المسرح للتغيير و ليس للتعري….. لا أشاهد مروان الرحباني وعلاقتي بزياد أكثر من رائعة.
في مقابلة مع الفنان منير كسرواني.
حاوره: علي أرقه دان.
طالب كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدولية .
ترعرع في بيت حدّاد الإفرنجي، وأمه ندابة الضيعة، في قرية العيشية الجنوبية، الضيعة و الطبيعة جذبته بسحرها و صلابتها لان جذوره مرتبطة بالزارعة وبالريف. في الخامسة عشر من عمره كان يحيي حفلات الغناء، الرقص و التقليد، من هناك بدأت رحلته مع الفن، أتقن الفن تمثيلا ، كتابة ، إخراجا من معهد الفنون ا لجميلة في الجامعة اللبنانية الذي يعتز بها، “رجل المبادرة العربية”،” المحامي”،” الزوج المثالي”،” الولد العبيط”،”إسماعين بالطائف” الذي ” أفّلت الملقّ” ليقول ” الله يهدك يا إسرائيل”، هو الإنسان، الفنان انه إلمبداع منير كسرواني،الذي يحدثنا في هذا الحوار بكل شفافية وموضوعية عن الفن ونظرته للمسرح الحالي.
1-منير كسرواني، ماذا يعني لك المسرح ؟
-المسرح مساحة التغيير للمجتمع لا للترفيه، على المسرح أن يحقق التواصل بأعلى درجاته بين الممثل و الجمهور، فإن آستعمل المخرج أو الكاتب الأسلوب الساخر او الكوميديا، لتكون في خدمة أهداف المسرحية، المسرح حياة، وإن سقطت مرة واحدة فتسقط إلى اللأبد، لانها مسألة حيات او موت.
2-كيف ترى واقع المسرح اللبناني، وما تأثير التكنولوجيا على الحضور الجماهيري؟
-المسرح ينقسم إلى هذه الأيام الى أربعة اقسام :
1- مسرح الضمانات كمسرح فادي تابت أي أن يقوم بعمل مسرحي و لكن مع إتفاق مسبق مع مدارس، جامعات، أو جمعيات لتأمين الجمهور.
2- المسرح التجاري كمسرح جورج خباز.
3- مسرح الدعارة الشونسونييه.
4- المسرح الجاد الذي يتميز به خريجي الجامعة اللبنانية.
-أما عن الجمهور فهو إلى تراجع من جراء طغيان التطور التكنولوجي ودخوله المنزل من خلال الساتلايت و الإنترنت، ضف إلى ذلك الحالة المادية نتيجة سياسات إقتصادية فاشلة، ولا ننسى دور الإعلام السلبي بتعميم ثقافة”التفاهة”، فالبرامج أصبحت تشبه بعضها وخاصة بعد أن أصبح الجنس مقياس على نجاح العمل”.
3-أين يكمن دور وزارة الثقافة؟ و ما هي السياسة المتبعة لمواجهة هذا الإنحلال الفكري؟
-سياسة تهريج، لا وجود لسياسة واضحة للتغيير، ترى المسوؤلين يحضرون مسرح الدعارة و كلهم رضى؛ لا حملات توعية لتثقيف الجيل الصاعد ، المجتمع “كلّو بطاطا” ” كلّوعايش عالتقليد و التهريج”، أين نحن من المسرح العالمي: موليير، شكسبير، إبسون، محمد الماغوط، سعدالله ونوس، عاصي و منصور الرحباني ؟
4- أستاذ منير لقد شاركت مع الأخوين الرحباني في “المؤامرة مستمرة” و “الشخص” عام 1980، هل تحدثنا عن هذه التجربة ؟
-العمل مع الرحابنة كان حلم، أذكر وقتها أني كنت على مقاعد الدراسة في الجامعة اللبنانية، رشحني أستاذي ريمون جبارة للدور، لعبت وقتها البطولة عن الدور الكوميدي “رجل المبادرة العربية “، ونجحت فيها ونلت ثقة الجمهور، لم أصدق حينها أني أعمل في مسرحية ، لقد كان الراحل الكبير فيلمون وهبي مرشحا للعب هذا الدور و لكنه كان مريضا.
أما عن مسرحية الشخص، فقد لعبت فيها دور المحامي، و قد سافرنا حينها مع روزا إلى الأردن، كانت أيام رائعة.
الأخوين الرحباني أساطير من لبنان، أعتز بشهادة قالها عاصي عني : ” أحبك من أصل خمسة، زياد إبني، سعيد عقل، محمد الماغوط، أنسي الحاج “.
5-مارأيك بأسلوب مروان الرحباني؟
-لا أحضر أعماله لذا لا يمكنني إعطاء رأي عنه .
– كيف هي علاقتك مع زياد الرحباني؟
– علاقة ممتازة، إنسان أصيل و مفكر كبير، زياد ثروة وطنية و فنية.
– كيف ترى زياد أبو عبسي ؟
-زياد من أهم الأساتذة في الشرق، فنان أصيل، أصيل للعظم، مؤلف حقيقي، مخرج وناقد كبير.
6-هل ندمت على أعمال قدمتها سابقا ؟
هناك ثلاث مسلسلات: الاول مع منيف عطالله ” فلتسقط الدموع “، والثاني من إخراج إيلي فغالي ” مسلسل فاشل” ، و الثالث من إنتاج تلفزيون الجديد ” حكم النسوان”، والإخراج كان فاشلا.
7- أستاذ منير لقد جمعت بين التأليف و التمثيل و ايضا الإخراج، ما الأصعب بينهم ؟
– الكتابة أصعب شيء، الكاتب يعرّي نفسه عندما يكتب، فالكاتب المسرحي يعد العدة الكاملة لمواجهة الجمهور و النقّاد فالكتابة للمسرح تختلف كليا عن الكتابة للأغاني أو الروايات، ليس كل من كتب للمسرح كاتب.
8-هل تفكر يوما في ترك المسرح ؟
رغم القحط و” التقحيب” سنبقى في المسرح، المسرح الذي يعطي متعة للنفس و يسمو بها.
9- ما جديدك المسرحي الذي تنوي تقديمها ؟
“المعّاز”، عمل كوميدي يتحدث عن تقاطع الحضارة الحديثة والقديمة، كذلك التطور التكنولوجي وسمته الأصيلة الإنترنت، مسرحية تنتقد المجتمع بطريقة ساخرة كوميدية.
العمل من تأليفي و إخراج رنا كسرواني، أما الممثلين هم من الجامعة اللبنانية وبمشاركة الممثل المحترف عبدو بيطار .
المسرحية سوف تعرض في لبنان، الولايات المتحدة الأمريكية، و المغرب.
10ما رأيك بالزواج المدني، لان هذا الموضوع يأخذ جدلا واسعا عند معظم اللبنانيين ؟
-طبعا مؤيد له، لأنه الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى إنشاء وطن، فهو من أهم السبل لكسر الحواجز بين اللبنانيين وخاصة بين الطوائف، و كذلك لتأكيد الإنصهار الوطني .
11-ماذا عن القانون الإنتخابي؟
أنا مع قانون إنتخابي عادل يؤمن التمثيل الصحيح لجميع الفئات، و ما أصلح من أن يكون لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية، يجب علينا أن نعبر بصوتنا بعيدا عن اللون الطائفي، بجميع الدورات الإنتخابية لم تفرز الأنظمة الإنتخابية المتعاقبة غير دجالين و كذابين، لا مشروع لدولة لديهم ، لدولة بعيدة عن المحسوبية و المحاصصة و التقسيمات الطائفية الرديئة.
12-أين ترى الخلاص للبنان ؟
“مابدوا وقت كثير لبنان بس شي ألف سنة “، لا أقصد تجريح العاملين بصدق من أجل هذا الوطن ، ولكن الطريق طويل، و العلمنة هي الحل، لا خلاص إلا في العلمنة، بالنضال وعدم اليأس يمكننا تحقيق المستحيل، وعلى الدولة أن تختار الأشخاص على كفأءتهم و ليس لدينهم ،”فالدين لله والوطن للجميع” .
13- ماهي ثمنياتك للبنان وللفن؟
أتمنى للبنان أن يكون ساحة ذات مستوى لائق للإنسان، و لمن يقدمون المسرح في لبنان أن يحترموا تفكير الإنسان وعدم تبسيط الصراع، وأن يكون نقدا فعليا لما يعانيه الإنسان من أجل مستقبل مغاير لهذا الواقع الفاسد.
المقابلة من تنسيق الدكتور خالد ممدوح العزي لموقع أوكرانيا اليوم
/strong
/h3