هادي جلو مرعي / كانت الظروف مختلفة والأمريكيون محبطون من إداء إقتصادي سيء في حين يتمتع الأغنياء بفرص أكبر للحصول على مكاسب ، وسمعة واشنطن في الحضيض ، وقيادة البيت الأبيض ليست أكثر من مجموعة أشخاص متطرفين يفكرون في خدمة إسرائيل وإحتلال بقية العالم بعد إجتياح أفغانستان ثم العراق وسقوط عشرات آلاف المدنيين بفعل القصف العنيف والأسلحة الفتاكة عدا عن الجنود الأمريكيين الذين يسقطون في الميدان ولا يجد ذووهم إجابة جمهورية شافية عن مبررات بقائهم في مناطق تكثر فيها أسباب الموت والخسارات ودون أمل في مكاسب حقيقة ، مع إفتقاد لسياسات واضحة تنهي الجدل المحتدم في أوساط سياسية وعسكرية ومشرعين عن جدوى الإستمرار في حروب تستنزف الإقتصاد وتعرض البلاد الى المزيد من النكسات والضعف.
في تلك المرحلة وقد مضت سنوات على الوجود المر في العراق كانت الدعاية المضادة للحزب الجمهوري هي الأكثر أثراً في نفوس المواطنين ، وبدا في حينه إن الشعب الأمريكي ناقم من سياسات الرئيس الأخرق جورج بوش وصار أكثر إستعداداً لتقبل فكرة التغيير حتى لو جاء بها زنجي من قرية في كينيا لكنه يحمل صفات وميزات الرئيس الأمريكي المقبل.
كان مرشح الحزب الديمقراطي هو الرئيس الحالي باراك أوباما وينافسه الجمهوري جون ماكين الذي لم يستطع إقناع الفئات المتضررة والناقمة إنه قد إنسلخ من سياسات بوش وإنه يمتلك رؤية مغايرة ومثلما عاقب الأمريكيون بوش الأب وصوتوا لبيل كلنتون فانهم وبحماسة أكبر صوتوا لمرشح ديمقراطي آخر هو آوباما.
كانت أمريكا متحمسة لكن حلفاء حول العالم كانوا قلقين للغاية فقد تعودوا سياسة واشنطن التي جعلتهم في وضع مريح في مواجهة التحديات ولم يكونوا مستعدين لتقبل مرشح جديد لا يعرفون عنه الكثير ولو عرفوا لما كانوا قلقين أبداً عندما عرفوا أن مرشح الديمقراطيين هو القادم الجديد أصيبوا بالإرتباك الذي سرعان ما بررته سلوكيات الإدارة البيضاوية في تعاطيها مع ملفات مختلفة موروثة عن الإدارة السابقة بدت وكأنها مكافأة لبوش الإبن.
في الإنتخابات الحالية يرتكب المرشح الجمهوري ميت رومني الأخطاء تلو الأخطاء ثم سرعان ما يعلن تقدم أوباما في إستطلاعات الرأي العام قبيل إجراء الإنتخابات الرئاسية ما يشير الى فوزسيحققه الرئيس الحالي الذي سيواصل عمله لأربع سنين قادمة تبدو فيها التحديات التي ستواجه واشنطن خلالها أكبر من كل ما واجهته خلال القرن الماضي وربما ستدخل في حرب كونيه شاملة من أجل المصالح والنفوذ والسيطرة على العالم الذي قررت إدارته منفردة عن بقية الشركاء في نادي العظماء الشرسين..