لا للظلم لا للمعاناة :
د.خالد ممدوح العزي / الشعب الفلسطيني المتواجد على الاراضي اللبنانية يعني المر والامر ،طبعا يعيش هذا الشعب الضيف والمهجر والمنكوب منذ العام 1948 حياة سيئة بسبب التهجير والتشريد من قبل العدو الصهيوني الذي اغتصب الاراضي الفلسطينية بمساعدة دولية وتطواطؤ عالمي على جريمة الاغتصاب ،فالدول العربية والحكام الفاسدين كانوا شريكا في تمديد عمر الاحتلال في اغتصاب فلسطين ،بالتالي اضحى الشعب بانتظار حق العودة ،مابين الضياع في المنفى والهجرة القصرية، ومابين استخدام الورقة الفلسطينية من قبل الحكام العرب لقمع شعوبها بحجة تحرير الاراضي المحتلة ،يبقى الفلسطيني اسيرا هذه الاحلام والبقاء في مخيمات الشتات .في وصفنا لحياة الشعب الفلسطيني التي تحاصرها كثل اسمنتيةكبيرة من كل الجهات وبعزل كامل عن الميط الجغرافي للمخيمات ،بالاضافة الى غياب الحقوق المواطنية التي تحجب عنهم بواسطة قوانيين وقيود تم تقيد الشعب الفلسطيني بها منذ مطلع العام 1990 ، منذ زمن سيطرة النظام الامني اللبناني -السوري ،زمن الوصايا السورية على لبنان و كانت المخيمات وقتها جزاء من هذه السياسة ،طبعا نحن نتفق مع الشعب الفلسطيني بانه يعاني ويعيش حياة غير انسانية ،ونقر بحقوقه الانسانية بالدرجة الاولى كونه انسان مخلوق بشري في اول شيء قبل ان يكون ضيف واخ ولاجىء على ارضنا ،نطالب معه باعطاءه كافة حقوقه المدنية والانسانية في لبنان والحصول عليها سريعا من خلال لجنة قانونية لبنانية تقوم بدراسة الوجود الفلسطيني بطريقة صحيحة وسليمة ، وعدم الاختباء وراء التوطين وحق العودة وحقوقها التي تمنع المواطن الفلسطيني من اخذ حقه في ممارسة المواطنية الانسانية ،لان المواطنية لا تمانع من حق العودة . لان الفلسطيني فلسطيني لو تم اعطائه جواز ملكي في مملكة السماء ، فالعودة لا يلزمها مدفع بل قوانيين اجتماعية تحترم الانسان ،وانسانيته وتأمين كل الامكانيات له الى حين العودة واعطاه حقوقه المدنية والاجتماعية لكي يستطيع ان يقوم بواجباته المترتبة عليه امام القانون اللبناني .ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا تصر بعض القوى الفلسطينية اليوم الوقوف والمطالبة بحقوقها المشروعة والدخول بمواجهة علنية مع الجيش اللبناني يدخلهم في صراع عقيم ،ولمصلحة من هذا الصراع؟؟؟ فهل قررت هذه القوى الانتفاضة بوجه الجيش للمطالبة بحقوقها الاجتماعية المفقودة بطريقة قلب الطاولة على راس الجميع ووفقا لخطة واجندة خارجية تستخدم دماء الشهداء والجراحى والاهالي طبعا هناك اغطاء يرتكبها بعض العناصر العسكرية تؤدي الى وقوع ضحايا ،يجب الوقوف عندها .
فالاعمال التي يتم التحرك تحتها ماهي الا اطار سياسي ممنهج وعنوانه الفوضى الخلاقة لمرحلة قادمة للبنان من خلال انتفاضة المخيمات الفلسطينية بوجه الجيش بتاريخ 18 حزيران 2012 والتي وقع من خلال هذه الاعمال الصبيانية ضحايا ابرياء جز بهم في هذه الازمة الجديدة .طبعا الهدف الحقيقي من هذا الاشكال هو ادخل الملف الفلسطيني بازمة مع الدولة اللبنانية وكافة الاطراف بسبب الممارسات التي تمارس بهذه الانتفاضة الغير طبيعية وبعيدة عن الزمان المناسب والمكان المناسب، الاشتباك الفلسطيني اللبناني هو لاخذ المشكلة الى مكان مختلف لخدمة قضية مختلفة الم يكن من الافضل من الاطراف الفلسطينية الدخول في عملية تفاوضية مباشرة مع الدولة اللبنانية للمطالبة بالحقوق المغيبة لهذا الشعب ، الذي يعاني في الشتات ،وفك الحصار العسكري القصري المفروض على المخيمات . فالفلسطيني يدفع دوما الاثمان غاليا ،ويجز بصراعات داخلية على حسابه وحساب قضيته القومية .يجب ان لا يقع الاخوة الفلسطينين في ازمة الازمات الامريكية التي تقول :”بان الدم الامريكي فوق كل اعتبار “،والفلسطيني يجب ان يرى بان تحرير الدول العربية من حكامها الفاسدين هو الطريق الاسلم لخوض الصراع من اجل القضية القومية وليس العكس السكوت على هذه الانظمة من اجل فلسطين فلسطين ضاعت وكانت هذه الانظمة شريكا في ضيع الدولة وشريكا في استمرار الاحتلال . لنعود بالذكرة الى الوراء عندما دخلت منظمة التحرير طرفا في الحرب الاهلية اللبنانية والميول الى طرف ضد طرف ،لقد دخلت المنظمة الى جانب اليسار واضحى اليمين اللبناني عدوا للقضية الفلسطينية بعدانكان اليمين من اشد مناصري القضية الفلسطينية وادى لها خدمات شتىء لكن البندقية الفلسطينية اصبحت عدوا ودخلت المنظمة في سياسة التحالفات المحلية ،وتبنت الجانب الاخرى وكانت تجربة السنية السنية التي دفع الفلسني واللبناني ثمنا زهيدا لذلك .وبالمناسبة لبد من الوقف امام الحالة الفلسطينية التي كنت تتلقى الضربات القاصية على الاراضي اللبنانية من القوى الاقليمية والقوى اللبنانية التي كانت حليفة معها وكان الفلسطيني يسدد فواتير بالجملة من خلال مجازر كبيرة ابتدا من تل معارك 1973 صراع المنظمة مع الجيش وتل الزعتر مرورا بطرابلس وحرب المخيمات وصولا الى عصابات فتح الاسلام ذات الصناعة السورية والتصدير المخابراتي والذي دفع ثمنها مخيم نهار البرد وتم تدميره بسبب سياسة اقليمية كانت تستخدم من المخيمات .
نتمنى من العقلاء والحكماء في الشعب الفلسطيني الخروج الى الشارع لضبطه والتكلم مع هذا الشباب الثائر والمحتج ولكن ليس في الموقع الصحيح وتذكيرهم بالانتفاضة الثورجية في السنة الماضية عندما شحنوا الى الحدود اللبنانية الفلسطينية ،ويومها وقعوا في فخ نصب لهم وسقط العديد من الجرحى والقتلى والجيش اللبناني كان من ينقذهم من المذبح طبعا الجيش خط احمر ويمنع الممساس به ،عليهم احباط المؤامرة التي سوف تاخذ الشارع الفلسطيني لمكان اخر … فالفلسطيني اليوم يثور باوامر خارجية … عليهم الانتباه الجيد للمؤامرة المنصوبة لهذا الشعب الذي يتهم بالسلفية وتوغلها في داخل المخيمات … طبعا على الشعب الفلسطيني المتواجد في لبنان وقياداته وحكمائه ان ينتبه جيدا للفخ والكمين المنصوب لهم من خلال عرض العضلات لادخال المخيمات في حرب مع الجيش اللبناني ،وزاحة الانظار العالمية والعربية والاقليمية عن الملف السوري ونظام الاسد فالشعب السوري لم ينتظر من شعب فلسطين ومخيمات لبنان هذا السكوت وهذا الصمت بل الذهب نحو الموافقة على كل مايفعله النظام في حرب البادة التي يشنها ضد الشعب السوري الاعزل ،هذا السكوت من قبل الشعب الفلسطيني مؤلم لان الشعب السوري مظلوم ومتهض ، فالاسلام يقول: “انصر اخيك ظالما او مظلوما”، فالشعب السوري اخ ،وهو اول من هب تاريخيا لنصرة القضية الفلسطينية،وقدم لها المال والعتاد والارواح وكان ومايزال نصيرا لها رغما عن كل الجراح ،فماذا فعل لكم الشعب السوري لكي تسكتوا على جرائم النظام السوري…وتذهبوا بايدكم لتنفيذ ماربه التي ستدفعون بها الاثمان الغالية مع كل العرب …الانتباه الجيد لكل المخاطر التي تنصب لكم …وعلى القيادات ان تقوم بطرح نظرية الناي بالنفس عن الازمة السورية ولكن بطريقة ايجابية ،بالاضافة للانتباه الجيد لمخطرافتعال معركة خاسرة مع الجيش اللبناني . فالمعكرة اذا وقعت سوف يقع الهيكل على رؤس الجميع وتكون الخسارة على كل الاطراف وخاصة التي تعمل على نشر الفوضى بين الجيش والشعب الفلسطيني .
كاتب وباحث ومختص بالاعلام السياسي والدعاية.
[email protected]