خالد
خالد العزي

العلاقات الروسية الاميركية:توتر العلاقات بعد الربيع العربي 2

العلاقات الروسية الاميركية:توتر العلاقات بعد الربيع العربي 2

د.خالد ممدوح العزي* / تفعيل السياسة الروسية الدولية : بناءا لكل هذه الاعتبارات التي تم ذكرها عمد “الرئيس بوتين” في تفعيل سياسة روسيا ودبلوماسيتها الخارجية، إلى تطوير دفاعات روسيا العسكرية،السيطرة على الداخل الروسي وحل العديد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادي، التي أدت إلى ضبط الوضع الداخلي ،من اجل الخروج إلى العالم الخارجي، فكانت الطفرة النفطية العالمية التي حسنت موقع روسيا،إضافة إلى الانشغال أو الفشل الأمريكي في العديد من المواقع،فهذا الإخفاق الدولي لمعالجة مواضيع عدة كانت روسيا تعاني منها، فما كان من روسيا الوقف بقوة لصد كل الهجمة الشرسة التي واجهتها سابقا وتكلمنا عنها في الأعلى،لكن الدف الروسي استطاع بنجاح أن يسدد ضربات عدة في المرمة الأمريكي دفاعا عن النفس، مبتدءا بحرب جورجيا والدفاع عن اوسيتيا، والاعتراف بجمهوريات “ابخازيا ، واسيتيا” دولتين مستقلتين في العام 2008،والتي أدت إلى تقارب روسي أمريكي بوصول أوباما وميدفيديف التي مارس تطبيق سياسة بوتين الاستراتيجية والتي أدت في نيسان 2010 إلى توقيع اتفاق “ستارت 2” في براغ التشيكية، المدينة الذي كانت محطة توتر جديدة في العلاقات، “فالرئيس الروسي ميدفيديف”، الذي سجل نصر نظيف لبده في الاتفاقية الموقعة، والذي أعاد الاعتبار لدور روسيا الدولي بعد عقدين من الزمن، ظن البعض بان روسيا انتهت من الخريطة السياسية، لقد سجلت روسيا لنفسها ، نقطة مهمة لها في الاتفاقية الموقعة، وهو البند الصريح الذي ينص على أن روسيا يحق لها الخروج من المعاهدة متى تشاء عند الإخلال بالاتفاقية، وهذا يعود إلى مصداقية الولايات المتحدة بالالتزام التام بنص هذه المعاهدة ، أما النقطة الثانية،الغير مكتوبة في النصوص،وهي الاعتراف الأمريكي العلني بدور روسيا الرئيسي في العالم، على أنها دولة كبرى، أو لاتزال في إطار كونها قطب دولي ،من خلال الجلوس معها على نفس الطاولة لتوقيع الاتفاق الذي سميا ب “ستارت 2” .

وهنا لا نبالغ،بأن روسيا بعد هذه المعاهدة أعادة لنفسها صفة أساسية بأنها “قوة أساسية على المسرح الدولي” بعد إن خسرت هذا اللقب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق .

الملفات العالمية التي تم حلها بين الرئيسين:

عام بأكمله مضى قبل أن يتم توقيع اتفاق “ستارت 2” بين “الرئيس أوباما”، و”الرئيس ميدفيديف” فالاتفاقية التي تنص على الحد من التسلح النووي والاستراتيجي حسب جدول يحدد الكميات التي يمكن أن تبقى في عهدة كل دولة من هذه الدول.ولكن ما هو الثمن الذي تلقه كل فريق من الأخر قبل الاتفاق بعد أن كان التوتر سيد الموقف، طبعا التغيرات السياسية على الخارطة الدولية هي التي فرضت نفسها لكي يوقع كل طرف على الاتفاق الذي ميز نفسه المفوض الروسي بحقه في الانسحاب ساعة يرى نفسه،غير متكافئ في هذه العملية هذا من الناحية العامة ولكن من حيث المبدأ هناك ثمن اطر الأميركي لدفعه للروسي مقابل الموافقة الروسية المشروطة بناء للأمور التالية :

1- الإقلاع عن خطة نشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية،فكان مكان توقيع الاتفاقية في مدينة براغ التشيكية التي كانت موقع خلاف، إضافة إلى رفع الغطاء الأمريكي عن المشاكسة السياسية لبولندا في أوروبا الشرقية الموجهة ضد روسيا .

لكن الملف لم يغلق نهائيا بعد نشر بطاريات صواريخ “باتريوت” الأمريكية المضادة للصواريخ على الحدود الروسية “منطقة كالينيغراد “وأقامت قاعدة أمريكية مما اثر غضب واعتراض موسكو على هذه الخطة الأمريكية ، النوعية بتعقيد الملف مجددا، بعد إن كان هذا الملف الذي كان شبه محسوم لناحية الحل

2- الإقلاع عن الوعود في توسيع حلف الأطلسي على حساب،روسيا ومناطق نفوذها الاستراتيجي ،فكانت ضربت روسيا الموجعة لجورجيا،في أب 2008، وهزيمة الثورة البرتقالية في أوكرانية،ونجاح مرشح روسيا المدعوم من صقور الكرملين .

3- الانقلاب السياسي في جمهورية “قرغيزستان”،والمدعوم من روسيا التي استعادة السيطرة على هذه الجمهورية بعد ثورة “التوليب” السوسن عام 2005 .

4- الاعتراف الأمريكي بقوة روسيا القطبية ودورها الدولي من خلال العرض العسكري الذي أقيم في موسكو في التاسع من أيار “مايو “من هذا العام، بمشاركة دولية “أمريكية وأوروبية “.

الدور الروسي الجديد في حل الملفات العالقة:

بالرغم من الوصول إلى شبه اتفاق دولي ورسمي بين البلدين على حل جميع الملفات العالقة،والتي تشكل نقطة خلاف بينهما بالرغم من إن هناك العديد من الملفات العالقة التي لم تحسم بسب طبيعتها الصعبة:

1-ملف الشرق الأوسط والدور الروسي القادم في هذا الملف ،بالرغم من الحاجة الأميركية الماسة لروسية في المساعدة ،نظرا لعلاقات روسيا الواسعة مع دول وحركات هذه الدول

– سورية وعلاقتها كدولة ونظام بروسيا من قديم ،

-إسرائيل،وجاليتها الكبيرة ذات الأصول السوفياتية،

-السلطة الفلسطينية، حركة حماس في فلسطين”حزب الله في لبنان”الحركات المعارضة الرسمية ذات التمثيل البرلماني .

هذا الشيء الذي وجدنه في لقاء “مشعل– مدفيديف بحضور الأسد”، الذي يعني ليس الاعتراف بحماس ،وإنما طلب تنفيذ الشروط القديمة التي طلبتها موسكو من حركة حماس تنفيذه في فترة “الرئيس بوتيين” عندما استقبل مشعل في موسكو، ولم تنفذ حتى اليوم وهذه الشروط التي ترها موسكو كفيلة بنقل حماس إلى مكان أخر من اجل تأقلمها مع المجتمع الدولي والعالمي لكي تتأقلم مع الديمقراطية العالمية التي أوصلت حركة حماس إلى السلطة في فلسطين

2- الملف الإيراني، لقد وافقت روسيا،على فرض عقوبات على إيران،إذا لم تتوصل إلى حل مع المجتمع الدولي،ولكن دون أنياب، وأبقت لنفسها،حق بيع إيران سلاح دفاعي كالصواريخ الدفاعية لأنها لم تدخل في العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة لان روسيا حتى اليوم حسب الإحصاءات المنشورة التي تقول بان السلاح التي تم تصديره إلى إيران يبلغ 6 مليار دولار، ولاتزال روسيا موجودة في إيران تبني مفاعل “بوشهر” التي أعلنت بنها سوف تسلم المفاعل نهاية هذا العام،روسيا وافقت على العقوبات كي لا تكون روسيا تشاكس القرار الدولي ،وخاصة بعد إن بداء يظهر تعنت إيراني دون مبرر وهذا ما عبر عنه الرئيس الروسي أثناء زيارته إلى “الدانمارك “نهاية شهر نيسان من هذا العام عندما قال هذه العقوبات التي سوف تفرض على إيران سوف تكون موجعة جدا.

ولكن روسيا وضعت شرط أساسي لتبني ، العقوبات المنوي فرضها على إيران،بان لا تكون ذات أنياب،لان روسيا تعتبر بان إيران لاتزال شريكا أساسيا لروسيا في عدة أماكن،كبحر قزوين في عملية استخراج النفط ،في القوقاز،وأذربيجان،وارمينا ،في مناطق أسيا الوسطى وفي الشرق الأوسط،إيران زبون جيد من حيث شراء السلاح والتنقيب النفطي والتكنولوجي …الخ.

*باحث إعلامي ومختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

 

 

العلاقات الروسية الاميركية:توتر العلاقات بعد الربيع العربي 2

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …