المدنية إلى الإمام نتاليا كرالوفسكيا لتشكل هذه المجموعة حزب أوكرانيا إلى الإمام.

 12- حزب الضربة هو حزب تأسس في العام 2010 ، بزعامة البطل الملاكم “فيتالي كليتشكو” هو حزب مؤلف من حزب المجموعة والتحالف الديمقراطي الأوكراني الذي تأسس عام 2005 أثناء الثورة البرتقالية ولكن في العام 2010 تم تغير اسم الحزب وتولى القيادة الجديدة الرياضي العالمي كليشكو لاكتساب زخما شعبيا أكثر في المرحلة القادمة .يهدف الحزب للدفاع عن القيم الاجتماعية والسياسية الأوروبية يعمل الحزب على طرح سياسة التغيير في القانون والدستور والانتخابات وبناء الأحزاب التي لم تساعد هؤلاء القوميون من السيطرة على الدولة بظل قوانين هم صاغوها في العام 2005.

 تركيبة الحياة السياسية الاوكرانية :

تعتبر تركيبة الأحزاب الحالية هي تركيبة مركبة من مجموعة أحزاب سببها الضم والتحالف فيما بينهم لأجل الوصول إلى النسبة المحددة للتمكن من الوصول إلى الندوة البرلمانية وهذه الأحزاب في اغلبها كانت قوة موحدة قادت الثورة البرتقالية واعتمدت على الدعم الغربي في إدخال أوكرانيا قي الحلف الأوروبي الذي كان يتم على حساب أوروبا الصاعدة التي تحاول أمريكا بناء حلفا مؤيدا لها معاديا لروسيا مدعومة من أموال أوروبا الصاعدة لأضاعف عملتها وقدراتها الاقتصادية من خلال تحمل أعباء الشعوب الخارجة من فلك الاتحاد السوفياتي وتحالف حلف وارسو المنهار وتركز ثقل هذا الحزب في العاصمة كييف .

 

اوكرانيا واتفاقية الشراكة المشرقية :

 أوكرانيا وقادتها الجدد قادوا هذا الحمل بظل مشاكل أوكرانيا الاقتصادية والاجتماعية التي لم تستطع قيادتها السابقة من حلها وفي معالجتها فكان التوجه نحو الغرب من خلال الوصول لمكاسب شخصية لصالح هؤلاء القادة الجدد .لكن الغريب بان أهل الغرب والقيادة من أوكرانيا الغربية هي التي كانت متحمسة لهذا المشروع وعارضته المناطق الجنوبية الشرقية .مما دفع بالخلاف إلى تحويله إلى صراع مذهبي بين الكاثوليك والأرثوذكس فكانت أوكرانيا أمام خيار الانقسام ولكن الذي منع الغرب هو مكان أوكرانيا الغربية الفقيرة والتي سوف تشكل عبأ على الغرب الأوروبي ،فالجنوب هو الغني وبالتالي هؤلاء يؤيدون روسيا تاريخيا . فالمشكلة بان روسيا تستخدم أوكرانيا في صراعها مع الغرب ولا تزال اللهجة الروسية مع أوكرانيا فوقيه دون تقديم إي عروض تساعد أوكرانيا وتجذبها نحوها.فهذا الشعور والاستفزاز الدائم يزعج أوكرانيا وطبعا اوكرانيا لها مشاكل كثيرة جدا تحاول روسيا ان تفرض عليها حصارا اقتصاديا يبتدئ بالغاز مرورا بالعمالة والمواد الغذائية مما يثير الشعور القومي لدى أحزاب كثيرة تحاول ان تلعب علبه. الغرب لا يريد أوكرانيا قوية كدولة مستقلة ولا يحاول ان يخرب علاقته مع روسيا من اجل أوكرانيا وتحمل اعباءها ومشاكلها التي تركتها دول أخرى كصربيا وبلغاريا ورومانيا التي تدفع ثمنها أوروبا وتبتعد عنها أمريكا وبالتالي استخدام هذه الدول الصاعدة في أوروبا الجديدة بوجه أوروبا العجوز والدليل بولندا التي تأخذ أوامرها من واشنطن وليس بركس فمثلا أمريكا استخدمت بولندا عائق أساسي بوجه روسيا في عدم الموافقة للدخول في منظمة التجارة العالمية هي وجورجيا ريثما أعطت واشنطن الموافقة بعد 18 سنة من الإعاقة المطلقة .

الغرب تخلى عن اوكرانيا :

أوروبا والغرب لا يريدون أوكرانيا سوى ممرا إجباريا لمحاصرة روسيا واقتصادها الفعلي ،وبالتالي لا تقدم إي عرض فعلي لأوكرانيا يؤكد رغبتهم في إدخال أوكرانيا إلى البيت الأوروبي أو إلى الحلف الأطلسي . من غير المؤكد بان أوروبا سوف تذهب إلى الغرب وبالتالي هي ليست بعيدة عنه ،ولكن سوف تدخل أوكرانيا مجبرة الى الاتحاد الاقتصادي وحلف روسيا بسبب اماني روسيا الاقتصادية والسياسية .وبسبب ضعف المعارضة واختلاط الأجندات التي تحملها بين الغرب وأوروبا وتحديدا أوروبا وهذا التوجه أدى إلى فشل وانهيار المعارضة التي وصلت إلى الحكم ،فالوجهة الأوروبية لا تزال مسيطرة وقوية ممثلة بالوزيرة “يوليا تيومشينكو التي لم يستطع الغرب من فعل اي شيء في محاكمتها السياسية

 . أما المعارضة الأمريكية لقد فشلت نهائيا بانهيار تحالف المعارضة وحزب أوكرانيا بيتنا الذي يتزعمه الرئيس “فيكتور يوشنكو “المدعوم من أمريكا .لكن الحزب الحاكم لا يزال بعيدا عن روسيا بالرغم من تحالفه العميق معها لان روسيا لا تفكر بتحالفات وإنما في إدارة مصالح شركات وليس دول ذات سيادة ،فالأكثرية الأوكرانية سوف تخرج من عباءة الرئيس الحالي لتأسس لحلف قوي مع روسيا يعتمد على الاستقلال والسيادة وعدم التبعية من خلال مصالح مشتركة،لان هذه المنطقة منطقة روسيا ونفوذها التاريخي منذ تأسيس دولى “كييفسك روسيا “منذ أكثر من 1000 سنة والتي تعمد هذا الحلف باعتناق المسيحية لهذه الدولة المشتركة.

فالمظاهرات التي تسيطر على المشهد الاوكراني وتعم الساحات هي نتيجة اخطاء كبيرة  ترتكبها الدولة بحق الشعب الاوكراني  المتململ من سياسة القادة .

فالشعب الذي قام بالتغير عام 1991 ضد الامبراطورية السوفياتية يجد نفسه في كافة الجمهوريات السوفياتية بما فيها اوكرانيا بأنه استبدل دكتاتورية كبيرة بدكتاتوريات صغيرة كان ثورته ذهبت مع الرياح لذلك نرى بان الأوكران يخرجون بالتظاهر اليوم وغدا وستنتقل العدوى الى كافة الجمهوريات التي تشارك شعب  اوكراني نفس المصير والهموم .

الجزء الاول

كاتب وباحث اعلامي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث .

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …