الكسندر بوشكين :الشاعر والكاتب المجدد في اللغة والثورة الروسية…
31 مارس, 2014
ثقافة و فنون, مقالات
اعداد : دكتورة جمال القرى…
كان بوشكين الذي درس في المعهد الفرنسي قد بدأ الكتابة والنشر عام 1814، بروح ثورية، محملاً القيصر مسؤولية التراخي التي أدت إلى تفكيك القوة الروسية روحياً وعسكرياً.
وفي العام 1825قامت في بطرسبورغ انتفاضة الديسمبريين _ وهم أعضاء الجمعيات السياسية السرية، ولكن الحكومة القيصرية ما لبثت ان نكّلت بهم بفظاظة، مما هزّ كيان بوشكين العضو في هذه الانتفاضة، وكتب ان الذين شُنِقوا مضوا، ولكن المريع أن يرسل إلى الأشغال الشاقة 120 من الأصدقاء والاخوان والرفاق .
واعاد استلهام التاريخ المرتبط بالوجدان الشعبي العام من خلال الفاجعة التي نتجت عن الفيضان المدمر لنهر النيفا، وربطها بغزوة نابليون الفاجعة الاخرى لروسيا العام 1812 والتي حرّكت الحسّ القومي الروسي بقوة في قصيدة “الفارس النحاسي” عام 1833، مزاوجاً بذلك، عدة أبعاد اجتماعية وسياسية حدثت على ضفاف النيفا لتاريخ طويل من القهر والعبودية والاستغلال.
تبدأ ملحمته الشعرية هذه ب “يفغيني” وهو يسير على ضفة النهر.. يملؤه التفاؤل والأمل.. والحلم بحياة أكثر جمالاً وإشراقاً.. يحلم بالمستقبل فنسمعه يقول:
– “أحبك يا مدينة بطرس، أحب وجهك المهيب
أحب النيفا الجبار المنساب بردائه الزاهي
أحب أسوارك وقضبان الحدائق.. أحب لياليك
الحالمة.. وأنوارك في ليالي الدجى.. عندما أكون
في غرفتي أقرأ أو أكبت، دونما حاجة لقنديل.
رواية يفغيني:
إن رواية “يفغيني أونيغين” هي أول عمل فني قومي في روسيا. وبها يكون بوشكين قد أسس قاعدة متينة للشعر والأدب والفن الروسي الجديد. وعبر هذه الرواية يمكننا أن نطل على حياة الشعب الروسي خلال فترة من أهم فترات تطوره التاريخي والاجتماعي. فقط رسم الشاعر في روايته هذه حياة روسيا منذ نهاية العقد الأول وحتى منتصف العقد الثالث من القرن التاسع عشر
وهي فترة استيقاظ الوعي القومي الذي بدأ مع قنابل ومدافع نابليون بونابرت في حرب ١٨١٢ وازدياد تذمر النبلاء المتنورين والتقدميين من ممارسات السلطة القيصرية المطلقة.
لقد بدأ بوشكين بكتابة هذه الرواية في فترة انتعاش الحركة الثورية الديكابرية ولم ينته منها إلا بعد مدة من القضاء على هذه الحركة الثورية التي كانت أم ً لا للنبلاء المتنورين والتقدميين في إنقاذ روسيا من الحكم القيصري المطلق والفاسد.
تمثل رواية “يفغيني أونيغين” موسوعة هامة تتحدث عن الحياة الروسية في المرحلة التي عاصرها الشاعر. ثم إّنه ولأول مرة في تاريخ الأدب الروسي تظهر رواية تتناول فترة تاريخية طويلة وتعكس واقع حياة الشعب بكل تناقضاته.
لقد برع بوشكين في وصف حياة العاصمة والمدن الكبرى منها والصغرى وكذلك حياة القرى والريف الروسي الشاسع ويسجل بصدق ودقة فائقة أيضًا حياة الإقطاعيين وعلاقاتهم الاجتماعية المبنية على عدم الثقة فيما بينهم وعلى الشك الدائم ببعضهم. وقد أبدى الشاعر تحفظه تجاه هذا المجتمع. لكنه مجد من ناحية أخرى كل ماهو عظيم ورائع وصادق وإنساني في المجتمع.
لقد ظهرت، من خلال هذه الرواية، براعة بوشكين وقدرته العظيمة على ذلك الربط الجدلي بين الثقافة الروسية وحياة الشعب الروسي وهذا ما دفع بالناقد الكبير الفيلسوف بيلينسكي إلى القول:”إنها -أي الرواية- وثيقة تدل على وعي المجتمع، وهي الأولى من نوعها حقًا.
من هو “يفغيني أونيفين”؟
إّنه شاب وسيم بهي الطلعة، حاد الذكاء نشأ في عائلة إقطاعية وتلقى علومه على أيدي مدرسين أكفاء حتى وصل إلى أعلى درجات الثقافة في مجالات الحياة كافة وهذا ما ميزه عن أترابه من أبناء الإقطاعيين، إضافة إلى كل هذا كان له أسلوبه المتميز في الحوار والحديث حيث لم يكن يصمت، إلا بعد تفوقه الكاسح على محاوره أو محدثه، ولكن على الرغم من ذلك فإن طبيعة الحياة الروتينية الرتيبة التي يعيشها المجتمع الذي ينتمي إليه خلقت فيه شيئًا من السأم والملل ولفَّْته بشعور خاص تجاه الوسط الإقطاعي والارستقراطي… إذ ينتابه أحيانًا شعور بالغربة
وسط المجتمع الإقطاعي الذي يجهل قيمة الحياة الإنسانية.
يعرض لنا بوشكين، عبر هذه الشخصية الفريدة، أزمة الأفكار القديمة التي عانى منها مجتمع القرن الثامن عشر ثم انسحاب هذه الأزمة على القرن التاسع عشر واستمراريتها.
إن أونيغين، وعلى الرغم من كل ما يحمله من صفات مميزة وإيجابية، فإّنه يظل ابن
مجتمعه حيث يستمر في حياته الروتينية الرتيبة التي نشأ عليها منغمسًا في لهوه ومقيدًا بعادات مجتمعه. وهذا ناتج عن وقوعه كضحية لمجتمعه.
لقد دفع هذا الوضع أونيغين إلى اعتبار نفسه طفيلي على المجتمع فهو يعيش دون أن يعمل ولا يملك هدفًا واضحًا في الحياة يسعى لأجله. لذلك فقد قرر هجر عالم المدينة والانتقال إلى الريف حيث يختار إحدى قرى أهله للإقامة فيها محاو ً لا إقناع نفسه أنه بهذا العمل يكون قد ابتعد عن ذلك العالم المتفن!
يتميز أونيغين بروح طيبة وصادقة تجلت بعلاقته الطيبة مع جاره وصديقه لينسكي حيث أخلص كل منهما للآخر بصدق حقيقي. لكن تعقيدات ذلك المجتمع وكرهه للحب والوفاء أدى إلى تفريق الصديقين عن بعضهما ومن ثم ترتيب مبارزة مدبرة بينهما كانت نتيجتها أن أصبح أونيغين قاتلا ًيعذبه ضميره ولينسكي مقتو ً لا مدفونًا تحت التراب.
وقد دفع هذا الوضع أونيغين من جديد إلى الشك في كل ما حوله حتى في نفسه فكل شيء أصبح بنظره فاسدًا.
وفي مقابل شخصية أونيغين يضع بوشكين شخصية لينسكي ذلك المثقف النبيل الذي يشبه جاره أونيغين بنظرته الرومنطقية إلى الحياة ويختلف عنه بكثير من الأمور الأخرى.
تلقى لينسكي علومه في بروسيا وتأثر كثيرًا بأفكار كانت وعشق الأدب والشعر على وجه الخصوص وله تجربة في نظمه. وظلّ حتى النهاية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمدرسة الرومانسية. وإذا كان أونيغين يعتمد في تفكيره على العقل والخبرة الحياتية فإن لينسكي على العكس من ذلك فهو يعتمد على الأحاسيس والمشاعر ويفكر عبر قلبه الطيب المليء بالأمل والمحب للحياة والإنسان.
