د. ياسر خالد مساعده/ رحلت هذه الشخصيه العالميه العظيمه من عالمنا ذات السلطه المعنويه و صاحبة الفكاهه التي ضحت بحريتها من أجل حرية الآخرين و التي مهما تحدث العالم عنها سيبقى مقصر أمام عظمتها ولد نيلسون مانديلا في قرية مفيتزو في دولة جنوب افريقيا حيث كان يدعى (روليهلاهلا) و عندما توجه للدراسه في المدرسة أعطته المعلمه اسم نيلسون كما أعطت غيره من الطلبه الافارقه اسماء انجليزيه و ذلك لترسيخ اللغه و العادات الانجليزيه بشكل ذات فعاليه و كان نيلسون مشهورا بعناده و ثقته بنفسه و شجاعته التي كسب منها العالم الحريه فيما بعد
نيلسون الرجل المناضل الشجاع كان دائما واقفا ضد العنصريه و التحيز للبيض في جنوب افريقيا حيث أنه تعرض للقمع و السجن لمرات عديده لم تضعفه أبدا بل زادت عزيمته و اصراره للمطالبه بالحريه و العداله اثناء خروجه في احتجاجات كانت بدايتها عند رفع الاسعار خلال دراسته القانون و قد عمل حارسا لمناجم الذهب و كاتبا في تارة اخرى و كان على علاقة طيبة مع جميع فئات المجتمع من الليبراليين و الشيوعيين و اليهود و غيرهم
انضم نيلسون الى الحزب الوطني الأفريقي و عمل فيما بعد محاميا و تزوج من ايفلن الممرضه التي ايضا كانت تنتمي لذات الحزب و أصبح أمينا للحزب,حارب العنصريه قولا و فعلا حيث جعلها الهدف الاول و سخر حياته حتى تتحقق الحريه و العداله للناس أجمعين و قال “الحريه لا يمكن أن تكون على جرعات فالمرء اما أن يكون حرا أو لا يكون حرا”
تأثر مانديلا بالشيوعيه و أصبح متابعا لها بعد ما كان ضدها حينما قام النظام السوفيتي بمساندة حزبه ضد نظام الفصل العنصري و افتتح شركة محاماه للدفاع عن حقوق السود و التصدي للعنصريه حيث قوبلت بالقمع و العنف لكن اصراره على تحقيق العداله و الحريه جعله يعمل في كل مكان و ابتدأ بفكرة أنه لا بديل عن المقاومة حتى لو كانت بالعنف وصلت هذه الشخصيه العظيمه الى هدفها بعد اعتقال و تعذيب و مشاكل أسريه حيث أنه تزوج ثلاث مرات و نالت الديمقراطيه و العداله و كسرت حاجز العنصريه بين السود و البيض في العالم اجمع و ليس فقط بجنوب أفريقيا و أصبح نيلسون رئيسا للدوله و عملت حكومته على التطهير العرقي و نزع العنصريه و الطائفيه و مكافحة الفقر و البطاله وتحقيق المساواة كما شغل دوليا أمينا عاما لحركة عدم الانحياز و كان له الفضل الكبير على العالم في غزل النسيج بين الثقافات و دعم حقوق الانسان حيث نال جائزة نوبل للسلام و ميدالية الرئاسة الأمريكيه للحرية و وسام لينين من النظام السوفيتي
قاد هذا الزعيم جنوب أفريقيا بحكمة منتزع منها العنصريه معززا الديمقراطيه و الحريه و العداله و كان شعاره “حياة أفضل للجميع” حيث التعليم المجاني و اعادة الاعمار و التنميه و كان داعما لحرية الاعلام و متبرعا بثلثي دخله للأطفال,كان داعية سلام في العالم حيث دعا الى انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني و دعا الهند و الباكستان الى التفاوض بما يرضي الطرفين لأنهاء الصراع في كشمير,عمل على تعزيز الاقتصاديات الكبرى و شرق آسيا و أنشأ جمعيات لمكافحة الأيدز
عارض منديلا في مؤتمراته السياسيه الغربيه لأدائها الدور الشرطي على العالم أجمع و عارض الحرب على العراق واصفها بالمأساه و دعا الى رفع الحصار عن غزة و لا ينسى له الدور الرياضي لأستضافة كأس العالم لكرة القدم عل أرض جنوب أفريقيا
و من أقواله الرائعه “العظمة في هذه الحياه ليست في التعثر و لكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها”