النادي الثقافي فعل حضاري وحاجة ملحة وضرورية في الاجتماع البشري وغاية أسمى للاشتراك في الفضاء العام.
أوكرانيا اليوم / كييف / خاص/ انبثقت فكرة النادي بين مجموعة من الطلبة العرب بمدينة كريفوروغ الاوكرانية وتم تداولها بطريقة إيجابية محددة ومؤطرة بهدف واحد ورئيسي والمتمثل في إظهار الوجه المشرق في المجتمعات العربية، والوقوف ضد الصورة النمطية والسائدة عن المجتمعات العربية في كونها مجتمعات متوحشة، ولا تعرف من الحضارة إلا الاسم أو تلقيها بالمقلوب والشكل المعكوس، وجعل الاخر يلمس الجمل والجوانب الايجابية في تاريخ وجود العرب طيلة القرون الغابرة باعتبار ظهورهم في حلقات التاريخ ساهم في النهضة الأوربية، كما قال ليون ديورانت لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا الحديثة عدة قرون أو لما رأت النور إلى الان.
اللقاء التحضيري الأول اتسم بالحماسة والغيرية المثلى لتشييد إطار يتم من خلاله التعبير عن جل القضايا المطروحة على مستوى الثقافة والفن والوعى الجمعي والتواصل من خلاله مع الاخر المختلف عرقيا وثقافيا ودينيا، والهدف الأسمى التأسيس لقاعدة كبرى تعبر عن عمق الروابط الروحية والثقافية والمجتمعية والبنيوية بين كل الأقطار العربية لمحاولة الثأثير عن بعد في تجليات الواقع العربي وجبر الضرر الدي يلحق كل إنسان عربي أينما حل وارتحل بحكم الأفكار المسبقة التي يروجها الإعلام المعادي عن طبيعة المجتمعات العربية وتنشيط مسلسل وجود الثقافة العربية في أوكرانيا مع التعريف بها في كل المحافل والمناسبات.
الملتقى الثقافي العربي بكريفورغ صفته التنوع ونقطة ارتكازه العمل المشترك بين جنسيات عربية متعددة.
تتجسد طبيعة الأنشطة المقترحة التي سيتم العمل عليها طيلة السنة بين الجانب المتعلق بالحوار والتواصل مع البيئة الحاضنة المتمثلة في المجتمع الأوكراني و مع العمل على تأسيس فضاء لتعليم اللغة العربية، وإنشاء مركز للمسرح والفنون الجميلة والأدب والشعر والتاريخ والموسيقى والهندسة المعمارية، وتخصيص أروقة للعادات والتقاليد، وعرض منتجات الحضارة العربية وعلامات راهنيتها ووجودها فكريا وعلميا وثقافيا على شكل أيام ثقافية وأمسيات فنية وعروض مسرحية.
في جانب اخر تم تخصيص نادي خاص بالمرأة العربية باعتبار أن المرأة العربية لها حضورها الوازن في الثقافة العربية، ولعبت أدوار جوهرية في نشرها على جميع الأصعدة، وتساهم في التطور الايجابي والبناء وذلك بعد خروجها من الصمت المفروض والمطبق عليها في الماضي، فأصبحت طاقة حيوية عاملة مفكرة وبرهان على أن المرأة لها نصيب خالص في الابداع والثأثير على المستوى الثقافي.
الملتقى الثقافي العربي بكريفوروغ بدأ في نحث المعالم الأولى للعمل الجاد وفق رؤية ترتكز على الأبعاد المشتركة في الثقافة العربية وتقاسمها مع أفراد البيئة الحاضنة ونشر بذورها الإيجابية لتنبث زرعا له مرام واحد هو بناء حاضر ومستقبل ثقافي مشرق في العلاقة مع الانسان الغريب عن الحضارة العربية، وإيقاظ الوعي العالمي من سبات عدم المعرفة وغيابها حول هده الثقافة التي عبرت الافاق وساهمت في بناء حضارات عديدة، دون أن يعرف أهل تلك الحضارات بالأصول الجوهرية للطفرة التي شهدها الكون وفق حركية ثقافية هادفة شعارها : نختلف لكن نتعايش.