قد تجلى ذلك في مواقفه التي دللت على إيمانه القوي للإنسان وحبه الصادق للآخرين حتى للذين خيبوا أمله في بعض الأحيان. وهذا الموقف مغاير كليًا لموقف أونيغين الذي يتصف بالشك في كل مايحيط به.
إن الشيء المشترك الذي يجمع بين أونيغين ولينسكي هو اتفاقهما على حب الحرية وفهمالإنسان. وإضافة إلى الفوارق التي تم ذكرها بين الاثنين يظهر لنا فرقًا آخرًا هو سيطرة الأنانية والفردية على علاقات أونيغين مع الآخرين في حين تتجلى كل مظاهر التضحية والتفاني ونكران الذات في سبيل سعادة الآخرين في علاقات لينسكي. لقد تمكن بوشكين بمقدرته الإبداعية الفذة وأسلوبه الرائع من تجسيد كل المزايا الإيجابية والخصال الحميدة وحماس الشباب الرومنطيقي
الذي تميز بها الديكابريون في شخصية لينسكي المؤمنة بالخير وبالجماهير.
وكما أخفق الديكابريون في تحقيق أهدافهم فإن لينسكي -غير الواقعي قد أخفق أيضًا وأصيب بخيبة أمل كبيرة في حياته.
لقد عكس بوشكين صورة الديكابريين -مثقفي عصرهم من خلال نموذج لينسكي، ذلك المثقف المتعطش للمعرفة والبحث عن الحقيقة والعمل المفيد والحريص على ألا تظهر عنده أي من العيوب السائدة أو النواقص المذلة.
ومن ناحية أخرى فإن الشاعر تعمد أن يبقي أونيغين قريبًا من الديكابريين ليكتسب بعض صفاتهم خاصة عندما دفعه للقيام بجولة عامةٍ والتعرف على روسيا عن قرب شأنه في ذلك شأن الديكابريين وتأثره بالأفكار الحرة التي ظهرت في عشرينات القرن التاسع عشر.
وأما الشخصية الثالثة التي نتوقف عندها في الرواية فهي شخصية تاتيانا التي أحبها بوشكين فأسهب في تصويرها. إنها تمثل المرأة الروسية المشبعة بروح البساطة والصدق. فهي على الرغم من انتمائها إلى أسرة إقطاعية إلا أّنها كانت بعيدة في تفكيرها وحياتها وعلاقاتها وسلوكها عن المجتمع الإقطاعي.حتى أنها لم تشعر بالراحة والطمأنينة إلا عندما تنفرد بذاتها أو بمربيتها التي ساعدتها على اكتساب عادات البساطة والصدق التي يتحلى بها الشعب الروسي.
وهذا ماجعلها تشعر بالغربة وسط مجتمعها الإقطاعي. “إنها تشعر بالغربة وهي بين أهلها. إنها حالمة وقلقة وتسعى إلى الوحدانية”.وتختلف عن أترابها بين فتيات الأسر الإقطاعية.
تستيقظ تاتيانا بأفكارها وهواجسها على مرارة تجربة قلبها الأول فقد تربت على البساطة والصراحة وصدق العواطف والبعد عن الدلال والتكلف والدهاء والمكر. وفجأة تلتقي بأونيغين وتحبه وترى فيه المنقذ الذي سيخلصها مما هي فيه ومن جو الركود الذي يسيطر على حياتها.
وهكذا تبني عليه كل آمالها وتكتب له رسالتها المشهورة التي عبرت فيها عن صدق مشاعرها وحبها له. لكن أونيغين خيب أملها وسافر في رحلة طويلة. وتمضي الأيام ويعود أونيغين في سفره ويلتقي تاتيانا ثانية بعد أن تزوجت من أحد الجنرالات العسكريين، ويحاول كسب رضاها ويصرح لها عن حبه الكبير الذي حمله لها دائمًا في قلبه. إلا أن كرامة تاتيانا لم تسمح لها بالتجاوب معه وكانت فوق حبه وكلماته على الرغم من شعورها بأنها ما زالت تحبه داخليًا. وقد صرحت له بذلك لكنها قالت له أيضًا أنها الآن زوجة رجل آخر وستبقى مخلصة له إلى الأبد وهكذا ترده على أعقابه خائبًا.
إضافة إلى هذه الشخصيات الرئيسية الثلاث في الرواية يبرز المؤلف لا كراوية بل كأحد أبطال الرواية فهو صديق أونيغين ويحب تاتيانا ويحفظ أشعار لينسكي ولا يتحدث عنهم بأسلوب المتأمل من بعيد أو بروح المتفرج وإنما يشاركهم مصائرهم مشاركة مباشرة ويعيش معهم أينما حلوا. ويقاسمهم مشاعرهم وآمالهم وآلامهم.
وإذا قارنا بين شخصيات الرواية الأساسية سنجد أن تاتيانا تتميز عن أونيغين ولينسكي بارتباطها الوثيق بالشعب الروسي. فهي تعشق الأغاني والحكايات الروسية وتحفظ الأقوال الشعبية والعادات وتؤمن بها وتصدقها. ويعود الفضل في اكتساب تاتيانا لهذه العادات إلى مربيتها التي تمكنت من نزعها من وسطها الإقطاعي وإلصاقها بشعبها. وقد استطاع بوشكين أن يجسد في
شخصية تاتيانا كل صفات الإنسان الروسي وطبيعته السمحة البسيطة.
إضافة إلى كل هذا فإن الرواية مليئة بالمشاهد التي تصور حياة الفلاحين وظلم الإقطاعيين لهم وفساد أخلاق الطبقة الحاكمة.
إن رواية ” يفغيني أونيغين” هي عمل إبداعي فني رائع وتستحق أن يسميها الناقد العظيم بيلينسكي “موسوعة الحياة الروسية”.
ويكتب بوشكين قصيدته الرائعة “فى منجم سيبيريا “:
عميقاً فى مناجم سيبيريا ،
دع الهلاك يقهر روحك الأبية الصبورة ،
فلن يضيع عناؤك الساحق وأفكارك النبيلة ،
لاتخف.
شقيق المحنة ،الأمل السامى ،
فسينجلى الألم من الزنزانة المعتمة ؛
سيصحو الفرح والأسى يزول ..
وسيأتى الموعود من زمن طويل
الرتاجات الثقيلة سوف تنفجر –فابتهج!-
والحب والصداقة بلا خداع،
سيأتيانك إلى عزلتك الضارية ،
كصوتى العاشق للحرية .
جدران السجون سوف تتحطم ..فاطمئن
وعلى الباب سوف تنتظرك الحرية لتتلقاك
وأخوتك المسرعون لتحيتك ،
سيقدمون لك-مبتهجين
وفي توجّهه إلى أحد أصدقائه داعياً إياه إلى تكريس أروع انفعالاته النفسية للوطن عبّر بوشكين عن إيمانه القوي بحلول عهد جديد في حياة الشعب الروسي فكتب يقول:
ثق يا رفيقي
بأن نجم الهناء سيبزغ
وستستيقظ روسيا من سباتها
وسنكتب أسماءنا
على أطلال سلطة الاستبداد
منام
دع الشاعر يحمل مبخرته المعارة
ويركض وراء السعادة والشهرة،
المجتمع يرعبني، إن أيامي المعتمة تمر
بخمول، كدرب مقفر،
دع المنشدين يقدمون، بأماديحهم المجعجعة،
الخلود لأنصاف الآلهة،
فصوتي خافت، وبالأوتار الصاخبة
لن أملأ مأوى الصمت
دعهم يمجدون حب أوفيد،
إن فينيرا سلبتني الشعور بالراحة،
فآلهة الحب لا تُحْبِك لي أياماً سعيدة.
إنني أغني للنوم، هدية مورفيوس الثمينة
وأتعلم كيف يتعين علي وسط الهدوء
الاستغراق في نوم عميق ولذيذ.
تعال أيها الكسل! تعال إليّ في صحرائي
إلى هناك يدعوك الجو المنعش والهدوء،
ففيك وحدك أرى الهتي،
وكل شيء عندي جاهز لضيفتي الشابة،
كل شيء هنا هادئ: فالضجر المقرف اختفى
وراء عتبة داري، وعلى الشباك المضيء
هبطت لوحة شفافة،
وفي الزاوية المعتمة، حيث ساد الظلام،
تسلل قليلاً الضوء المتهيب الذي يبعثه النهار،
ها هي ذي اريكتي فادخلي إلى دار السلام،
وكوني قيصرة، فأنا الآن أسيرك.
لقنيني ما شئت، وخذي بيدي،
فكل شيء، كل شيء ملكك: فها هي ذي الأصباع والريشة والقيثارة.
أما أنتم، يا أصدقاء ربة شعري الرائعة،
الذين نسيتم أواصر الحب
الذين زينتم، طبعاً،
النوم الهادئ لملكوت الأرض،
أيها الحكماء، فإذا كنت قادراً على الإعجاب بكم،
فأنا الآن، من أجلكم وحدكم، ألف
عرش مورفيوس بأزاهير الشعر،
ومن أجلكم وحدكم أغني السعادة،
التمسكم أن تصغوا بابتسامة مشجعة
إلى أشعاري، دروس المتعة.
أمنية
ببطء تمر أيامي،
وكل لحظة منها تضاعف في قلبي القانط
كل تباريح الحب التعيس
وتقلق كل أحلام الجنون.
غير أني أصمت، فلا أحد يسمع تذمري،
إنني أذرف الدموع، فالدموع عزائي الوحيد،
والحزن يجد فيها سلوى.
يا ساعة الحياة! ابتعدي… فلست آسفاً عليك.
واختفِ في العتمة، أيها الطيف التافه،
إني استحلي عذاب حبي
دعني أمت، ولكن لأمت وأنا أحب!
إلى الأصدقاء
لقد وهبتكم الالهة أيضاً
أياماً ذهبية، وليالي ذهبية،
وتطلعت إليكم
العيون الفتية للصبايا الرقيقات
فالعبوا وغنوا يا أصدقائي!
واغتنموا أماسيكم المارة سراعاً
أما أنا فسأبتسم من بين الدموع
لمسراتكم غير المكترثة.
الحرية:
اهربي، اختفي عن الأنظار،
يا قيصرة سيتيرا الواهنة!
أين أنت، أين أنت، يا عاصفة القياصرة،
يا مغنية أبية للحرية؟
تعالي واخلعي عني التاج
وكسري قيثارتي الناعمة…
أريد أن أغني الحرية للعالم،
وأن أفضح الرذيلة في العروش.
افتحي لي الطريق النبيل
الذي سار عليه ذلك الغالي العظيم،
الذي أوحيت إليه، وسط الكوارث
المجيدة، بأعظم الأناشيد.
وأنتم يا أرباب الحظ النزق،
يا طغاة العالم! ارتجفوا!
أما أنتم فتشجعوا وانتبهوا،
وهبوا أيها العبيد المذلون!
وا أسفاه! فحيثما وليت وجهي
السياط والدموع
وعار القوانين القاتل،
ودموع الذل العاجزة.
وأرى السلطة الجائرة في كل مكان
قد تربعت على سحابة كثيفة
من الخرافات ـ إنها مبتكرة رهيبة للعبودية
وهوى للمجد مدمر.
هناك فقط لم يخيم العذاب
فوق رؤوس قادة الشعوب،
حينما زجت الحرية المقدسة
بالقوانين الجبارة بقوة،
وحيث حمى درعها الصلب الجميع
وحيث سيفها الذي شدت عليه
أيدي المواطنين الأمينة، تسلط
على رؤوس متساوية بلا تمييز.
فصرع الجريمة بصرامة
بضربة عادلة.
إلى تشاداييف
لم ننعم طويلاً بخداع