أوكرانيا اليوم / كييف / تواجه اوكرانيا أزمة سياسية جديدة في أعقاب تمرير الأغلبية البرلمانية الموالية للحكومة لقانون يقضي بتوسيع دور لغات أبناء الأقاليم الاوكرانية، ولا سيما اللغة الروسية. وأثار تبني القانون المثير للجدل استياء المعارضة التي دعت انصارها للخروج الى الشوارع.
وبلغت المواجهة بين مؤيدي ومعارضي القانون ذروتها مع تحذير الرئيس الاوكراني فكتور يانوكوفيتش من انه سيعلن التوجه لانتخابات تشريعية مبكرة في حالة عدم تسوية الاوضاع حول ملف اللغة الروسية.
وكان البرلمان أقر القانون “حول مبادئ اعتماد اللغات” في بداية جلسته التي عقدت الثلاثاء 3 يوليو/تموز، في غياب العديد من نواب المعارضة والذين بدأوا بالتوافد للمشاركة في التصويت على مسودة القانون.
وتقتضي الوثيقة التي وضعها الحزب الحاكم بالحفاظ على الصفة الرسمية للغة الاوكرانية، مع منح صفة “لغة أبناء الاقاليم” للغات التي ينطق بها وتعتبرها لغتهم الأم نسبة ما لا يقل عن 10 % من السكان القاطنين في منطقة واحدة. وتعتقد كتلتا “اوكرانيا لنا – الدفاع الذاتي و”تكتل يوليا تيموشينكو” المعارضتان في البرلمان بأن وضع القانون حيز التنفيذ سيؤدي الى تحويل اللغة الروسية في الواقع الى اللغة الرسمية الثانية، حيث ينطق بها أكثر من 10 % من المواطنين في 13 كيانا اوكرانيا من أصل 27.
وبعد أن فشلت المعارضة في منع الأغلبية البرلمانية من تبني القانون، قررت نقل المعركة دفاعا عن اللغة الاوكرانية الى الشارع، غير انها لم تتمكن من حشد الكثيرين، حيث تجمع حوالي ثلاثة آلاف شخص فقط أمام “دار اوكرانيا” في الساحة الاوروبية بالعاصة كييف مساء الثلاثاء انتظارا لوصول الرئيس الاوكراني فكتور يانوكوفيتش لعقد مؤتمر صحفي. ورفض المدافعون عن اللغة الاوكرانية مغادرة الساحة طوال ساعات الليل، فقد فرض زهاء 5 آلاف من عناصر الوحدة الخاصة للقوات الاوكرانية طوقا أمنيا حول المكان. وافادت التقارير الصحفية بوقوع اشتباكات بين الناشطين وعناصر الامن الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع ضد المعارضين.
هذا وعقد يانوكوفيتش الاربعاء 4 يوليو/تموز لقاء مغلقا مع زعماء الكتل البرلمانية في غياب رئيس البرلمان الذي رفض الحضور. وألمح يانوكوفيتش الى انه لا ينوي اعطاء اية تنازلات للمعارضة وايجاد حل وسط للقضية، مشيرا الى احتمال اعلان انتخابات تشريعية مبكرة في حالة “عدم تهدئة الاوضاع” في البرلمان. أاضاف انه لا يجب اللجوء الى هذا الخيار الا بعد استنفاد الوسائل الاخرى، داعيا النواب الى اجراء المشاورات لايجاد حل مقبول للجميع.
وتجدر الاشارة الى ان البرلمان الاوكراني بتشكيلته الحالية لا يبقى امامه الا عدة أشهر من العمل، حيث من المقرر اجراء الانتخابات التشريعية في اوكرانيا في 28 اكتوبر/تشرين الاول من العام الجاري.