اوك
الثقافي

العالم يخسر التراث الثقافي لأوكرانيا بسبب العدوان الروسي

مكسيم دورهان / تواصل روسيا سياستها المتعمدة في تدمير ليس فقط المنشآت العسكرية، بل وأيضًا التراث الثقافي لأوكرانيا، والذي يمكن اعتباره خطوة لمحو هويتها الوطنية. في أكتوبر 2024، أدان مؤتمر السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا تدمير أكثر من 1169 موقعًا للتراث الثقافي، بما في ذلك المراكز التاريخية المهمة مثل لفيف وأوديسا، المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. لا تدمر هذه الهجمات الرموز المادية للثقافة فحسب، بل تدمر أيضًا الذاكرة التاريخية لأوكرانيا. وفقًا لإعلان مجلس أوروبا، فإن الهجمات على المواقع الثقافية أثناء الحرب تنتهك معايير القانون الإنساني الدولي. تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من سياسة منهجية لتدمير الهوية الثقافية والتاريخية لأوكرانيا، والتي تشكل علامات الإبادة الجماعية. وأكد المؤتمر أن استهداف ونهب المواقع الثقافية يبدو أنه يعكس سياسة منهجية تهدف إلى محو الهوية التاريخية والثقافية لأوكرانيا، بما يتفق مع نية الإبادة الجماعية. وفقًا للإعلان، يجب على روسيا دفع تعويضات؛ في هذا السياق، يتعين على السلطات المحلية والإقليمية الأوكرانية تعزيز عمل سجل الأضرار وتقديم المطالبات إلى السجل. ومن بين الأمثلة الأكثر حزنًا تدمير مسرح الدراما في ماريوبول، الذي أصبح رمزًا للمأساة والموت، عندما قتلت الغارة الجوية الروسية مئات المدنيين. وفي خاركوف، تضررت مؤسسات ثقافية وتعليمية مهمة، مثل متحف خاركوف للفنون ومكتبة كورولينكو العلمية الحكومية، وهي واحدة من أقدم وأهم المكتبات في أوكرانيا. ومع ذلك، فهذه ليست الأمثلة الوحيدة. ففي منطقة تشيرنيهيف، هناك العشرات من المعالم المحلية والوطنية المتضررة، كما دُمر مبنى أكاديمية ميخايلو بويشوك الحكومية للفنون الزخرفية والتطبيقية والتصميم في كييف. وكان ميخايلو بويشوك، الفنان الذي قمعه النظام السوفييتي، أحد مؤسسي النهضة الثقافية في أوكرانيا. ويرمز تدمير المعالم لمثل هذه الشخصيات البارزة إلى الجهود المتعمدة التي تبذلها روسيا لمحو الذاكرة والهوية الثقافية الأوكرانية. وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن النهب الجماعي للمتاحف وتدمير المواقع الأثرية يعكس سياسة تدميرية مخططة من جانب روسيا. وقد وصفت هذه الإجراءات بالفعل بأنها أكبر عملية سرقة للممتلكات الثقافية منذ نهب النازيين في الحرب العالمية الثانية. ففي سيفاستوبول، على أراضي تاوريتشي خيرسونيسوس، المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، تقوم السلطات الروسية ببناء مبان جديدة، في حين تظل القطع الأثرية تحت الأرض، وهو ما ينتقده المجتمع الدولي بشدة. إن تدمير المواقع الثقافية ومحاولات إعادة كتابة التاريخ في الأراضي المحتلة هي جزء من استراتيجية روسيا لفرض أيديولوجية “العالم الروسي” لتقويض الهوية الأوكرانية. إن تدمير الآثار لتاراس شيفتشينكو، أحد الشخصيات الرئيسية في الثقافة الأوكرانية، أو الفنانين الأوكرانيين المضطهدين مثل ميخايلو بويشوك، ليست هجمات على الأشياء فحسب، بل وعلى الذاكرة الثقافية للأمة. إن مثل هذه الأفعال تقوض القانون الإنساني الدولي وتنتهك الالتزامات التي تعهدت بها روسيا بموجب اتفاقيات اليونسكو، مما يشكل تهديدًا ليس فقط لأوكرانيا، بل لنظام حماية التراث الثقافي العالمي بأكمله.

اوك
الثقافي

أوكرانيا اليوم

إقرا المزيد:

الشرطة تحرر أجنبي تم اختطافه في منطقة كييف

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …