الطالب العربي في أوكرانيا مابين شهادة السواقة الدولية و شهادة الجامعة العلمية
23 أبريل, 2016
مقالات, منوعات
محمد العروقي / مازلت أتذكر جيدا بداية فترة التسعينيات ، و العدد الهائل القادم من الطلاب للدراسة في أوكرانيا ، وجلهم على حسابهم الخاص بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
أغلب الفترات يكون الوصول الى مطار موسكو ، و من المطار ركوب الباص ثم المترو حتى الوصول الى القطار ، للتوجه الى المدينة المقترحة للدراسة بيها ، ساعات سفر طويلة ، ثم استقبال بمحطة القطار من جديد و ركوب الباص من جديد للوصول لجامعتك المنشودة.
حركة غير اعتيادية وعالم جديد مابين السكن الطلابي و الجامعة ، و كل همك غرفة “محترمة “، بالسكن الطلابي ، و تكون صاحب حظ كبير ان ساعدك احد الطلبة القدامى بشراء ماتحتاجه من ادوات لغرفتك ، ومع مرور الوقت بداية التطوير ، فتكون من الطلبة المرموقين ان اقتنيت ثلاجة صغيرة ، و فرشت الارض ببساط مزخرف واشتريت تلفازا من نوع “اريزون” ، او راديو كاسيت من نوع “ماياك” ، حينها فعلا ستكون برجوازيا في وقت كانت تحارب به البرجوازية ، ولكن كل هذه الاضافات من اجل راحتك و العمل على مواصلة الدراسة بمزاجية عالية داخل الغرفة و السكن الطلابي.
اليوم المفاهيم لدى طلابنا و للاسف تغيرت و بشكل كبير ، تستقبله بالمطار و انت تحمل حقائبه تجدها ثقيلة جدا و تتفاجئ عندما تتعرف ان بداخلها ” معسل” و ليس ملابس كما هو معتاد ، سيارة آخر موديل بالاستقبال ، و قد يذهب لشقة مباشرة ، و تمر ايام من الاستجمام دون التعرف على الجامعة.
وتبدا رحلة الاندماج بالمجتمع الاوكراني ، و يبدا بتحقيق احلامه بشكل مختلف ، حيث من المفترض ان تتحقق تلك الاحلام عن طريق مقاعد الدراسة و لكنها تتحق عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي
-
رخصة سواقة دولية معترف بها رخيصة الثمن.
-
سيارات بارقام اجنبية رخيصة الثمن.
-
تاشيرة تشنجن مضمونة رخيصة الثمن.
ناهيك عن الكثير من الدعايات على مواقع التواصل الاجتماعي لانستطيع ذكرها في هذا المقال ، و لما لا تكون لدي رخصة و انا استطيع توفير مبلغها ، و لما لاتكون لي سيارة ذات ارقام اجنبية ومادمت طالبا لن ادفع جمركها ، و بعد سنوات الدراسة يمكن ان ابيعها قطع غيار ، ولم لا و لم لا ، حتى ينتهي الموضوع بحوادث ماساوية يذهب ضحيتها الطلاب ، اصبحنا نسمع الكثير عنها بالاونة الاخيرة.
لا اختلف مع احد بأن زمن اليوم ليس مثل زمن الامس و ان الحياة تطورت ،و الكماليات لاشباع الرغبات في ازدياد ، لكن الاهم من ذلك ان يعلم الطالب الهدف الرئيس من وصوله لتلك البلاد ،و ان يلبي احتياجاته من الكماليات بحدود المعقول ، و ان يستغلها بحدود المعقول ، دون ان يرمي بنفسه للتهلكة ، فالاهل المساكين وافقوا على سفرك من اجل التحصيل العلمي و ليس من اجل قيادة سيارة بسرعة جنونية كي تتباهي امام اصحابك بقدرتك على السياقة او تتباهى امام الحسناء الجميلة بجانبك بانك رجل بستين رجلا ، بل وافقوا الاهل بان تذهب للدراسة من اجل ان تعود اليهم بشهادة يفتخرون بها ، وتساعدهم عند الكبر ، بدل ان تعود اليهم في تابوت الموت .. أتمني ان تكون رسالتي وصلت ..ولكن لاراد لقضاء الله.