لم تستطع القيادة الفلسطينية التي أنهت اجتماعا استمر حتى الساعة الثانية من فجر اليوم السبت، في القاهرة اتخاذ خطوات جدية لإتمام المصالحة الفلسطينية.
وقال القيادي المستقل ياسر الوادية “كما كان متوقعا لم يقرر اجتماع القيادة الفلسطينية الذي ضم جميع فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد الإسلامي والشخصيات المستقلة من اتخاذ خطوات جدية لإتمام المصالحة“.وتابع “وبالتالي نعتبر أن إتمام المصالحة بقي معلقا حتى اجتماع لاحق“.
وأضاف ياسر الوادية “حتى وان توفرت النوايا لإنهاء الانقسام وحتى وان حصل تقدم في الحوار الوطني لكننا لم ننجز المطلوب، لان هناك بطئا شديد لان بعض الأمور لم تنضج بعد“.
وسعى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إلى التقليل من حجم وأهمية تأخير إتمام المصالحة، مشيرا إلى الإعلان عن بدء مشاورات لتشكيل الحكومة وتحديد موعد الانتخابات.
وقال لوكالة فرانس برس “الأجواء التي سادت لا تعبر عن وجود خلافات لا يمكن حلها، بل بحثت كافة الملفات وهي الحريات العامة والمصالحة المجتمعية والانتخابات العامة وتشكيل حكومة كفاءات وفق اتفاق الدوحة برئاسة الرئيس محمود عباس“.
وقال “اتفق المجتمعون إن يصدر مرسومان بالتزامن من قبل الرئيس محمود عباس احدهما يحدد موعد الانتخابات العامة أي الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني والأخر مرسوم تكليف تشكيل الحكومة ويحدد فيه مهمات الحكومة بإجراء الانتخابات وإعادة إعمار غزة وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية الأمنية والمدنية وأن مدة هذه الحكومة ثلاثة أشهر تنتهي مع إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية فورا وتشكل بعدها حكومة جديدة من الكتل الفائزة في الانتخابات“.
وقال “إنه تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون وتضم عددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية لتقديم مسودة قانون انتخابات في الخارج لانتخابات المجلس الوطني“.
وتابع أنه تم الاتفاق على “أن يتم إعداد نظام انتخابي موحد تجري الانتخابات على أساسه وهو أن الوطن أي أراضي دولة فلسطين الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة دائرة انتخابية واحدة والخارج دائرة انتخابية واحدة“.
وقال “إنه تقرر أن يكون موعد إصدار مرسومي الانتخابات وتشكيل الحكومة بعد أن تنهي لجنة الانتخابات عملها وتعلن إنها أصبحت لديها الجاهزية لإجراء الانتخابات وهذا ربما يحتاج بين ستة إلى ثماني أسابيع أخرى“.
لقاء أخر
وقال رئيس وفد الجبهة الشعبية للحوار ماهر الطاهر “إن جو النقاش كان إيجابيا لكن نحتاج للقاء أخر لحسم بعض الاجتهادات والاختلافات بوجهات النظر.. مطلوب خطوات ملموسة للانتقال من مرحلة إدارة الانقسام إلى مرحلة إنهاء الانقسام“.
وأشار واصل أبو يوسف إلى أن أبرز نقاط الخلاف بين فتح وحماس خلال الاجتماع هي أن فتح وجميع الفصائل والشخصيات المستقلة تريد نظاما انتخابيا واحدا للمجلس الوطني والمجلس التشريعي فيما تصر حماس على أن تجرى انتخابات المجلس الوطني وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، على أن ينتخب 75% من أعضاء المجلس التشريعي وفق النظام النبسي والباقون وفق نظام الدوائر الانتخابية.
وتابع أن “جميع الفصائل لا تمانع أن يكون أعضاء المجلس التشريعي المنتخبون في فلسطين هم أعضاء طبيعيون في المجلس الوطني فيما ترى حماس أن لكل مجلس خصوصيته ويجب أن ينتخب أعضاء كل مجلس على حدة ويكون لكل مجلس دوره وصلاحياته“.
وأضاف “فتح وفصائل منظمة التحرير يريدون الوطن دائرة واحدة والخارج دائرة ثانية، أما حماس فترى أن الخارج يجب أن يكون ست دوائر انتخابية“.
وأضاف أن “فتح تريد أن يتزامن تشكيل الحكومة مع مرسوم تحديد موعد الانتخابات وحماس ترى أن يتم تشكيل الحكومة أولا وتنهي هذه الحكومة الانقسام وبعدها يتم تحديد موعد الانتخابات“.
وقال إن “حماس تريد تشكيل لجنة انتخابات جديدة للخارج فيما ترى فتح والفصائل الأخرى أن يتم تشكيل لجنة فرعية للانتخابات في الخارج تكون فرعا للجنة الرئيسية أو المركزية للانتخابات“.
واستمر الاجتماع ثماني ساعات من السادسة من مساء الجمعة حتى الثانية من فجر السبت بحضور وفد من المخابرات المصرية برئاسة رئيسها رأفت شحادة حيث تبذل مصر دورا كبيرا لإتمام المصالحة التي ترعاه.
الشروق