asra أوكرانيا

المجد يركع لأسرانا البواسل

asra أوكرانيام.أحمد منصور دغمش / فلسطين / صحيح أن أكتاف الرجال خُلقت لحمل البنادق وإننا إما نعيش عظماء على الأرض أو نكون عظام تحت ترابها وإن الصبر جزء من الإيمان ونحتسب عند الله شهدائنا ونسأل العّلي القدير لهم الفردوس الأعلى ولا نزكى على الله أحداً ، فهو عالم السر والعلن ونرجو منه الشفاء العاجل لجرحانا والعودة المظفرة لشعبنا من الشتات لتكحل أعينهم بتراب الوطن ، ويشتّموا رائحة زهر الليمون في يافا وكافة مدن وبلدات وقرى الوطن الحبيب الممتد من الناقورة مروراً برفح قلعة الجنوب وصولاً إلى أقصى صحراء النقب .
وأبداً لن ننسى عروس فلسطيننا ودرة تاجها وعاصمتها الأبدية مدينة القدس بكل مكوناتها ومقدساتها المسيحية منها والإسلامية وأما بعد ،، فلماذا نكتفي بالدعاء للشهداء مع وقف التنفيذ أسرانا الأحبة الذين مضى على أسر بعضهم ثلاثة عقود وأكثر ؟؟
إنهم أسرى الحرية ويدفعون من حياتهم وزهرة شبابهم ضريبة الوطن ، وضحوا بحرياتهم من أجل حرياتنا ، والأمرّ من ذلك أن بعضهم معزول في زنازين إنفرادية منذ سنوات طويلة ولا يشعر بهم إلا من ذاق مرارة الزنازين وحده من يعرف أن يترجم تلك المعاناة أما غيرهم فعليهم أن يشقوا على أنفسهم ويفكرون ولو للحظات بماذا يفكر الأسير داخل الزنزانة التي لا يرى من الدنيا لا شمساً ولا قمراً ولا نجماً ولا يتنفس إلا هواء مليئ بغبار البطاطين ولا يتحدث إلا مع نفسه ولا توجد عنده أيأً من وسائل الترفيه كالتلفاز أو الراديو أو حتى أوراقا من صحف ولو صحف القرن الماضي ولا يرى  من الدنيا إلا قباحة وجوه جلادية …
نحن خارج السجون وتضيق صدورنا من الدنيا رغم إمتدادها فما حال من يسكن زنزانة في أفضل الظروف لا تزيد عن مترين في مترين وإلى متى ؟ الله أعلم .
إنها حياة أشبه بحياة القبور ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو أين القيادة الفلسطينية من قضية الأسرى ، ولماذا نكتفى بإعتصام هنا أو هناك أو حتى يوماً بالسنة يسمى بيوم الأسير وأين القيادات الميدانية والمجموعات المقاتلة التي كانت ترتعش منها عروش الأعداء .
أين الفدائي الفلسطيني صاحب المبادرة ؟ رحم الله أبطال العاصفة ورجال أيلول الأسود فلو كان بيننا أبا جهاد اليوم لتغيرت المعادلة ووفر معاناة الرجال أمثال القائد مروان البرغوثي وأبو حازم الشوبكي وأحمد سعدات وناصر عويص وقناص الفتح وآلاف الأسرى القابعين في باستيلات بني صهيون ولإنتهت عذابات الأخ زكي السكني وشادي أحمد وغيرهم الكثيرون ممن تناساهم البعض في زنازين بنو إنقلاب أحفاد أبو لؤلؤة المجوسي عليه وعليهم لعنة الله حتى قيام الساعة .
نحن في هذا الزمن العكر أحوج ما نكون لأمثال الأخت دلال المغربي والأخ خالد أبو أصبع وغيرهم من الجنود المجهولين في حركتنا الرائدة الذين رفعوا إسم الوطن فوق النجوم ورفعوا راية الفتح فوق كل الرايات وعملوا بصمت تحت ظل كوفية ختيارنا الراحل ورئيسنا الخالد وأبانا الذي لن ننساه أبداً “ياسرعرفات” طيب الله ثراه وأكرم نزله وجعل قبره روضة من رياض الجنة …
إن عدونا يخوض حروباً من أجل جندياً من جنوده أو حتى قطعة من أشلاء أي صهيوني ، ورغم أنهم محتلين ولملمهم اليهود من أقصى بقاع الأرض ليستوطنوا أرضنا إلا هم لا يهون عليهم ببعض ، أما نحن أصحاب الحق الذين إحتلت بلادنا ودنست مقدساتنا وهجر شعبنا وإستشهد خيرة أبنائنا وزهراتنا ، وتم أسر عشرات الآلاف من أبطالنا ناهيك عن الأذى والعذاب الذي أنتجه الإحتلال لأهلنا فلا يوجد أسرة أو بيت فلسطيني إلا ودع شهيداً ، أو قدم أسيراً ، أو جريحاً ، والعالم يتفرج لا بل ويتدخل لينصر الظالم المستعمر ويغض البصر عن المظلوم مسلوب الأرض والحرية وتقرير المصير وأدنى الحقوق التي نص عليها ما يسمى بمنظمة حقوق الإنسان وحتى الحيوان …
إن الله خلق الظلم وحرمه على نفسه وجعله بيننا محرماً فلا نجربه على الضعفاء المغلوب على أمرهم ؛ لأن القوي فوقنا ويرى كل شيئ وهو من قال “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” فلنطبق تلك المعادلة وحتماً سنصل لما نريد ..
الحرية للأبطال .. الحرية للمناضلين .. الحرية للأسرى .. الحرية للمعتقلين ..
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …