sameh sameer
sameh sameer

الشعب يريد الغطاء

الشعب يريد الغطاء

سامح سمير/ تكاد تصرخ الحروف التي أكتب بها المقالات وتقول أنا عربية ولكن هل أجد عين عربية تقرأني أو أذن عربية تسمعني أو يد عربية تلمسني . كلنا نعرف معنى كلمة الغطاء ، فمنا من يتغطى ليتقي البرد ويوجد من يتغطى ليتقي المطر أو حرارة الشمس . ولكن المقصود هنا هو الغطاء السياسي الذي يحمي من الأطماع والتدخلات ويضمن تحقيق الأهداف والغايات .

يبدو أن الاحداث التي يمر بها الوطن العربي اليوم تفرض على المواطن العربي البسيط أن يلمّ بالمصطلحات السياسية ويحاول أن يستوعب كل مايدور حوله فلم يعد هناك وقت للدروشه أو الإتكال على زعيم أو قائد أو شيخ أوحد، أو ترك الامور للأحداث قائلين بجهل وسخافة أننا نتركها لله وللقضاء والقدر.وحتى الخيانة والعمالة لن تفيد ولن تنفع ولن تقدم اي غطاء وحماية حقيقية .

لو تأملنا حال الأمة العربية بعد سقوط الدولة العثمانية الاسلامية ، نرى ماحدث من تكالب الدول الغربية على الدول العربية واحتلالها احتلالا خارجيا صريحا وكان غطاؤها في ذلك آلتها وقوتها العسكرية واتفاقها على تقاسم تركة الرجل المريض.

ثم نجد ماحدث من انقلابات عسكرية وحروب أسفر عن وجود احتلال داخلي حيث أصبح لكل رئيس أو ملك غطاء معيّن يحميه ويحمي نظامه حيث ضمن الغرب ان الدول العربية أصبحت مقسمة ومحددة وكل له غطاؤه السياسي فمن الدول العربية من إتخذ من الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا لاحقا غطاءا ومنها من إتخذ اسرائيل ومنها من إتخذ أمريكا ومنها من إتخذ فرنسا حتى أن منها من إتخذ إيران وهكذا .

والآن بعد أن طفح الكيل بهذه الشعوب المسكينة والمقهورة والمهدرة ثرواتها والمكسورة نفوسها وكبرياءها ، حدث ما سمّي بالربيع العربي كرد فعل طبيعي.

فنجد الغرب والدول المغرضة مرة أخرى يحاول أن يكرر محاولة الاحتلال المعهودة ولكن هذه المرة سيكون كوكتيل إحلال داخلي وخارجي وصريح وغير صريح حيث المطلوب هو تفتيت الدول العربية لتكون دويلات شبه عربية .

وتمضي هذه الشعوب من جحيم إلى جحيم ، فلابد أن تعي ذلك الشعوب العربية حيث أن الأمل اليوم معقود عليها فهي التي قامت بالثورات وهي التي دفعت ثمنها غاليا .

يجب أن تعلم هذه الشعوب وتؤمن إيمانا مطلقا بأنه يجب عليها أن تبادر وتسارع إلى الوحدة العربية وإقامة الاتحاد العربي .

لأن هذا سيكون هو الغطاء الذي سيحمي ثوراتنا وأهدافنا ويقينا شر الكلاب الضالة التي تتربص بنا لتنهش لحمنا وعظمنا .

إذا فكرت أي دولة عربية الان أن تتخذ لنفسها أي غطاء خارجي على أي أساس طائفي أو عرقي أو نفطي أو غيره أو أخذها طموحها وطمعها وغرورها لان تلعب دور أكبر من حجمها على حساب دول عربية أخرى شقيقة فلن ينفعها وإن نفع سيكون نفعا قصير الأجل جدا ثم يُلقى بها في سلة المهملات بعد أن تكون قد رُكبت واستُخدمت كمطية مجانية .

لابد أن تستمر الشعوب العربية في ثورتها ولكن بشكل أعمق وأكبر ويجب على الكتّاب والمفكرين المخلصين لله وللوطن أن يوجهوا هذه الطاقة الثورية في الطريق السليم ليكون مطلبها وشعارها الشعب يريد الوحدة العربية فهذا هو الغطاء الذي سيحمي شعار الشعب يريد تغيير النظام .

إذا لم نغط بعضنا البعض فلن يغطينا أحد ، ولن نستطيع أن نفعل مثل ادم وحواء حيث نداري سوءاتنا بأوراق الشجر لأنه لن يكون هناك أوراق ولا شجر فالمستقبل مظلم والطريق موحل بدون غطاء من الوحدة العربية .

سامح سمير

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …