sameh sameer
sameh sameer

الفوركس بين المتاجرة والمقامرة

سامح سمير/ معروف أن كلمة فوركس هي اختصار لجملة باللغة الإنجليزية تعني بورصة تجارة العملات sameh sameer أوكرانياالأجنبية.

ماهي التجارة أو المتاجرة؟

التجارة هي الشراء والإمتلاك بهدف إعادة البيع أو البيع والتمليك بهدف إعادة الشراء مع عدم ضرورة أن يخسر أي طرف.

ماهي المقامرة أوالقمار؟

أن يربح طرف ويخسر الآخر في إطار يحكمه الحظ أو الصدفه.

وهناك مصطلح هام لابد من معرفته أيضا وهو المضاربة وهي شراء (طلب) أو بيع (عرض) وهمي لرفع أو خفض السعر.

إذن مما سبق يتضح أن المتاجرة لأي سلعة مشروعة طبعا كالعملات هو عمل لا بأس فيه ومحترم ويجوز وحلال وما إلى ذلك.

إذن أين المشكلة؟

المشكلة في إسلوب المتاجرة لو تم بالإسلوب الطبيعي تظل متاجرة ولكن لو تم إستخدام اسلوب المضاربة تتحول إلى مقامرة وصور من صور القمار وتصبح المخاطرة فيها عالية والربح عالي والخسارة عالية أيضا وذلك لأي سلعة كانت وليس العملات فقط.

حيث المضاربة تخلق طلب وعرض وهمي وتحرك الأسعار بشكل غير طبيعي وعنيف لا يخضع لقوانين وقواعد السوق الطبيعية مما يجعل إستخدام المؤشرات الفنية والتحليل الفني والمالي غير ذي جدوى أو تأثيره محدود للغاية ويكون ليس أمام المقامر ولا أقول المتاجر هنا إلا الإعتماد على التنبؤ والتوقع بالحظ وحسب الظروف ليربح ما يخسره غيره أو يخسر ما سيربحه غيره وهكذا اليوم وغدا الى أن يفلس ويخرج من حلبة القمار صفر اليدين ناهيك عن النفسية الدنيئة والمريضة التي رّوض نفسه عليها طوال ممارسته لهذا الأسلوب والتي تؤكد على أن الخسارة ليست مادية بل ومعنوية أيضا.

إلى أي فريق ينتمي الفوركس؟

طبيعة تجارة العملات أن هامش الربح في الوحدة الواحدة (عملة) صغير جدا جدا وهذا يتطلب رأس مال كبير جدا حتى يكون هناك بيع وشراء مع ربح معقول وطبعا هذا متوفر لدى البنوك وشركات الصرافة.

إذن أين المشكلة؟

المشكلة والمصيبة والفكرة الشيطانية هي ما يسمى بالرافعة المالية مهما صغرت نسبتها،

حيث كما سبق الفوركس الحقيقي كتجارة هو للبنوك لأنه يحتاج رأس مال كبير جدا وليس للأفراد.

ولكن عبيد المادة يطلبون المال آناء الليل وأطراف النهار فابتكروا فكرة الرافعة المالية ليتمّكنوا من كسب المال الحرام طبعا من جيوب أكبر عدد من المغفلين والطامعين والحالمين والجهلاء من كافة مستويات البشر.

حيث أن أي شخص يمكنه أن يدخل سوق العملات الكبير وأكبر سوق في العالم برأس مال 100 دولار حيث يُقدم له رافعه مالية يمكن تصل الى 500 ضعف أو أكثر أو أقل وكأنه معه 50 الف دولار مثلا ويقولون له أهلا بك يمكنك الان التداول ولا يقولون المتاجرة فهي ليست كذلك وطبعا لا يمكنهم أن يقولون مقامرة  فكلمة متداول أفضل من كلمة مقامر.

وطبعا لأنه ليس رأس مال حقيقي بل وهمي إذن هو لا يمكنه أبدا أن يكون تاجر أو يتاجر بل ليس أمامه إلا أن يمارس أسلوب المضاربة إذن حكم على نفسه من البداية أن يكون مقامر.

فهو لايملك مايشتريه ولا يُملّك ما يبيعه وطبعا لا يمكنه الإحتفاظ بأي سلعه ليس أمامه إلا أن يربح ويتحرك السعر في إتجاهه وليس ضده وطبعا هذا ليس بيده  والمؤشرات الفنية والتحليل الفني إستحاله يعمل بكفاءة في ظل هذه الأمواج العاتية من المضاربات والبيع والشراء الوهمي حيث رأس المال وهمي ما يحدث هو مجرّد تحريك الأسعار ليربح هذا ما يخسره هذا اليوم ويخسر هذا ما يربحه ذاك غدا إلى أن يأتي نداء الهامش ( المارجن كول) حيث طبعا رأس المال الحقيقي صغير ولن يتحمّل تحرّك الأسعار بعنف نظرا لطبيعة سوق العملات نفسه بالإضافة إلى رؤوس الأموال الوهمية الضخمة التي تعطي إمكانية الطلب والعرض الوهمي فتحرّك الأسعار تحركات عنيفة أكثر وأكثر.

كلمة السر هي الرافعة المالية !

إذن الشر كل الشر والفشل كل الفشل والوهم كل الوهم يكمن في الرافعة المالية حتى لو كانت ضعفين فقط وليس 100 ضعف أوأكثر فمثلما أن القمار درجات في المخاطرة فبمجرد أنك تتاجر في أي سوق وأي سلعة برافعة مالية فأعلم أنك تضارب وتدخل في دائرة القمار وهكذا كلما زادت الرافعة كلما زادت درجة المخاطرة لك بالدرجة الأولى وللأخرين بالدرجة الثانية وما ستربحه هو حرام وليس حلال أبدا لأنه جاء بعمل غير محترم وغير شريف ومن خسارة غيرك أكيد بالإضافة الى أنك لن تستمر طويلا فلايوجد مقامر يستمر إلى الأبد ناهيك عن إدمان هذا العمل وخلق نفسية فاشلة لا تعرف معنى العمل الحقيقي والجاد.

إحذروا الطعم !

طبعا أصحاب كازينوهات القمار ( شركات الفوركس مع الرافعة المالية) يصطادون الضحايا بالإغراء بالرافعة حيث أن الفوركس الحقيقي كتجارة وليس مقامرة كما سبق يتطلب رأس مال كبير وسيكون هامش الربح مثل أي مشروع عادي بل أقل في حدود 30% في السنة على أحسن تقدير لمن يعمل بدون رافعة.

طبعا لا يتم التسويق هكذا حيث ان هذه نسبة غير مغرية يتم التسويق على أن نسبة الربح تصل الى 100% في الشهر وليس في السنة حتى.

كيف؟ لو عمل شخص ما ب 100 دولار مثلا ورافعه 500 ضعف يعني كأنه يعمل ب 50 الف دولار فلو ربح مثلا 30% في السنة يساوي 15 الف دولار ولكن رأس ماله الحقيقي 100 دولار إذن في الشهر أكثر من 1000% طبعا هذا إن  ربح أساسا أو إستمر.

أعتقد أنه وضحت الصورة الان بما لا يدع مجال للجدال والشك بين الفوركس الحقيقي حيث العمل (المتاجرة) بدون أي رافعة مالية الذي يحتاج رأس مال كبير وهامش ربحه عادي جدا بل أقل من العادي بالإضافة الى المخاطرة.

وبين الفوركس الوهمي حيث العمل (المقامرة) بالرافعة المالية  وربحه وخسارته كبيره ومخاطرته عالية جدا لأنه صورة ودرجة من صور ودرجات القمار متجّمل بأدوات التجميل التجارية.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …