اليوم السابع : قطر تتوجه لـ”أوكرانيا” لوقف نزيف خسائر خطوطها الجوية..و النتيجة إستياء شعبي أوكراني
14 أغسطس, 2017
أخبار أوكرانيا, الأخبار, مال و اعمال
أوكرانيا اليوم / كييف/ فى الوقت الذى تتكبد فيه شركة الخطوط الجوية القطرية، خسائر تقدر بملايين الدولارات، بعدما تحول مطارات الإمارة الخليجية الصغيرة، وفى مقدمتها مطار حمد الدولى لموانئ جوية خاوية تبحث عن مسافرين بعد قرار المقاطعة العربية، استغلت الدوحة أزمات بعض دول أوروبا الشرقية المالية للسيطرة على أسواقها الجوية واستنزافها مما يحقق مصالحها ووقف نزيف خسائرها.وذكرت مصادر أوكرانية رفيعة المستوى لـ”اليوم السابع” أن شركة الطيران القطرية جاءت إلى أوكرانيا كشركة طيران منخفضة التكاليف، وقبلت الحكومة بعرضها، بسبب العرض المالى المغرى الذى تقدمت به والذى لم تعلن السلطات حتى الآن قيمته الحقيقة للرأى العام.وأوضحت المصادر، التى رفضت كشف اسمها، أنه قبل بضعة أشهر، أبرمت أوكرانيا عقد مع شركة الطيران الايرلندية، ذات الاسعار المنخفضة والمميزة، وكان من المقرر أن تبدأ الرحلات الأولى فى بداية سبتمبر المقبل، وقد اشترى عدد كبير من الأوكرانيين بالفعل تذاكر بملايين الدولارات وفجأة أنهت السلطات الأوكرانية العقد مع “ريان آير” وقعت العقد مع شركات الطيران القطرية، وهو ما أثار استياء الأوكرانيين بشدة.
وأشارت المصادر بنبرة استياء، إلى أن أوكرانيا بلد يعد فقيرا جدا بالمقارنة ببقية دول أوروبا الشرقية، ولا شك أن السلطات فى العاصمة كييف قبلوا بعرض القطريين بسبب الأموال الضخمة التى تم عرضها عليهم.
وأعلنت الخطوط الجویة القطریة، مؤخرا، على موقعها الإلكترونى، أنھا ستطلق رحلاتھا المباشرة إلى العاصمة الأوكرانیة كییف بواقع 7 رحلات أسبوعیا، وذلك ابتداء من 28 أغسطس الجارى.وأضافت الشركة القطرية، التى تعانى من خسائر فادحة بسبب مقاطعة “الرباعى العربى” – مصر والسعودية والإمارات والبحرين – وإغلاق الحدود البحرية والجوية والبرية معها، بسبب دعم سلطات بلادها للإرهاب فى المنطقة العربية، فى بيان لها إن تدشین الرحلات الجدیدة إلى العاصمة الأوكرانیة یعد جزءا من خطط التوسع العالمیة للقطریة فى أوروبا الشرقیة، على حد قولها.وأوضحت الشركة التى يديرها رجل الأعمال القطرى أكبر الباكر، الإيرانى الأصل، واقرب المقربين من تميم بن حمد آل ثانى، أمير قطر، أنها ستطلق رحلاتھا فى الصيف من كييف إلى مقدونیا والتشیك والبوسنة والھرسك وغيرها من الدول الأوربية.وقالت الشركة التى تلقت ضربة اقتصادية هائلة، إن إطلاق الرحلات الجدیدة إلى كییف یتزامن مع خطط الشركة الطموحة لتسریع وتیرة توسع شبكتھا على مستوى العالم، معربة عن تطلعھا إلى إضافة مزید من الوجھات إلى شبكتھا المتنامیة بھدف تحسین عملیة السفر للعملاء، على حد زعمها.
وكانت قد ذكرت تقارير غربية فى الفترة السابقة، أنه يتحتم على قطر أمام إغلاق بعض الدول العربية مجالها الجوى أمامها، ايجاد منفذ لطائراتها للتمكن من الوصول إلى العالم الخارجى وخاصة القارة الأوروبية.
وقال خبراء مختصين فى الملاحة الجوية، أن المسار الأول يتمثل فى التحليق فوق إيران ثم العراق ثم الأردن وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم الوصول إلى مختلف الوجهات بعيداً عن الخليج العربى ومصر وليبيا، أما المنفذ الثانى فيستوجب المرور أيضا عبر إيران ثم تركيا ومنها إلى مختلف دول الاتحاد الأوروبى.
وأوضح الخبراء أن هذه المسارات أدت إلى ارتفاع تكاليف السفر بسبب المسافات الأطوال و الضرائب المختلفة التى ستفرض على الطائرات القطرية و سيلقى بضلاله على الملايين من المسافرين، حيث تعتبر الدوحة محطة مرور رئيسية لملايين المسافرين حيث استخدمها العام الماضى أكثر من 37 مليون مسافر، منهم من مروا بالعاصمة القطرية ومنهم من كانت وجهتهم النهائية.وعاش مطار “حمد الدولى”، خلال اشهرين الماضيين تبعات إنتكاسة العلاقات بين “الرباعى العربى” وقطر حيث شهد المطار إرتباكا كبيرا فى الحركة حيث شمل قرار المقاطعة وقف كل الرحلات من وإلى العاصمة القطرية، ونظرا للموقع الجغرافى الضئيل لقطر تضطر الخطوط الجوية القطرية وكل الشركات التى تقلع من المطارات القطرية أو تحط فيها إلى العبور من الأجواء السعودية أو الإمارتية أو البحرينية إذا ما أرادت تجنب المرور بالأجواء الإيرانية.
وأمام شلل الحركة بين قطر و الدول العربية، قرر الكثير من المسافرين إلى إلغاء حجوزاتهم مما كبد الشركة القطرية ملايين الدولارات خسائر.وبعد ما يقرب من شهرين على إندلاع الأزمة بين قطر والدول العربية، تواصل الدوحة تمسكها بدعم وتمويل الكيانات الإرهابية وإيواء تنظيمات متطرفة فى مقدمتها جماعة الإخوان وتنظيمى القاعدة وطالبان، فضلاً عن تورطها فى تقديم أموال وأسلحة لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق وليبيا.
ورفضت قطر قائمة المطالب التى تقدم بها الرباعى العربى والتى تضمنت 13 بنداً من بينها تسليم القيادات الإرهابية المطلوبة لدى الدول العربية، وغلق قناة الجزيرة التى وفرت ولا تزال غطاءً سياسياً لرموز الإرهاب والتطرف فى المنطقة العربية، بخلاف إنهاء التواجد الإيرانى داخل قطر.