%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D9%82%D9%8A أوكرانيا

الطالب العربي في أوكرانيا مابين شهادة السواقة الدولية و شهادة الجامعة العلمية

محمد العروقي / مازلت أتذكر جيدا بداية فترة التسعينيات ، و العدد الهائل  القادم من الطلاب للدراسة في أوكرانيا ، وجلهم على حسابهم العروقيالخاص بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

أغلب الفترات يكون الوصول الى مطار موسكو ، و من المطار ركوب الباص ثم المترو حتى الوصول الى القطار ، للتوجه الى المدينة المقترحة للدراسة بيها ، ساعات سفر طويلة ، ثم استقبال بمحطة القطار من جديد و ركوب الباص من جديد للوصول لجامعتك المنشودة.

حركة غير اعتيادية وعالم جديد مابين السكن الطلابي و الجامعة ، و كل همك غرفة “محترمة “، بالسكن الطلابي ، و تكون صاحب حظ كبير ان ساعدك احد الطلبة القدامى بشراء ماتحتاجه من ادوات لغرفتك ، ومع مرور الوقت بداية التطوير ، فتكون من الطلبة المرموقين ان اقتنيت ثلاجة صغيرة ، و فرشت الارض ببساط مزخرف واشتريت تلفازا من نوع “اريزون” ، او راديو كاسيت من نوع “ماياك” ، حينها فعلا ستكون برجوازيا في وقت كانت تحارب به البرجوازية ، ولكن كل هذه الاضافات من اجل راحتك و العمل على مواصلة الدراسة بمزاجية عالية داخل الغرفة و السكن الطلابي.

اليوم المفاهيم لدى طلابنا و للاسف تغيرت و بشكل كبير ، تستقبله بالمطار و انت تحمل حقائبه تجدها ثقيلة جدا و تتفاجئ عندما تتعرف ان بداخلها ” معسل” و ليس ملابس كما هو معتاد ، سيارة آخر موديل بالاستقبال ، و قد يذهب لشقة مباشرة ، و تمر ايام من الاستجمام دون التعرف على الجامعة.

وتبدا رحلة الاندماج بالمجتمع الاوكراني ، و يبدا بتحقيق احلامه بشكل مختلف ، حيث من المفترض ان تتحقق تلك الاحلام عن طريق  مقاعد الدراسة و لكنها تتحق عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي

  • رخصة سواقة دولية معترف بها رخيصة الثمن.

  • سيارات بارقام اجنبية رخيصة الثمن.

  • تاشيرة تشنجن مضمونة رخيصة الثمن.

ناهيك عن الكثير من الدعايات على مواقع التواصل الاجتماعي لانستطيع ذكرها في هذا المقال ، و لما لا تكون لدي رخصة و انا استطيع توفير مبلغها ، و لما لاتكون لي سيارة ذات ارقام اجنبية ومادمت طالبا لن ادفع جمركها ، و بعد سنوات الدراسة يمكن ان ابيعها قطع غيار ، ولم لا و لم لا ، حتى ينتهي الموضوع بحوادث ماساوية يذهب ضحيتها الطلاب ، اصبحنا نسمع الكثير عنها بالاونة الاخيرة.

لا اختلف مع احد بأن  زمن اليوم ليس مثل زمن الامس و ان الحياة تطورت ،و الكماليات لاشباع الرغبات في ازدياد ، لكن الاهم من ذلك ان يعلم الطالب الهدف الرئيس من وصوله لتلك البلاد ،و ان يلبي احتياجاته من الكماليات بحدود المعقول ، و ان يستغلها بحدود المعقول ، دون ان يرمي بنفسه للتهلكة ، فالاهل المساكين وافقوا على سفرك من اجل التحصيل العلمي و ليس من اجل قيادة سيارة بسرعة جنونية كي تتباهي امام اصحابك بقدرتك على السياقة او تتباهى امام الحسناء الجميلة بجانبك بانك رجل بستين رجلا ، بل وافقوا الاهل بان تذهب للدراسة من اجل ان تعود اليهم بشهادة يفتخرون بها ، وتساعدهم عند الكبر ، بدل ان تعود اليهم في تابوت الموت .. أتمني ان تكون رسالتي وصلت ..ولكن لاراد لقضاء الله.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …