محمد العروقي / لعل المتتبع للعلاقات الفلسطينية الاوكرانية على كافة الاصعدة , يلحظ النمو المتسارع لتلك العلاقات , و تطورها وبشكل كبير , فالعلاقات الاوكرانية الفلسطينية لم تشهد ذلك النوع من النشاط منذ افتتاح سفارة دولة فلسطين في اوكرانيا بتاريخ 15/10/2001 ايذانا ببدء العلاقات الدبلوماسية بين فلسطين و أوكرانيا. ان الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية , خلال السنوات القليلة الماضية , و انسداد الافق نحو الوصول الى سلام حقيقي بسبب التعنت الاسرائيلي , و نضال القيادة الفلسطينية المستمر في المحافل الدولية , و الذي توج بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة في الامم المتحدة , جعل من كل ذلك , بضرورة التحرك من اجل تكريس واقع الدولة الفلسطينية على الارض , و النهوض بمؤسساتها بكل مكان . و من اجل ذلك لم تتاخر سفارة دولة فلسطين في أوكرانيا عن اداء واجبها الوطني , الذي رسمته لها القيادة الفلسطينية و الاخ الرئيس محمود عباس( ابومازن). و من يوم ان استلم مهام منصبه قبل 3 سنوات بدأ سعادة سفير دولة فلسطين لدى أوكرانيا الدكتور محمد الاسعد , بتنفيذ اليات تطوير العلاقات الفلسطينة الاوكرانية , مع افراد طاقم سفارته , و الجالية الفلسطينية , و مختلف ابناء النسيج الفلسطيني في اوكرانيا , للوصل بعلاقات قوية تخدم القضية الفلسطينية. لعل التاريخ سوف يذكر كم من المناسبات و الفعاليات اقامتها سفارة دولة فلسطين لدى اوكرانيا لتعريف الراي العام الاوكراني بالقضية الفلسطينية , ناهيك عن اللقاءات و الاجتماعات و الزيارات الفردية و الخاصة , من اجل كسب موقف و كسب صديق جديد يدعم تلك العلاقات و يكون بجانب الحق الفلسطيني. الامور لم تقف عند هذا الحد , فبدأ سعادة سفير دولة فلسطين الدكتور محمد الاسعد بارسال وفود أوكرانية الى فلسطين حسب ما يتوفر من الامكانيات ,كي تلامس ارض الواقع و تنقل الصورة الى المجتمع الاوكراني, علاوة عن ذلك بدات الوفود الفلسطينية بالوصول الى اوكرانيا للمشاركة بكثير من المعارض , و الفعاليات , و توجت اخير بزيارة وزير الزراعة الفلسطيني المهندس و ليد عساف الى اوكرانيا و التي حققت انجازا كبيرا بصفته وزير في دولة فلسطين. الانجازات بفضل سفارة دولة فلسطين كثيرة و كبيرة و بفضل ابناء فلسطين المخلصين من حول سفارة بلدهم و لا يسعنا ان نتحدث عنها بمقال واحد , و كان الشهر الماضي يحمل كثيرا من العبئ على كاهل السفارة ففي ان واحد كان وزير الزراعة الفلسطيني في اوكرانيا و بعدها كان سعادة السفير محمد الاسعد في وطنه فلسطين و كان هناك اكثر من وفد اوكراني من مؤسسات مختلفة في فلسطين, كل هذا العمل المتواصل من اجل فلسطين و تكريس وجود دولة فلسطين. بعد كل هذا العرض , هناك من لم يرق له هذه الانجازات, لان افقه ضيق , و لا تخدم تلك الزيارات مصلحته الضيقه , او تعتبر فلسطين جزء صغير لبرنامجه الكبير , و انتمائة لذلك البرنامج اكبر من انتمائه لفلسطين رغم انه فلسطيني. ان القيادة الفلسطينية و من خلال متابعتنا لسياستها فهي ترحب بكل زائر سواء كان مسلم او عربي , او اجنبي , لارض فلسطين , و جوهرة فلسطين القدس ,بعيدا عن فتاوى من ليس لهم لحق بالفتوى , ففلسطين بها من مشايخها و اهل العلم و الدين ما يجعلها ليست بحاجة لتلك الفتاوى المشبوهة و المقززة. ان فلسطين بحاجة لكل فلسطيني يؤمن بالعمل المشترك و العطاء المشترك من اجل رفعة قضيتنا الفلسطينية و الا نكون مثلما يقول المثل الفلسطيني بالعامية (مثل الاملس حلو اللسان قليل الاحسان). ان فلسطين بحاجة لكل فلسطيني يؤمن بقضية وطنه و الا ان تكون فلسطين مجرد برنامج صغير ببرنامجه الكبير , ان فلسطين بحاجة لكل مواطن شريف يعمل على انهاء الانقسام و تلطيف الاجواء و ليس على تكريس الانقسام تحت حجج واهية , ان كل فلسطيني عليه العمل من اجل فلسطين و الا يحاول ان يحشر قضيته الفلسطينية في مشاكل اخرى بدول الجوار نحن في غنن عنها. و لذلك نتمنى على سفارة دولة فلسطين ان تستمر بنهجها خدمة لقضيتها العادلة , اما اصحاب الفتاوي و التكفير و التحليل , فالاجدر بهم ان يبحثوا على مكان اخر يجدون بها مزاياهم التي يحلمون بها. لاننا اصبحنا باعتراف العالم بالامم المتحدة نحمل اسم دولة فلسطين , و ليس سلطة “عباس” في رام الله كما يبث اعلامهم الاسود الحاقد.و اجدادنا قالوا (الرجال مخابر و ليست مناظر).