أياد النصيري / قليلة هي النصوص التي تشد الذات القارئة وتجعلها تنشد الإيغال في كشف أعماقها. أما في النصوص الشعرية التي يكتبها الشاعر او الشاعرة بواقعية وخيال آخذ هي نادرة — أقسم أني أحبك (للشاعرة الدكتورة أسمهان بدير) تندرج ضمن هذه النصوص التي تستدرج القارئ وتأسره للبحث عن خصوصياتها الجمالية والدلالية، خاصة وأنها تعكس مرحلة متميزة في تجربة صاحبها. كما تعكس تحدياً وإصراراً على الإبحار في لجج الشعر باعتباره تأسيساً لكون يتغيّى استشراف رؤية شاملة ممعنة في البوح والتدقيق
النص يولد نصا اخر ان النص الشعري المكتنز عند الشاعرة (أسمهان)يولد من رحم نصا اخر معتمدا على طبيعة العلاقات التي ترسمها في فضاءات النص من اشتقاقات للمفردة التي لها صلة بالموضوع وتعيدك الى اصل الكلمة ايضا . هي نصوص حية تولد من رحم واحد ثم تتناسل وتخصب
حيث نجد هذا النص معجون بروح ودم الشاعرة (أسمهان بدير) يتناغم مع سجيتها وطبعها وموهبتها وتنشئتها الاجتماعية وخيالها الشعري الطليق ويتميز بسهولة لفظية لذيذة وممتعة تفيض بالحب والعشق والأنوثة والصور الفنية الناطقة والمهموسة والخرساء والجرأة التعبيرية , ويلامس أوتاراً رهيفة في الوجدان بصوت ناعم وبتماسك فني ولغوي مندغم بحلاوة تركيب العبارة وسلاسة اللفظ وبأبعاد رمزية ودلالية وبمزيج من المتعة والألم والجمال وشهقات العشق ورغائب الحب—ذلك الحب القدسي الجميل-نجد أن قصيدتها تتماشى مع الشعر الغنائي الوجداني من خلال العواطف والأحاسيس والوجدانية التي نقلتها لنا في قصيدتها.
نجحت الشاعرة في شكل ومضمون قصيدتها،فمن حيث المضمون ، كان المعنى والعاطفة التي استعملتهما في أدواتها الشعرية ناجحة لتنقل لنا ما أرادت نقله، حيث الشكل، نجحت أيضا من استعمال الخيال والأسلوب في الفكرة العامة للقصيدة
تمكنت الشاعرة الدكتورة(أسمهان بدير ) من الالتزام بالحقيقة، ولم تخطئ، وبهذا نال عملها القبول من ، أجادت الابتكار والجدية في قصيدتها، توغلت بأعماق المعاني لتعطي عمقاً لنصها، وبنجاح وهذا عن المعنى.
أما عن العاطفة، نقلت الشاعرة دوافعها من القصيدة بصدق كامل وعمق في تجربتها الشعرية هذه أثرت القصيدة في نفس القارىء وحركت الوجدان والتفاعل
وأخيرا تمكنت الشاعرة من استعمال الخيال بشكل ناجح ومتفوقة لتنقل لنا مقاصد قصيدتها.بهذا تكون أديبتنا قد رسمت لنا لوحة شعرية تكاملت فيها طقوس التألق
الإبداعي، المتميز، وتكاد تكون قد استوفت كل مكملات النجاح في نصها.-كما عبرت في ومضتها الشعرية الجميلة——
(الصلاة والحب
كلاهما باطلان
دون طهارة)
هي تلك (أسمهان بدير) التي تكتب بواقعية وتأخذ المتلقي وعشاق حرفها نحو الجمالية والمتعة الأدبية كي يستذوق القارىء عذوبة نصوصها المتنوعة—
أقسم أني أحبك
———
أرتمي في أحضانك المجنونة
تشعلني
إشعلني بالله عليك
كي تختصر المسافات
كي اترك حذائي القديم
هناك
إشعلني
كي أتحول بين يديك الى
رماد ورذاذ
إشعلني كي أضيع حذائي الشيطاني
لأبحر من جديد حافية القدمين
غطني بجناحيك الدافئين
كي تزرع في أهدابي
من جديد
امرأة تفيض بالحياه—