%D8%AF%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%86 أوكرانيا

العاصمة الفرنسية باريس تشهد اجتماعات الأطر القيادية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في ساحة أوروبا

أوكرانيا اليوم / كييف / اختتمت ظهر اليوم في العاصمة الفرنسية باريس و بمشاركة واسعة من الاحزاب الفرنسية والاوروبية وجمع كبير من المتضامنين الأوروبيين مع الشعب الفلسطيني وقائع الجلسة الافتتاحية لدورة اجتماعات الأطر القيادية لحركة فتح في ساحة أوروبا ، حيث بدأت الجلسة بعزف السلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية.
وألقى السيد آلان موني، مستشار العلاقات الدولية عن والقيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي كلمة أشار فيها لدور حزبه في تبني الجمعية العامة الفرنسية قرارا يناشد الحكومة الفرنسية بالإعتراف الرسمي بدولة فلسطين ، باعتبار أن هذا الإعتراف خطوة أساسية لإيجاد حل حقيقي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ، وأعرب عن أسفه لفشل كل الجهود و المبادرات الدولية للحصول على حل سياسي عادل بين الطرفين حيث أدّى ذلك إلى صعود حركات دينية متطرفة تساهم بإشعال كامل للمنطقة ، وقال أن استمرار إسرائيل بالإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمنع بشكل فاضح وواضح إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة مما يؤدي لإستمرار دوامة العنف كنتيجة طبيعية لهذا الواقع المفروض، وأشار إلى رفض الحزب الإشتراكي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بحل الدولة الواحدة خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو ، مؤكداً أن الحزب الاشتراكي الفرنسي لا يرى سلاما عادلا سوى في حل الدولتين ، منوها إلى ضرورة تبني مبادرة دولية جدية و حاسمة في هذا الشأن.
وفي كلمته قال الناشط الدانمركي ‏سامي اكيبو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خاض حملته الإنتخابية على اساس تعطيل حلّ الدولتين، وأنه من الضروري النظر للحقائق المحزنة حيث يتنكر العالم لحقوق الفلسطينيين ، وهذا يستدعي ضرورة إحياء الأمل عند الشعب الفلسطيني وانهاء الانقسام السياسي بين القيادات الفلسطينية والانقسام الجغرافي بين غزة والضفة الغربية، مشيرا الى ان هذه الانقسامات تقوّض وحدانية التمثيل الفلسطيني وتضعف موقفهم وتزيد من تنامي الإحباط في أوساط جيل الشباب الفلسطيني الذي لم يعد يرى في فتح أو حماس ممثليين ذوي مصداقية.
وألقى الدكتور محمود أغا الناشط السياسي والاعلامى السويدى رئيس تحرير صحيفة الكومبس السويدية كلمة شرح خلالها أوضاع الجالية الفلسطينية في اوروبا ، واصفاً حالة التردي التي تعيشها والانعكاسات السلبية لهذه الحالة على القضية الوطنية و على مساعدة الإحتلال الغاشم في التمادي في سياسات تهويد القدس والاستيطان وحصار قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة الإستفادة من كل الطاقات الفلسطينية لخدمة الموضوع الوطني.
بدوره تحدث د. ايلي حاتم مستشار الحزب اليميني الفرنسي والخبير في القانون الدولي ، عن ما عصف في البلدان العربية تحت إسم الربيع العربي وإنعكاسات هذا الأمر على وضع ومكانة القضية الفلسطينية، وطالب الفلسطينيين بالعمل الجاد من أجل توحيد صفوفهم لمجابهة التحديات التي يفرضها الإحتلال الاسرائيلي ، واعتبر أن الربيع العربي تحول إلى شتاء قارص بسبب انتشار التنظيمات المتطرفة وبسبب حالة الانقسام الديني والطائفي في المنطقة منوها الى دور أجهزة المخابرات وباعتراف سياسيين دوليين في أحداث هذا المناخ من الانقسامات في المنطقة ، داعيا الفلسطينيين الذين نجوا من الانقسامات الدينية والطائفية الى حل انقسامتهم السياسية من أجل التوحد خلف المشروع الوطني الفلسطيني .

وفي كلمتها قالت الناشطة جوفل كالان عضو القائمة الموحدة لأحزاب اليسار في الدنمارك
أنها تعمل على دعم قضايا الشعب الفلسطيني العادلة، ومساندته في تحقيق استقلاله وقيام دولته المستقلة، وأدانت ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني التي تعتبر مساساً فاضحاً بالإنسانية والقانون الدولي.
ثم تحدث الناشط الشبابي الجزائري عارف مشاكره الامين العام لحركة الشباب العربي في أوروبا حول وقوف الشباب الغربي إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه لنيل الحرية موضحا أنه تربى في الجزائر على حب فلسطين وعلى ضرورة التضحية والاستشهاد في سبيل فلسطين وحريتها ، منوها أن الشباب العربي لديه القدرات لتحرير فلسطين ولكنه بحاجة إلى الإيمان بذلك ومنحه الفرصة للعمل على ذلك ، داعيا الشباب الفلسطيني إلى التوحد خلف قضيتهم وأن يصونوا ويحافظوا على مكانتهم العالية لدى الشباب العربي والتي استحقوها نتيجة تضحياتهم وعطائهم.
كما ألقى السيد اريه سكالبرغ ممثل الحزب الاشتراكي النرويجي كلمة قال فيها أنه كان ينتظر قيام دولة فلسطينية بعد توقيع اتفاقية أوسلو في 1994، وان هذا الأمر لم يتحقق بالرغم ان 136 دولة في العالم قد اعترفت بفلسطين كدولة في 2015 وهي تشكل ما نسبته 70% من الدول في الأمم المتحدة وتمثل نسبة 80% من تعداد سكان العالم ،
واضاف أن هنالك قوى هائلة التأثر تعمل على تعطيل قيام الدولة الفلسطينية، وان التقدم على هذا المسار بطيئ جداً، وأضاف أن هناك ظلم كبير يعاني منه الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال ويستدعي تدخل العالم من أجل إنهائه.
ووجه دعوة للشعب الفلسطيني والشباب المثقف والجيل الجديد المفعم بالطاقة بأن يأخذوا دورهم في العمل السياسي وصناعة القرارات، مؤكداً أن الديمقراطية والمفاوضات السلمية هما الطريق الأمثل لحل المشكلات الوطنية الفلسطينية.
من ناحيته توجه القيادي الفلسطيني محمد دحلان بالتحية إلى أسر الشهداء والجرحى معدداً مآثر الشهيد ياسر عرفات، وإلى الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وخصّ بالذكر الأسيرين جمال أبو الليل ومحمد القيق اللذين يخوضان إضراباً عن الطعام .
وعلى المستوى السياسي قال القيادي دحلان أن هناك عملية تدمير منهجي قد تمت لإتفاق أوسلو وعطلّت من فرص حل الدولتين في ظل إستمرار سياسة الإستيطان ونهب الأرض وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، والتعنت الذي تمارسه حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل، وأضاف دحلان أن المفاوضات فشلت (لأصحاب المفاوضات المفتوحة) ورافقها فشل آخر ( لأصحاب برامج المقاومة المسلحة المطلقة) ،
وفي الشأن الداخلي إتهم النائب محمد دحلان أصحاب الأجندات الشخصية بتعطيل المصالحة والعمل على تعزيز الإنقسام، والعمل على تجريم المقاومة الفلسطينية بعد أن تحوّل النظام السياسي الفلسطيني إلى مؤسسة خاصة بالتنسيق الأمني المقدس فقط، بالإضافة إلى تعطل المؤسسات الفلسطينية التشريعية والرقابية ، وأن أزمة النظام السياسي إنعكست بشكل خطير على المجتمع الفلسطيني الذي تتعاظم فيه نسب الفقر والبطالة، ويواجه أزمات في الخدمات الصحية والتعليمية والبنى التحتية والمشاريع الإنشائية، إضافة لحالة من العزلة للنظام السياسي الفلسطيني مع مخيمات الشتات والجاليات الفلسطينية في المهجر.
وفي الشأن الفتحاوي تحدث النائب محمد دحلان عن سبب دعمه للرئيس عباس في الإنتخابات الرئاسية وقال انها جاءت وفق أسس تقوية السلطة ومواجهة الفساد وتعزيز قوّة حركة فتح من خلال قيادة جماعية وشراكة مع كافة فئات المجتمع الفلسطيني، إلّا أن ابو مازن إنقلب على هذه الأسس، ومارس الديكتاتورية بصورها المتعدده، وكان لزاماً مواجهته والتصدي لحالة التفرد والإقصاء والهيمنة التي اعترت سلوك الرئيس عباس.
وخاطب دحلان أبناء حركة فتح قائلاً أنها حركة لن تهزم، وانه ومعه كل المخلصين باقين فيها ولن يسمحوا لأحد بإنتزاعها من تاريخها وبرنامجها وتحويلها إلى حركة فاشلة، وعرض رؤيته أمام المشاركين في الإجتماع وقد لخصّها في عناوين إستراتيجية تستند على بناء نظام سياسي فلسطيني قائم على المشاركة والشفافية والمساءلة والتأسيس لوحدة وطنية قادرة على النهوض بالوضع الفلسطيني وتحافظ على الكرامة الوطنية، والإيمان بحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة ، وإلى أهمية إعادة بناء حركة فتح على اساس حكم المؤسسات وليس الأفراد، مشيراً إلى أهمية العمق العربي والدولي في التعاطي مع القضية الفلسطينية.

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …