العاصمة كييف تشهد احتفالا مهيبا بمناسبة العيد الوطني للمملكة العربية السعودية
23 سبتمبر, 2014
أخبار أوكرانيا, الأخبار, مال و اعمال
أوكرانيا اليوم / كييف / نظمت سفارة المملكة العربية السعودية ، احتفالية كبيرة ، بمناسبة العيد الوطني 84 الذي تم فيه توحيد المملكة.
و قد شهدت قاعة الاحتفالات في احد الفنادق الكبرى بالعاصمة كييف ، تلك الاحتفالية بحضور ، كبار الضيوف من الدولة الاوكرانية ، كذلك العديد من أصحاب السعادة سفراء الدول العربية و الاسلامية و الدول الصديقة ، بالاضافة لممثلين عن المؤسسات الدينية و منظمات المجتمع المدني في أوكرانيا.وجمع غفير من ابناء الجاليات العربية و الضيوف الاوكرانيين و الاجانب.
و قد ابتدا الحفل بالسلام الوطني للملكة العربية السعودية ، تلاه السلام الوطني لاوكرانيا ، كما استهل سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الشيخ / جديع بن زبن الهذال كلمته مرحبا بالضيوف الكرام و مستعرضا ذكرى توحيد المملكة التي أرسى خلالها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين – صلى الله عليه وسلم.
كما استعرض سعادته الجهود الحثيثة التي تقوم بها المملكة و قيادتها الحكيمة في خدمة الاسلام و المسلمين و خاصة التحديثات و الترتيبات المستمرة في توسعة المسجد الحرام في سبيل راحة الحجاج و المسلمين.
كما استعرض سعادته افق العلاقات الاوكرانية السعودية منذ اقامتها في العام 1993 و الجهود المستمرة في تدعيم و تقوية تلك العلاقات بما يعود بالفائدة على البلدين و مقدما الشكر في نفس الوقت للرئاسة و الحكومة و البرلمان على تعاونهم الوثيق مع السفارة و تقديم كافة اشكال العون و المساعدة ، كما تمنى خادم الحرمين الشريفين للرئيس الاوكراني “بيتروبورشينكو” التوفيق و النجاح و ان يعم السلام و الاستقرار اوكرانيا.
السعودية: سطور لا تنتهي
ماذا حدث للصحراء التي كانت هنا قبل أربعة وثمانين عاماً؟ يبدو هذا هو السؤال الذي قد يطرأ على بال شخص بلغ الآن المئة عام وغادر الصحراء، قبل أن يعود لرؤيتها الآن وهي دولة غنية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتصنف اليوم كأكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم .
وفي رصد لإنجازات البلاد وسط احتفالاتها بذكرى اليوم الوطني الـ84، الذي يصادف اليوم، فإنه قياساً بالفترة الزمنية التي احتاجتها المملكة لتكون اليوم واحدة من أكبر الدول في الشرق الأوسط وصاحبة تأثير عالمي، الأمر الذي يصفه بعض المراقبين بالمعجزة لدولة نشأت في الصحراء ودون مقومات اقتصادية حقيقية وفي ظرف زمني يعادل متوسط عمر الإنسان في بعض الدول المتقدمة .
خلال 84 عاماً نجحت السعودية في البداية من الصفر لمناطق في صحراء مترامية الأطراف تتناثر فيها القرى الصغيرة ويتطاير منها غبار البدو الرحل الباحثين عن العشب والحياة، لكن هذا الأمر تغير بسرعة في دولة تأسست حديثاً حيث كان لزاماً في البدء العناية بالتعليم والصحة والبحث عن موارد اقتصادية تكفي للنجاح في تحدي تحويل الصحراء إلى دولة مأهولة بالسكان والوافدين والأسواق والمعارض وكل مناحي الحياة العصرية المتقدمة .
كان اكتشاف النفط حدثاً خاصاً قبل أن يكون عالمياً، لأنه زاد من قدرة الدولة على البدء في مشاريعها السريعة لتكون لغة الأرقام اللغة العادلة التي يمكنها أن تشرح النجاح الذي حل بالصحراء بعد أن أصبحت مملكة عربية سعودية يعيش على أرضها اليوم 30 مليون نسمة، من بينهم 20 مليون سعودي يحصلون على تعليم مجاني ورعاية صحية مجانية وتعليم جامعي يقابل بمكافآت شهرية لإعانات الدارسين حتى تخرجهم .
ولأن التعليم هو أساس نهضة الأمم فإن البلاد التي ورثت الكتاتيب حين كانت الأمية صفة شائعة بين السكان وصل عدد المدارس فيها اليوم للبنين والبنات إلى نحو 40 ألف مدرسة تضم بين جدرانها نحو خمسة ملايين طالب وطالبة يتلقون تعليمهم على أيدي نصف مليون معلم ومعلمة من السعوديين .
وعلاوة على ذلك تعرف السعودية الآن وجود 32 جامعة حكومية وأهلية على أرضها تضم 494 كلية، وتتوزع على 76 مدينة ومحافظة من بينهم جامعة الأميرة نورة في الرياض والتي تدرس فيها نحو 60 ألف طالبة وجامعة كاوست على ضفاف ثول التابعة لمحافظة جدة، والتي تعد من أعرق الجامعات العالمية اليوم في دراسة العلوم والتقنية وتضم طلاباً من مختلف دول العالم .
ومن الناحية الصحية فإن المملكة التي كان سكانها قبل 84 عاماً يخضعون لاحتمالات التشخيص على أيدي ممارسين شعبيين يمتهنون الدواء بالأعشاب تزاحم فيها عدد الأسرة داخل المستشفيات الآن المستويات العالمية بـ64 ألف سرير تنتشر في نحو 500 مستشفى في المملكة، يعمل فيها نحو 13000 طبيب سعودي من بين60 ألفا من الأطباء العاملين داخل تلك المستشفيات .
إن النظر لما حدث خلال 84 عاماً لدولة بدأت من الصفر لتصبح اليوم واحدة من أهم الدول في المنطقة وصوتا سياسياً مسموعاً في العالم عدا عن تأثيراتها الاقتصادية التي انعكست على النهضة العمرانية المذهلة قياساً بالزمن في البلاد وشق الصحراء بآلاف الكيلومترات من الطرق السريعة والبدء في انشاء قطارات تربط بين المدن وأهمها قطار الحرمين الذي يأتي تتويجاً لرصيد زاخر ومهم من الإنجازات السعودية المبهرة في خدمة الحجيج والمعتمرين والتي كللت بمشاريع توسعية وتطويرية لاستيعاب أكبر قدر ممكن من ضيوف الرحمن، يلقون خدمات تساعدهم على أداء نسكهم وعبادتهم في كل يسر وطمأنينة.