عامر الربيعي / جميعنا يعرف ما يحدث في سوريا من اقتتال من اجل ازاحة الحكم الاسدي والإطاحة به وليس مخفيا عن الجميع مدى تدخل امريكا بهذا الموضوع بحجة تحرير سوريا من الدكتاتور ونشر الديمقراطية الامريكية في سوريا كما نشرتها في العراق ، والمتابعين جيدا لأحداث سوريا يردون مدى تقدم الجيش النظامي في سوريا في المعارك الاخيرة بمساندة حزب الله اللبناني و ايران وبعض الجماعات العراقية مقابل تراجع كل جبهات المعارضة في كل الأصعدة وعلى كل الاراضي السورية التي تسيطر عليها المعارضة ، وبالرغم من الدعم الامريكي والأوروبي الكبيرين أضافتا الى الدعم التركي والسعودي والقطري للمعارضة بكل تفاصيله من دعم مادي ولوجستي وتكتيكي فإننا نرى تقدم الجيش النظامي ومن يسانده على الاراضي السوريه ، ظهرت في سوريا فئة لمحاربة النظام السوري وأطلقت على نفسها اسم الدوله الاسلامية في العراق والشام وهو تنظيم القاعدة في العراق وسوريا ولدموية هذه الفئة وشدة إجرامها وفتكها بكل من يعرضها ولوحشيتها الغير معهودة لدى الجنس البشري دفع رئيس تنظيم القاعدة الى التبروء من هذه الفئة معللا ذلك لشدة إجرامها و وحشيتها ، وبما ان أميركا وأوربا اخذوا على عاتقهم تسليح ودعم كل الفئات المعارضة للنظام الاسدي في سوريا ، وبما ان أميركا المحارب الاول والفارس الأمثل الذي يقاتل الإرهاب والإرهابيين ( حسب ما يدعون ) ولكي لا تخسر أميركا الرأي العام ولكي لا تلقى احتجاجا واسعا من الرأي العام قررت عدم دعم تنظيم ( د ا ع ش ) بأي شيء بصورة مباشرة لان في ذلك خطر كبير على سمعة الوكيل الحصري للديمقراطية ( أميركا ) و قد يسبب ذلك خسارتها الكثير من الاصدقاء والحلفاء ، ولكن بالمقابل أميركا تريد ان تدعم هذه الفئة الدموية المتوحشة ماديا وعسكريا … كيف تفعل ذلك وبدون ان تألب الرأي العام ضدها بل بالعكس تكسب التصفيق الحار من العالم اجمع ؟؟؟ … الحل موجود ، و هو :- ( العراق ) البلد المجاور الى سوريا الذي نمت ونشأت داعش في أراضيه ولا زالت تعتبر ارض العراق الارض الأكثر انتشارا لهذا التنظيم لذلك قررت امريكا تسليح الوحوش الهائجة بصورة غير مباشرة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة من اجل محاربة النظام الاسدي ، وكما هو معروف عن تخاذل وتعاون عدد من قادة الجيش العراقي في حرب ٢٠٠٣ لتسهيل مهمة دخول الجيش المحتل بأقل الخسائر، قررت أميركا اللجوء مرة اخرى الى الاصدقاء الخونة ولكن هذه المرة بصورة مختلفة قليلا … تم الاتفاق مع قادة الجيش العراقي من اجل وضع خطة لتسهيل دخول عناصر داعش الى مدينة الموصل المجاورة لسوريا والتي تقع على حدودها مدينة دير الزور التي يسيطر عليها تنظيم داعش واحتلالها بأسرع وقت و بأقل الخسائر وهذا ما كان بالفعل حيث سهلت القيادة العسكرية للقوات العراقية امر دخول تنظيم داعش الى مدينة الموصل وقد أمروا قوات الجيش بالانسحاب وترك مواقعهم وبدون معدات وبعد ان كان في الموصل اكثر من ٥٠ الف عنصر أمني وبغضون سويعات قليله أصبحت مدينة الموصل تحت سيطرة داعش الذي هبوا بدورهم الى احتلال جميع المواقع العسكرية ومن ظمنها المطار والسيطرة على جميع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ومبالغ خيالية من الأموال تقدر بمليار دولار وتم بعد ذلك نقلها الى سوريا من قبل مقاتلي داعش … وصل الخبر الى العالم اجمع وانصدم العالم بسرعة احتلال مدينة كبيرة كالموصل وبدون اطلاقة نار واحدة ، تمت الخطه وتم تنفيذ العملية بنجاح باهر ، ظهرت في هذه الأثناء أميركا الام الوديعة المحافظة على السلام وبدأت تنوح وتنحب على ما حصل في المواصل ولكي تثبت للعالم انها الداعمة للسلام والمحاربة للإرهاب قامت بشجب واستنكار ما حصل وكذلك أمرت بمساعدة الجيش العراقي وذلك عن طريق إرسال أسلحة بقيمة مليار دولار أمريكي . وبذلك كسبت امريكا التالي :- ١- دعم تنظيم داعش الإرهابي بكافة انواع الأسلحة الحديثة ٢- دعم التنظيم الإرهابي بما يقارب مليار دولار التي استولوا عليهن من بنوك المدينة المظلومة ٣- باعت أسلحة بقيمة مليار دولار الى الجانب العراقي ٤- كسبت ود وتعاطف الرأي العام من خلال مساندتها المزعومة للعراق في محنته هذه مع الإرهابيين وأظهرت انها ضد الإرهاب مع العلم ان الجميع يعلم مدى دعم أميركا لهذا التنظيم الإرهابي . هذا باختصار سر سقوط مدينة الموصل نتمنى لكم مشاهدة طيبة لهذا الفلم الهوليودي ال كبير .. انتظرونا في الأجزاء القادمة من هذه الأفلام الأميركية.