%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D9%82%D9%8A أوكرانيا

الشعب الفلسطيني متشائل

محمد العروقي / مابين متفائل ، ومتشائم ، أصبح قدر الشعب الفلسطيني بأن يبتدع مصطلح جديد (متشائل)، وهو انسب وصف لحالة العروقيالترقب التي عايشها الشعب في ظل حوارات الدوحة بين طرفي الانقسام ،ومع الانتظار الطويل للدخان الابيض  كي نشاهده في سماء الدوحة و لكن الدخان كان رماديا.

بكل حياء و استحياء اتفق الطرفان على صياغة بيان لذر الرماد بالعيون ،بيان اوقع الجميع من محللين و عامة في حيرة اكبر من واقع الحيرة التي نعيشها، و لا احد يعلم هي مصالحة (تفاؤل) أم استمرار الوضع لما هو عليه (تشاؤم)، لتكون النتيجة تشاؤول.

انقسام مرير يعصف بالشعب الفلسطيني منذ مايقارب الثماني سنوات و الشعب بريئ منه انما هو بين طرفين ، وضعوا مصالحهم الخاصة الضيقة ، امام مصلحة الشعب و لكل مبرراته امام الاعلام بانه الطرف المظلوم و انه صاحب الحق.

ثماني سنوات مرت تخللتها حوارات و اجتماعات و لقاءات من القاهرة الى غزة و تركيا الى الدوحة ، لم يستطع طرفي الانقسام بالوصول الى حل ينهي تلك المعاناة.

البرنامج السياسي ، دخول حماس منظمة التحرير ، الانتخابات التشريعية و الرئاسية ، أزمة الموظفين …. الخ ، كلها عناوين عريضة تساق الى الشعب وكأنها هي الملفات الرئيسة الحائلة دون تحقيق المصالحة.

الحقيقة تلك الملفات ماهي الا ذرائع واهية لعدم تحقيق المصالحة ، فلو توفرت الارادة الصلبة و النية الطاهرة ،ووضع مصلحة الشعب العليا بالمقام الاول لتم حل جميع الملفات ، و لكن اعتقد هنا ان الطرفين غير معنيين بشكل حقيقي لتحقيق تلك المصالحة ، و ليس كما يعتقد البعض بان هناك برنامجيين مختلفين لكلا الطرفين ، لانه ولو اختلفت البرامج نجد بكثير من السلطات او الحكومات بالعالم يجمعها ائتلاف ضمن برنامج وسطي من اجل المصلحة العامة ، ولكن الحقيقة المؤلمة هنا ان مايحدث هو نتيجة طمع الطرفين بالسلطة المطلقة ، و اطماع شخصية للبعض من اجل النفوذ و السلطة.

الطرف الاول ،فريق رام الله : برغم ما تتحدث عنه السلطة الفلسطينية عن خدماتها وميزانيتها الاجتماعية للشعب في غزة ، الا ان الشعب الفلسطيني بالقطاع لم يشعر بان السلطة الشرعية يوما ما قريبة منه ، لما يعايشه المواطن من قهر يومي ، سواء الموظفين منهم و الذين يعانون هوس قطع رواتبهم امام اي خطئ مقصود او غير مقصود ، او المنكوبين منهم و الذين ينتظرون حلا لاعادة اعمار ما دمر من منازلهم ، كما ان قيادات فتحاوية كبيرة و شريحة كبيرة من ابناء الحركة يشعرون بالتهميش الكبير للحركة من اجل النهوض بها في القطاع ووقائع كثيرة في السنوات الاخيرة حدثت تؤكد ذلك ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر وكما يعتقد الكثيرون ، فأن التنافس على خلافة الرئيس وحلم الكثيرون  بالجلوس على كرسي الحكم في المقاطعة  ، جعلهم يعرقلون اي طريق للمصالحة مع حماس او المصالحة الفتحاوية الداخلية اعتقادا منهم ان ذلك هو اقصر الطرق لتحقيق مآربهم و اهدافهم الخاصة،ولعل صحوة الضمير وبعض التصريحات الجريئة من بعض قادة السلطة و فتح الاخيرة هي أكبر دليل على ذلك.

الطرف الثاني،فريق غزة: منذ استيلائها على السلطة،في غزة في العام 2007،وبعيدا عن الشعارات التي رفعتها (القضاء على التيار الخائن بحركة فتح،او القضاء على الانفلات الامني)، نجد أن حركة حماس ،مارست افعالا على الارض وكأن الحكم باق لها للابد وليس لمرحلة انتقالية حتى ينتهي اسباب الانقلاب، ومع نعيم السلطة و حلاوة كرسي الحكم و تجارة الانفاق ، ودولارات الدعم من بعض الدول الاقليمية ، اصبح علنا وجهارا لدى الجميع ان تفريط حماس بالسلطة امر بعيد المنال ، كيف يحدث ذلك وعلينا ان لا ننسى ان حماس جزء من تنظيم جماعة الاخوان المسلمين ،ذات البرنامج الخاص الذي يختلف كليا مع البرنامج الوطني الفلسطيني رغم انكار البعض لذلك ، لهذا نجد ان تفريط حماس بالسلطة في غزة امر مستحيل ومستبعد ،خاصة وان البعض منهم مازال يحلم بعودة “مرسي”،للحكم ويعود ربيع المنطقة لهم من جديد ، كل هذا يحدث امام مرئى المواطن المقهور المغلوب على امره في غزة و الذي اصبح اكبر امانيه عودة الكهرباء اهم من عودة فلسطين ،ولكن لحماس وجهة نظر اخرى.

ومابين الطرف الاول و الطرف الثاني نجد بعض القوى الاقليمية و الدولية تؤثر عليهم في عدم اتمام المصالحة نتيجة الاجندة الدولية في الشرق الاوسط و تاثر فلسطين بما يحدث بالمنطقة العربية .

وعلينا هنا ايضا الا ننسى دور التنظيمات و الفصائل و القوى الفلسطينية الاخرى السلبي جدا ، و التي تلعب دورا يشبه دور الصليب الاحمر اوقات الازمات و الحروب ، دون ان تتخذ خطوة حاسمة من الطرفين ، ولكن كما يبدو تريد ان تضمن لها نصيبا من الكعكة.

لوكان هناك نيتة حقيقية لانهاء الانقسام ، لانتهى الامر منذ سنوات ، لكن و للاسف امام الاعدام اليومي لابناء وبنات الشعب الفلسطيني في القدس وباقي المدن، لم يجد ذلك آذانا صاغية لنصرة الشعب و التنازل من اجل الشعب ، ليتضح جليا ان مايحدث ماهو الا سيناريو لادارة الانقسام  بين طرفين  يرضي طموحهم و يشبع رغباتهم بقاء الحال على ماهو عليه الآن ..ليبقى التشاؤول هو سيد الموقف.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …