المخدرات وتاثيرها علي صحة الانسان .
11 فبراير, 2017
أخبار أوكرانيا, الأخبار, الصحة والجمال, جاليات, مقالات
إعداد/ دكتور رامي أبوشمسية
المخدرات وتاثيرها علي صحة الانسان .
لمحة تاريخية عن المخدرات :
عرفت الانسانية المخدرات منذ القدم واستعملها بعض الناس في جلب المنفعة وفي تسكين الآلام والأوجاع. ولكن كان استعمالها محدودا وخطرها مجهولا، حتى الطب لم يدرك خطرها خارج النطاق الطبي إلا منذ عهد قريب.
ولا شك أن اكتشاف هذه المواد جاء بصورة عفوية أو بطريق الصدفة، أو ربما بالتجربة نتيجة البحث عن علاج جراء تعامل الإنسان مع الطبيعة بصورة مباشرة لغرض العيش وإيجاد حلول مناسبة تساهم في حل مشاكله ومنها الصحية لاشك.
عرفت المجتمعات الإنسانية منذ فجر التاريخ نبات القنب الهندي والذي استخرج من أليافه وأنسجته عدة أغراض استخدمها الإنسان ومنها التخدير… تشير الدراسات إلى أن الصينيين عرفوا ذلك قبل ميلاد السيد المسيح بثمان وعشرين قرنا، ولم يستعملوه كمخدر مثل جيرانهم الهنود الذين استعملوه في طقوسهم الدينية.. كما أن الكهنة المسيحيين استعملوا بدورهم القنب الهندي كمادة مخدرة في الطقوس والمراسم الدينية.وفي البلاد العربية عرفت المخدرات أيضا منذ فترة طويلة وعلى المنوال السابق في بعض بلاد العالم الأخرى، فالحشيش كما يقول ابن البيطار، كان يزرع في مصر، وكان الفقراء يتعاطون هذا العقار.
أما القات فقد انتقل إلى اليمن حينما غزتها الحبشة عام 925 م، وانتقل من اليمن إلى بعض المناطق في فلسطين مع هجرة اليهود من اليمن. وعرفت بلاد الرافدين وحضارة النيل سابقا الأفيون، وتكلمت أوراق البردي المصري عنه منذ 1500 قبل الميلاد، كما سبق، إلا انه لم يتحول إلى موضوع للتعاطي كما تحول الحشيش والقات.
تعريف المخدرات :
المادة المخدرة هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على عناصر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها , مما يضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعيا.
ونلاحظ هذا التعريف أنه لم يأخذ في اعتباره المواد المسببة للهلوسة مثل (LSD) أو (MDD) لذا تعرف بأنها (( عقاقير تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بالتنشيط أو التثبيط أو تسبب الهلوسة والتخيلات , وتؤدي بمقتضاها إلى التعود أو الإدمان وتضر بالإنسان صحياً واجتماعياً ، وينتج عن ذلك أضرار اقتصادية واجتماعية للفرد والمجتمع .
أنواع المخدرات
النوع الأول : مخدرات طبيعية
وهي التي تكون في الأصل نباتات وتستعمل مباشرة بشكلها الأصلي عن طريق الفم ، ومثال ذلك الحشيش والأفيون والكوكا والقات .
النوع الثاني : مخدرات تصنيعية ( نصف طبيعية )
هي المواد المخدرة التصنيعية التي تستخلص من المواد الطبيعية ، وتجرى عليها بعض العمليات الكيميائية ، وتصبح مواد أخرى أشد تركيزاً وأثراً ، ومن أمثلة هذا النوع المورفين والهيروين والكوكايين والكودايين وغير ذلك من المواد التصنيعية .
النوع الثالث : المخدرات التخليقية
هي عقاقير من مواد كيميائية لها نفس تأثير المواد المخدرة الطبيعية أو التصنيعية ، وهي تصنع على شكل حبوب او أقراص أو كبسولات ، أو حقن أو مساحيق ، وكذلك أشربه ، وتنقسم هذه النوعية إلى عدة أقسام منها :
-
المخدرات التخليقلية المهبطة او المخدرة مثل الميثادون والسيكونال والفاليوم .
-
المخدرات التخليقية المنشطة مثل الامفيتامينات والكبتاجون
-
المخدرات التخليقية المهلوسة مثل أل-أس-دي (LSD) أم.أم.دي (MMD) وغيرهما .
التعاطي والإدمان :
استخدام أي عقار مخدر بأية صورة من الصور المعروفة في مجتمع ما للحصول على تأثير نفسي أو عقلي معين .
وهناك من يعرف تعاطي المخدرات بأنه (( رغبة غير طبيعية يظهرها بعض الأشخاص نحو مخدرات أو مواد سامة تعـرف – إراديا أو عن طريق المصادفة – على آثارها المسكنة والمخدرة أو المنبهة والمنشطة , وتسبب حالة الإدمان ، تضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً ))
الادمان علي المخدرات
هو حالة تسمم مزمنة ناتجة عن الاستعمال المتكرر للمخدر ، وخصائصه هي :
-
تشوق وحاجة مكرهة لتعاطي المخدرات والحصول عليها بجميع الوسائل
-
نزعة لزيادة الكميات
-
تأثيرات مؤذية للفرد والمجتمع
-
خضوع وتبعية جسدية ونفسية لمفعول المخدر
-
ظهور عوارض النقص عند الانقطاع الفوري عن المخدر اختيارياً كان أم إجباريا .
كما يعرّف بأنه (( الحد الذي تفسد معه الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد المدمن حيث يصل إلى صورة مركبة معقدة تتميز ببعض السمات مثل الرغبة الملحة في تكرار التعاطي , الاتجاه نحو زيادة الكمية ، والتأثيرات السلبية على الفرد وعلى الوسط الاجتماعي المحيط به ))
أضرار المخدرات علي صحة الانسان :
المخدرات من المعروف أن المخدرات لها أضرارٌ عديدة وخطيرة على صحة الإنسان، فهي تحتوي على المواد الكيميائية التي يمكنها الفتك بجسم الإنسان قبل تقديم العلاج في الوقت المناسب، ففي حال تعاطى المدمن لجرعات زائدة من المخدرات فإن ذلك يؤدي إلى الوفاة مباشرة.
أضرار المخدرات على الإنسان على أجهزة الجسم فقدان الشهية نحو الطعام، وبالتالي يؤدي ذلك إلى انخفاض الوزن سريعاً، الأمر الذي يصيب الجسم بالهزل والضعف وعدم تحمل أقل مجهود، كما يتسبب في تقليل النشاط والحركة، وتصبح مقاومته الأمراض ضعيفة جداً.
تحدث المخدرات تهيجاً موضعياً في الغشاء المخاطي والشعبة الهوائية، وذلك بسبب تكون المواد الكربونية وترسبها داخل الشعب الهوائية، مما ينتج عنها حدوث التهابات مزمنة في الرئة.
تعمل المخدرات على حدوث الاضطرابات في الجهاز الهضمي، والذي ينتج عنه عسر في عملية الهضم، وكثرة حدوث الغازات والشعور الدائم بالانتفاخ والتخمة.
تقوم المخدرات بإتلاف الكبد، حيث يقوم المخدر بتحليل خلايا الكبد مما يؤدي ذلك إلى تليفه وزيادة نسبة السكر، الأمر الذي يؤدي إلى تضخم والتهاب الكبد، وإحداث الخلل في عمله نتيجة لتراكم السموم وعدم القدرة على التخلص منها.
حدوث التهابات في الدماغ والخلايا العصبية المكونة للمخ، مما يؤدي إلى فقدان في الذاكرة والهلوسة السمعية والفكرية والبصرية. اضطراب ضربات القلب وعدم انتظامها، مما قد يسبب ذلك الذبحة الصدرية في نهاية المطاف.
التأثير السلبي على الناحية الجنسية، حيث تعمل المخدرات على تقليل القدرة الجنسية وتقلل من كمية الإفرازات التي تنتجها الغدد الجنسية.
في حال تعاطت المرأة الحامل للمخدرات فإن ذلك يؤدي لحدوث الإجهاض، وفي حالات أخرى تتسبب في عيوب خلقية لدى الأطفال بعد الولادة كالإصابة المزمنة بالارتعاش وحدوث الاضطرابات العقلية والدماغية.
ويمكن اعتبار أن المخدرات سبباً رئيساً في إصابة المدمن بأكثر الأمراض خطورة كأنواع السرطان المختلفة. الإفراط في تناول الجرعات قد يكون السبب الرئيس للوفاة مباشرة. على الناحية النفسية للإنسان تؤدي الأنواع المختلفة من المخدرات إلى حدوث الاختلال في التفكير بشكل عام، وبالتالي يؤدي إلى عدم المعرفة والإدراك في كيفية التصرف بالأمور المختلفة. تترك المخدرات آثاراً سلبية على نفسية الإنسان، فقد يزداد الشعور بالتوتر والقلق المستمر، زيادة العصبية وحدة المزاج لأقلّ الأسباب مما يسبب ذلك إلى تنافر الأشخاص من حوله. تعمل على حدوث الاختلال في التوازن، مما يؤدي إلى حدوث التشنجات وصعوبة النطق، وعدم القدرة على التعبير بماذا يدور في الذهن بالإضافة إلى الصعوبة في المشي.