دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى اتخاذ منطقة كربلاء في العراق “قبلة للعالم الإسلامي” لأن بها “مرقد الإمام الحسين”، مبديا تطلعاته لتطويرها لتليق باستقبال “زوار الإمام”.”
وتداول نشطاء على الانترنيت كلمة متلفزة للمالكي بمناسبة ذكرى أربعين الحسين، التي يحتفل بها الشيعة يقول فيها: “كربلاء يجب أن تكون قبلة للعالم الإسلامي لأن فيها الحسين، وتمنياتي على الأخوة في الحكومة المحلية أن يعجلوا ويسرعوا في تطوير الخدمات اللائقة المناسبة لاستقبال زوار الإمام الحسين في كل المناسبات.. وزائرو الإمام الحسين ليسوا فقط في المناسبات التي نحييها في العاشر من محرم وفي الأربعين ، وإنما في كل جمعة، بل في كل يوم، لأنه قبلة والقبلة نتجه إليها في كل يوم خمس مرات.. وكذلك الحسين هو ابن هذه القبلة التي أوصانا الله تبارك وتعالى أن نتجه إليها”.
وأثارت تصريحات المالكي ردود فعل غاضبة لدى رجال دين سعوديين، إذ رأوا فيها فتنة وغلوا في الدين ودعوة إلى تقسيم صف المسلمين وتفريهم ونقلت موقع” العربية” عن أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والمشرف العام على مركز الفكر المعاصر في السعودية، الدكتور ناصر الحنيني،قوله أن “ما دعا إليه المالكي هو التفرقة بعينها، وفتنة، في مسألة متفق عليها من قبل جميع علماء المسلمين سنة وشيعة أن قبلتهم هي الكعبة”. وأشار إلى أن “هذا التصريح هو تحريف في دين الإسلام الذي لم يجعل القبور وجهة للمسلمين.” من جهته، اتفق أستاذ الفقه في كلية الشريعة بجامعة منطقة القصيم السعودية، الدكتور خالد المصالح مع ما قاله الحنيني، واصفاً مثل هذه التصريحات بـ”الهراء” ولا تصدر من عاقل ولا يقرها الشرع الإسلامي. وقال: “هذا الكلام فيه غلو، لأن هناك إجماعاً من قبل علماء المسلمين على أن القبلة التي رضيها الله تعالى لرسوله محمد وأمة الإسلام هي الكعبة في أم القرى”. وأوضح المصلح أن خروج “مثل هذه التصاريحات من شخص بحجم رئيس الوزراء العراقي، يمثل طامة كبرى، لأنه شخصية متعلمة، وإذا أطلق مثل هذه التصريحات ماذا أبقى للجهال الذين لم يتلقوا تعليماً، فحسبنا الله ونعم الوكيل”. وتأتي تصريحات المالكي في وقت يشهده فيه العراق، بعد نحو عامين على الانسحاب الاميركي من هذا البلد، تفجيرات وعمليات انتحارية تستهدف بالأساس تجمعات شيعية على خلفية شعور الأقلية السنية في هذا البلد بالتهميش من قبل الأكثرية الشيعية الحاكمة، وقد استمدت هذه العمليات زخمها من النزاع في سوريا المجاورة التي تشهد حاليا مواجهة طائفية مفتوحة.