%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A1 أوكرانيا

الهاشميون ضمانة الأردن

هادي جلو مرعي / كلما تفكرت بماجرى في بلاد الرافدين سنة 1958 المشؤومة ،وسقوط النظام الديمقراطي على يد شلة من الضباط سيئي الصيت، والقتلة المأجورين من عملاء المخابرات البريطانية ،أشعر بالأسى لحال بلد كاد للتو أن يصل الى لحظة الحقيقة بعد إنسحاب المحتل الإنجليزي ،وبيان تباشير هادي1 أوكرانياالتغيير السياسي والإقتصادي ،وتشكيل مجلس الإعمار، وبداية تحرير الإقتصاد، وإعلان حلف بغداد في العام 1955 بعضوية دول مهمة على صعد شتى ،وفي اللحظة التي شعرت لندن إنها تكاد تفقد العراق لصالح قوى دولية صاعدة قررت الغدر بالهواشم كما غدرت بالملك غازي في العام 1939 ،ليدفع العراق ثمن المغامرة الشريرة لبعض الضباط المصابين بداء العظمة ،والشعور بالدونية ،وهو للأسف مايطبع الشخصية العراقية من نفاق ( عظمة ودونية في ذات الوقت ) .( نوايا قاسم الطيبة لم تكن كافية لتمنع القتلة في دائرة ذلك الإنقلاب من إرتكاب جريمتهم النكراء).

 العراقيون الذين خدعتهم قطع الأراضي التي وزعت على بعض الفقراء بمساحة (100 متر ) للأسرة الواحدة، وصارت الآن كالقبور شمال بغداد ،يحاولون اليوم بناء مادمرته جريمة العسكر في 1958 ، ويريدون أن يؤسسوا لدولة المؤسسات والدستور والإقتصاد الحر،وهي كلها كانت بدأت للتو علي يد الهواشم ،خمسينيات القرن الماضي،وهم يمجدون إنقلابا يحتفلون به كل عام خاصة بعد سقوط صدام .فلماذا حدث ذلك ؟ أوليس من الأجدر بنا أن نعاقب ،أو على الأقل أن نحاسب غيابيا، و،إحتراما للتاريخ وأرواح الضحايا من قام بذلك الإنقلاب؟

 تثيرني الصورة الجميلة للشهيد فيصل الثاني وهو يتمشى والى جنبه المغفور له الملك حسين بن طلال على جسر المرحومة ( الملكة عالية ) والذي تم تغيير إسمه زورا وبهتانا الى ( جسر الجمهورية ) ،تخيلوا هذا الجسر الذي إفتتحه الشهيد فيصل الثاني قبيل إنقلاب تموز الأسود ،ويمشي عليه عزت الدوري بعد إصلاحه إثر تدميره بقصف للطيران الأمريكي في حرب تحرير الكويت !! عاد الملك  الحسين بن طلال الى الأردن وكان يستعد لإعلان الإتحاد الهاشمي ،الذي وأدته جريمة العسكر .

 الحق كل الحق للأخوة الأردنيين أن يسقطوا الحكومات المتوالية، ويطالبوا بالإصلاح السياسي والإقتصادي،وأن يتظاهروا عند دوار الداخلية، ويتجمعوا في ساحة الحسين ،ويتحدثوا في كل شئ ،لكن في ذات الوقت عليهم أن يراقبوا ماجرى ويجري في بلدان الربيع العربي ،وأن يحذروا من القادم ،ومن تربص الكيان الصهيوني بهم ،وأن لايسمحوا بتكرار الخطيئة، ويحاولوا أن ينهوا التجربة الأردنية الهادئة، التي مضت قدما ونجحت بينما ،حولها ضجيج لايهدأ ليحموا ماتحقق ..فإذا حدث شئ ما في بلادهم فسيعودون الى زمن لم تكن للأردن فيه من هيبة، وليتذكروا إن الهواشم ضمانة لهم ،وضمانة لنا نحن العراقيين أيضا ،أن لانسمح بتغيير ينعكس سلبا علينا.

 ملاحظة أخيرة ،الأردن قبلة العراقيين قبل سقوط النظام الحاكم في بغداد عام 2003 ،وقبلة العراقيين بعد سقوطه ،وكل المؤتمرات في الغالب كانت تعقد في عمان في مجالات السياسة والإقتصاد والتبادل التجاري والثقافة والتدريب الصحفي والأكاديمي،إثر الأحداث التي أعقبت الدخول الأمريكي،الكل يجري نحو الأردن،أليس غريبا أن نحتفل بالذين أسقطوا نظاما كان يمكن له أن يجعلنا ندخل الى الأردن بدون تأشيرة،وأيضا أقصد جريمة إسقاط النظام الملكي وقتل النساء والأطفال في حديقة القصر ؟!.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …