5555 أوكرانيا

الطفل ووسائل الإعلام الحديث…!!!(3-3)


دراسة علمية أكاديمية عن الأطفال ودور الإعلام الحديث في صقل أفكارهم .

الطفل مادة للأعلام  :

د. خالد ممدوح العزي / إن التعامل مع الأطفال شي مميز في المجتمعات الغربية لكون الطفل هو 5555 أوكرانيامركب من مزيج  مختلف  في تكوينه الجسدي والعقلي ، فالتعامل مع هذه الشريحة الواسعة، تبدأ أساسا بتفهم هذه الشريحة، فإذا كان الهم الأساسي للجمعيات الخيرية جميعا واحد هو” الطفل”، وفي كيفية التعامل معه، لماذا لا يتم البحث فيما بينهم  بوضع إستراتيجية عمل مشترك من قبل الجميع في مواجهة الأخطار القادمة والمقبلة  بظل تطور الحياة ومتطلبتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغزو العولمة .

يكتب خبير الشباب والناشط  في الحركات الشبابية” كوستي  بندلي” [1]،في كتابه كأخصائي اجتماعي ونفسي:”بان الطفل في مرحلة المراهقة والذي ينبغي فيها أن ينسلخ عن محيطه العائلي المحدود، الدافئ، الواقي، ليدخل العالم الواسع فيقف فيه على رجليه، إذا صح التعبير.

 الاهتمام الذي تعمل عليه وسائل الإعلام في صقل شخصية طبيعية، و مميزة للطفل من اجل تحضيره للمستقبل، من اجل مواجهة قضاياه ومشاكله المستقبلية بنفسه. فالإعلام الذي يقوم  بمساعدة شخصية للأطفال،من خلال  بناء وتطوير الثقافة الاجتماعية لهذه الشريحة الصاعدة، وبتعبير أفضل إن التوجيه، والإرشادات المقدمة في تكوين وصقل شخصية الطفل التي تمكن في الأطفال من خلالها تخطي مرحلة الطفولة والمراقبة بعناية  من البيت و المدرسة والمجتمع، ليصبحوا راشدين  في هذا المجتمع، لهم الحقوق وعليهم الواجبات حسب قوانين الدول المعاصرة[2].وهنا يتم التركيز بالكامل والاهتمام المميز بأوضاع الأطفال الاجتماعية والنفسية والمادية والدراسية، لكي يتيح لنا معرفة مشاكلهم عن قرب من خلال الدخول في تفاصيل عالم الطفولة،والطفل الذي، لا نزال حتى اليوم  بعيدين جدا عنه  وعن مشاكله، فإذا ركزنا على الأطفال بشكل عامة في عملنا ، لكن لبد لنا من الاهتمام الخاص بالأطفال ذو الحاجات الخاصة وكذلك الأطفال الأيتام الذين هم بحاجة أكثر للرعاية والاهتمام من قبل المختصين والمربيين والكافلين لهم، لان هذه الشريحة الاجتماعية هي بحاجة قوية للرعاية والاهتمام لتعويض النقص، المادي بسبب فقدان إحدى الأبوين، أو فقدان أجزاء من الجسد، وهؤلاء الذين يطلبون  بمساعدة خاصة ،من خلال الاهتمام الخاص التي تقوم بها مراكز الرعاية والمؤسسات والكافلين لهم والمربيين لهم ،ووسائل الإعلام التي لها التأثير الكبير في التوعية وتعويض بعض الشيء من النقص.

فالمحطات التلفزيونية التي تعمل على تنشيط الدعاية والإعلان في البرامج اليومية والتي تحث على الاهتمام بالأطفال وتعطي شرعية بأشكال مختلفة في تسويق سلعها المتنوعة، وفيما بعد يصبحون مستهلكين لها.  مما يدفع ببعض الأطفال إلى ممارسة أعمال غير قانونية وغير شرعية ، كي يوفروا لأنفسهم كل الحاجات التي يشتهونها كما يتم ترويجها، وهكذا تبدأ مشاكل العديد منهم مع المجتمع الأساسي الذين يصبحون عاهة عليه(3).

فالبرامج التلفزيونية التي تبث إلى الجمهور العام، تصبح  فيما بعد شديدة الحساسية بالنسبة إلى الأطفال من خلال العروض التي تزداد يوما بعد يوما نحو هذه الشريحة والراغبة فعليا في تلفق كل ما يتم عرضه ،فكل ما هو مقبول وغير مرغوب، ومسبب للإمراض “كالعنف المفرط، والسادي، والعنف الجنسي، والإثارة الرخيصة المرتبطة بالتلذذ، والانحرافات الجنسية والحيوانية والاهتمام بالمخدرات، الخ …)(4).

هنا تكمن المسؤولية المشتركة بين الجميع،”الإعلام ووسائل التربية ومنظمات المجتمع المدني والأهلي ووسائل الإرشاد للدولة “، في تأدية الواجب الإنساني اتجاه  هذه  الشريحة الكبيرة في المجتمع  وفي هذا الخصوص يكتب  ” القاضي الفرنسي جان جاز المستشار في محكمة التميز في فرنسا، ورئيس رابطة الدولية السابق لمحكمة الإحداث بأن” الإحصائيين يشيرون جميعا إلى الأهمية الأولية للعوامل العائلية والاجتماعية والاقتصادية في معالجة الانحراف المبكر من خلال البرامج المخصصة  للأطفال. ” تعتبر الثقافية المعمولة  بها  للأطفال”[5]، والتي يجب التنسيق المشترك بيتها، وبين جهات التدريب الاجتماعي والنفسي والرياضي والصحي والاقتصادي مع الأعلام العام من اجل وضع البرامج التربوية الدعائية الصحية لكي  يتم تنفيذها حتى لا يتم الانتقال من الفعل الى التنفيذ”. وهنا نشير إلى مكتبته الخبيرة في شؤون الأطفال:” نجلاء جريصاتي خوري”، في سلسلة كتب أعدتها اليونيسيف: بأن الكتاب والقصة والصورة على التلفزيون، ليس هدفنا منهم سوى  تعليم الطفل كيف يصبح من خلالهم واع وعاقلا، بل نريده أن يتعلم حب الحياة، أي آن ينمو ويمضي إلى الأمام ويحب أن يكون سعيدا .  حين نعرض له فيلما أو مسلسلا، أو الخ…فإننا نريد أن نوصل له لذة اكتشاف الأشياء من خلال الصور المبرمجة في أفلام أو برامج تكون معدة سلفا للتسلية أولا وللتعليم ثانيا[6] .

 الإعلام  إذا هو الشريك الفعلي في رعاية وتربية الأطفال من خلال التوجيه والتربية والتهذيب عن طريق البرامج المعدة والمطروحة لمشاهدتها من قبل الأطفال.

القراءة عند الأطفال :

تشير الكاتبة اللبنانية  والخبيرة بأدب الأطفال الدكتورة” إيمان ألبقاعي و مدرسة مادة أدب الأطفال في الجامعة اللبنانية الدولية”[7]،  في كتابها “بان الغياب الفعلي لتدريس أدب الأطفال كعلم و كاختصاص أساسيا في الجامعات العربية يضعف قدرته على التطور، لان الدول العربية لا تزال تختلف في إدراج مادة  أدب الأطفال في برامجها،  عدى دول عربية معدودة كسورية  والسعودية” .ولكن اليوم  بدأت الجامعات اللبنانية الخاصة  في محاولة بطيئة لإدخال هذا الاختصاص الجدي  في مناهجها والذي يدمج مابين  مادتي التربية الحضانية والأدب العربي العام، ولكن الخوف هو من اعتماد  تدريسها باللغة الأجنبية  بدل العربية التي تفقدها  حيويتها، أثناء التدريس. هذه  العوامل التي تؤثر في بناء ثقافة أساسية في شريحة المجتمع الأكبر وهي فئة الأطفال، لان البنية الأساسية التي تفتقد إلى  مقومات القراءة التي تزداد يوميًا في المجتمعات العربية، من خلال إستراتيجية علمية واعية معدة لتطوير ثقافة القراءة وبظل تطور التعليم والمعلوماتية ،إضافة إلى  وسائل اللهو الأخرى التي أضحت متاحة للأطفال بشكل كبير مثل” التلفزيون والفيديو والكومبيوتر، والفيس بوك والتلفونات النقالة أي  المحمولة “”فان  وسائل اللهو الأخرى،” كالسهر والمرح” التي أضحت  تعيق عملية المطالعة والثقافة ،ليس عند الأطفال فقط ،وإنما عند الكبار أيضا  في الوطن العربي، لقد فجاءنا جدا بالدراسات التي تشير بأن العربي يقرأ 4 صفحات سنويًا وهذه الدراسة خطيرة على مستوى تطور الفكر والمجتمع والأطفال في الوطن العربي(8).

ثقافة الطفل ؟

في ميدان ثقافة الطفل تتجلى أقصى صور التحدي ، حيث تستهلك جميع البلاد العربية ما لا يزيد على 10% مما استهلكته دولة مثل بلجيكا في الكتابة على الورق للأطفال ، على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز نسبة 10% من سكان الدول العربية ، وفي الاتحاد السوفيتي السابق كان نصيب الطفل 457 كتاباً في السنة، وفي المقابل تصدر جميع الدول العربية 6 كتب سنويا للطفل!

ولعل جزء من السبب هو ندرة الكُتّاب المختصين بثقافة الأطفال، ففي دراسة علمية أعدها خبراء المجالس القومية المتخصصة بمصر، وجدوا أن هناك ( 166 ) متخصصاً في ثقافة الأطفال مقابل 22 مليون طفل عربي،.

صحافة الحائط ونوادي الصحافة :

إن وجود نوادي خاصة للصحافة في المدارس الثانوية  الرسمية والخاصة في الوطن العربي  وإدخال تدريس مادة الإعلام إلى المنهج الدراسية لطلاب المراحل العليا يؤدي إلى :

 – أولا  إلى رفع مستوى الوعي والحس الإعلامي، لدى الجميع وهذا ليس بالضرورة امتهان لمهنة الإعلام واعتمادها وظيفة أساسية  مستقبلية للطالب .

– ثانيًا: الهدف الأساسي هذه الصحافة ونشرها، هو تعليم الجميع كيفية القراءة السلمية للإخبار والأحداث التي تدور حولنا، كيفية  تداولها ، بمختلف الوسائل الإعلامية والقراءة الصحيحة لما يكتب مابين السطور.

– ثالثًا: إن تطوير فهم الطلا ب لعملية الإعلام وصناعته من خلال حلقات صغيرة تقوم بإدارتها وسائل المدارسة الإعلامية والإعلانية، من خلال إنشاء جريدة حائط في المدرسة و العمل على إصدار أعدادها الأسبوعية أو الشهرية حسب قدرة المجموعة العاملة على صناعة الإخبار الجيدة والمفيدة للمدرسة والطلاب ، على أن يصبحوا  فيما بعد مصدر أخبارها من خلال الإشراف المباشر من إدارة  المدرسة ،فهذا العمل الجماعي بحد ذاته ينمي حس الوعي والمسؤولية عن الأطفال من خلال تنمية وتشجيع روح المشاركة بين الطلاب جميعا[9] .      

 فإذا كان الهم الأساسي والوحيد للجمعيات الخيرية والأهلية ، والاجتماعية  والرسمية  جميعا ، “هو الطفل” ، وتربيته وتطوير وعيه الإعلامي، فلماذا لا تضع هذه المؤسسات  في  رعاية الطفل الإعلامية ، مادة بحد ذاتها أمامهم  للعمل على تطويرها، من خلال إستراتيجية علمية وثقافية وتربوية  ،كي تخرج  بها  هذه الجمعيات عن المألوف وطرق التعليم  “الكلاسيكية” المتعارف عليه في مدارسنا وكتابنا الحالي ، والتحول السريع نحو النوعية، والتعاطي مع هذه الشريحة من مفهوم  ألأرقام العددية في ملفات  هذه الجمعيات والمؤسسات ، إلى مادة تفعيليه مميزة، و الاستفادة من التجارب الغربية في التعاطي مع الأطفال  وتعليمهم وتطوير ثقافتهم بغض النظر عن اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والمذهبية والمادية ، لأنهم جزاء  أساسي من هذا المجتمع، و من هذه الحياة  الاجتماعية العامة ، ووفقا للتطور الاجتماعي ،التكنولوجي والاقتصادي الذي نعيش في ظله  في عالم العولمة وزمن الاتصالات المتطورة  السريعة  ، لان التقنيات الحياتية أصبحت ضرورية للجميع ، ولان الحداثة والتطور لا يميز  بين شخص وأخر ، و أنما حسب تأهيله الاجتماعي والتكنولوجي[10] ، لماذا لا يتم طرح  هذه المواضيع على الوسائل الإعلامية الحديثة “المرئي والمسموع والمكتوبة” لكونها الشريك الأساسي في التوعية الاجتماعية والثقافية ،طبعا بالتعاون مع هذه الجمعيات من اجل العمل على تطوير قدرات الأطفال التربوية والعلمية، وهذه النقلة النوعية المطلوبة من اجل احتضان هذه الشريحة(11) التي لها الحق كما لغيرها في أخذ حقها الطبيعي من مجتمعنا  ، فالطفل مادة خصبة ليس للجمعيات الاجتماعية،  وإنما لوسائل الإعلام من خلال العمل على وضع برامج حديثة مطورة ترعى التطور الثقافي والهوية الاجتماعية  والتربية الإنسانية والدينية والقومية  ، من اجل تطور فكر وشخصية الأطفال بشكل عام، واليتم الذي فقد أهله أو جزاء منهم وذوي الحاجات الخاصة بشكل خاص من اجل التعويض على النقص الذي يعاني منه لان هذه الشريحة هي جزاء أساسيا من أطفالنا الذي يبنى المجتمع العام عليها في تركيبته الاجتماعية الجديدة .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …