أوكرانيا اليوم /كييف / كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن منح جمهورية صربيا القيادي المفصول من حركة فتح مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان وعائلته وخمسة من السياسيين المقربين منه جنسيتها في الفترة ما بين فبراير 2013 ويونيو 2014، وقالت إن ذلك تم “بهدوء”.
ووفق وثائق كشفت عنها الصحيفة في تحقيق استقصائي، فإن دحلان تعهد لصربيا بتسهيل استثمارات إماراتية بمليارات اليورهات، لكنها تقول إن “الحكومة رفضت شرح سبب منح دحلان و11 فلسطينيًا جنسيتها خلال العامين الماضيين أو علاقته بتعهد دحلان”.
وأشارت إلى أن حكومة “بلغراد” قادرة على منح جنسية الجمهورية خلال جلسة مغلقة لمجلس الوزراء لأشخاص “خدموا مصالح الدولة” دون تقديم أي تفسير للجمهور العام حول ذلك.
وعلق مراقبون مختصون بالشرق الأوسط عن ذلك للصحيفة بقولهم إن “دحلان يمكن أن يخطط لاستخدام صربيا كقاعدة انطلاق لتحدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية”.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الرئيس عباس- لم تسمه- أنه “وفقًا لجميع القواعد الوطنية والدولية، فإن أي شخص يريد أن يأخذ جواز سفر من بلد آخر، فيجب على حكومة تلك الدولة أن تتحقق من أن ملفه نظيف وتاريخه نظيم”
وأضاف “لم يطلب من الجانب الفلسطيني أي استفسار عن تاريخهم إذا ما كانوا مجرمين أم لا”.
وأشار المتحدث باسم عباس إلى أن السلطة الفلسطينية سترسل رسالة إلى الرئيس الصربي ورئيس وزرائه لوقف ذلك.
وكانت صربيا أقدمت على تنفيذ مجازر بشعة بحق المسلمين في البوسنة والهرسك بين الأعوام 1992-1995 راح ضحيتها نحو 300 ألف مسلم باعتراف الأمم المتحدة، عدا عن عمليات التهجير القصرية الممنهجة التي استخدمتها ضد المسلمين هناك.
وكشف التحقيق الاستقصائي للصحيفة عن أن دحلان استأجر فيلا ضخمة في منطقة يفضلها الدبلوماسيون في العاصمة الصربية، وهي قريبة من منزل الرئيس الصربي السابق بوريس تاديتش، وعززت بإجراءات أمنية حتى قبل وصول دحلان إليها.
ورفضت الحكومة الصربية الإجابة عن سؤال للصحيفة بشأن تفسير منح الجنسية لدحلان وعائلته ومقربين منه.
ومع ذلك، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي صربي قوله إن “هذه الخطوة تشير بوضوح إلى امتنان صربيا لدور دحلان في تنفيذ استثمارات من دولة الإمارات العربية المتحدة”.
ورفض مكتب الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش توضيح أسباب منح دحلان الجنسية- وفق الصحيفة- لكنه قال: “إن دحلان كان أحد المقربين من الشيخ محمد بن زايد الذي أسهم في استثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة في البلاد”.