talal أوكرانيا

الكابلان الكبير يتقدم .. وسكوت حماس وعباس ؟

talal أوكرانياد. طلال الشريف / فشل المحللون وإن صدقوا .. لكنها حرب ردع من النوع الثقيل تمتد خمسة أيام فتقي عباس وحماس وإسرائيل شر كبير خارج عن السيطرة.

قالوا: والقول للمحللين لابد أن يكون كبيرا وعلميا كما يقولون ادعاءا للمعرفة !!

قال المحللون فضللوا شعبنا أكثر، وانغمس أصحاب الفرصة الطارئة المطلوبة من الباطن فقد تكون سانحة لتحويل الانتباه عن مناطق الضغط المرتفع، فوضعوا سحابة أكبر على عيون ومشاعر الشعب شلالا من الدم المسكين، فيستعيد الشعب المقهور تاريخ هزائم ومعاناة ليحلم بالنصر الذي غيب عن قضيتنا قرن من الزمان.

اسمعوا ما قيل ومن ثم نعود:

– اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي هو ‘عمل استباقي’ لإحباط عملية كبرى.

 – هو اختبار قدرة ‘حركة حماس’ على السيطرة على مقاليد الحالة الأمنية، والتأكد عمليا من تغير تحالفاتها الخارجية.

 – استدراج الفصائل المسلحة لكشف ما لديها من أسلحة.

– اختبار مقدرة ‘القبة الحديدية’.

 – توجيه ضربة قاصمة لمن تعتقد أنهم خلايا متقدمة للجمهورية الإيرانية و’حزب الله’ قبل عمليتها ضد المشروع النووي الإيراني.

– الضغط على السلطة الفلسطينية وتوجيه رسائل تهديد ‘غير مباشرة’ إليها،من جهة وإحراجها من جهة أخرى..

 – اختبار الموقف المصري الرسمي والإخواني، والى أين يمكن أن يكون للتغيير الذي حدث بنجاح الإخوان المسلمين.

– الطبيعة العدوانية في دولة احتلال وأن ارتكاب الجرائم جزءا منها.

 وكثير من كثير قد قيل .وما صدر من تحليلات.

ولكن تعالوا نقول نحن، الأبسط في التحليل، والأكثر سذاجة على رأي محللينا النطاسيين السائرين على رأي المثل “كبرها بيكبر شأنك” ويقولون عليك محلل ذكي، وتتسابق الفضائيات للقاء معك ودفع اليورو والدولار، والأنكى من تحليلات محللينا الكبار، تحليلات خبراؤنا العسكريين، وخبراؤنا في الشأن الإسرائيلي، وجميعهم للمفخرة يتقنون مثلث التحليل هذا، للدرجة التي تصيب تحليلاتهم عين الحقيقة دائما، ولهذا نعبر من نصر إلى نصر.

تعالوا نعود للحراك الشبابي في 15 آذار 2011م لنذكر بما جرى لنعرف ماذا يجري في 15 آذار 2012م الحالي.

باختصار شديد، قلنا دائما إن الحراك الفلسطيني هو أخطر حراك في الشرق الأوسط المتحرك منذ عام ونيف وذلك لتعلق هذا الحراك بجوهر الربيع والثورة الحقيقة وغير الموجهة من الأمريكان وإسرائيل، وبالعكس هو موجه في حقيقته ومآله ضد سياسة الأمريكان وإسرائيل بعد جمود الوضع الفلسطيني الذي أوصلنا إليه الأمريكان وإسرائيل عبر المقاولات من الباطن لأحزابنا وقادتنا وحركاتنا النفعية، وأصبح عمل فصائلنا مرتبط بأجندات خارجية لمن يدفع فيقرر، فننفذ، وتراجع اهتمام أحزابنا بالقضية الوطنية لانشغالهم بمصالح الآخرين.

في الخامس عشر من آذار الماضي قمعت حماس الحراك الشبابي بالقوة وقمع عباس الحراك الشبابي بالفهلوة، ونكتة زيارة غزة، وللتأكيد على القضاء على إمكانية استمرار الحراك في حينها، وما قد يشكله من خطر على سلطتي غزة ورام الله، ومن ثمة ينتقل للحدود مع إسرائيل دون ريموت السلطتين، استقدمت حماس في حينها، بضربها الصواريخ الكابلان الكبير لكي تضع شباب الحراك تحت أمر واقع الحرب المرفوض فيها التظاهر والثورة على الحكام، وشكلوا ثلاثتهم بيئة جديدة متلاحقة من المسرحيات لإشغال الشعب في قضايا فشلت كلها، بل وتفاقمت الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية واشتد الخناق على السلطتين ففرقعوا للشعب كل بالونات الإلهاء من مصالحة كاذبة وانتخابات غير ناضجة وحكومة لم تشكل منذ عام ووصل بنا الأمر إلى القمع والكهرباء والماء والسولار، وزاد احتقان الشعب على السلطتين المتآمرتين في رحلة انفصال الجنوب عن الشمال، برضا الطرفين ورضا الكابلان الكبير كمرجعية التوجيه لسياسة الحال في كل فلسطين.

وهذا الشهر على ما يبدو استدرك الإسرائيليون خطورة الحالة في الضفة الغربية وغزة التي ستنفجر وليس في مقدور سلطتي غزة ورام الله منع ذلك لتفاقم الحالة المعيشية للشعب وانكشاف الحالة الكذبوية لحكامه وعدم مقدرتهم على حل مشاكله الحياتية والوطنية، واستشعر الجميع بقرب مناسبة الخامس عشر من آذار التي ستحمل بالتأكيد بوادر الانفجار والثورة لتغيير الحكام وبدء انتفاضة شعبية خارجة عن سيطرة الأحزاب والحكام ، ولأن الوضع تفاقم كثيرا عما كان في العام الماضي فإن التقديرات على ما يبدو هي عدم إمكانية التغلب على ثورة الشعب حتى لو بالعنف والقمع من الحكام لانضمام شرائح اكبر تضم غالبية الشعب الفلسطيني المتضررين عن السابق، هذا ما دفع الكابلان الكبير للتدخل مباشرة لإجهاض الحالة الشعبية المتفاقمة وتوجيهها نحو حالة الحرب التي اصطنعتها إسرائيل، ولهذا سكتت حماس وسكت عباس.

ولأن حركة الجهاد وجدت فيها فرصة لتحريك الوضع المجبرة عليه قصرا منذ زمن بوقف المقاومة فإنها اندفعت في مقدمة المنتقمين لمقتل القيسي وأصبحت المعركة معركتها في تبادل القصف وهي تثبت أيضا إخلاصها لحلفائها في الخارج في مواقفهم المتعسرة، وبذلك تحسن من شروط تواجدها على الخارطة الفلسطينية المقاومة في الوقت الذي أيقنت تراجع حماس عن برنامجها المقاوم وتخليها عن تحالفاتها السابقة وانضمامها لعشاق السلطة والحكم.

 هكذا سكتت حماس وسكت عباس عن القصف الإسرائيلي، خوفا من ثورة الشعب عليهما، وأفسحوا المجال للكابلان الكبير لتغيير البيئة الشعبية ولو مؤقتا، ولكن حالة السكوت هذه أضافت لمعاناة الجمهور وثورته زخما جديدا يعيب على السلطتين من حيث لا يدروا. وسيعود حراك الثورة من جديد أمام الآفاق المغلقة للسلطتين فليس لديهما ما يفعلانه ولا يستطيعان حتى فعل ما قد ينقذهما من مصالحة وانتخابات لأن مصلحة إسرائيل تتعارض مع ذلك وتريد إضعافهما حتى النهاية.

 12/3/2012م

 [email protected]

 ملاحظة: المقالات التي تنشر تعبر عن راي صاحبها و ليس بالضرورة عن رأي الموقع

..

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …